رئيس الكتلة البرلمانية للحزب
اشتراكيو ألمانيا يصرون على إبرام اتفاقية مكافحة التجسس مع أمريكا
برلين 14 كانون ثان/يناير (د ب أ)-يراهن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا على أن تتوصل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لاتفاق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن توقيع اتفاقية للحد من الأنشطة الاستخباراتية للولايات المتحدة في ألمانيا.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، توماس أوبرمان، مشيرا لذلك اليوم الثلاثاء في برلين إن الكتل البرلمانية للائتلاف الحكومي متفقة على ضرورة التوصل لاتفاقية بين ألمانيا وأمريكا يمكن الاعتماد عليها في مكافحة الأنشطة الاستخباراتية.
وعبر أوبرمان عن أمله في أن تساعد الزيارة المزمعة لميركل إلى أمريكا في التوصل إلى اتفاقية بهذا الشأن.
وفي ضوء بعض التقارير الإعلامية التي تتحدث عن احتمال فشل اتفاقية منع التجسس بين البلدين حذر أوبرمان من أن فشل هذه الاتفاقية لن يكون مقبولا وإنه سيغير الطبيعة السياسية للعلاقات مع الولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه أبدى جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (بي إن دي) رد فعل متحفظا في تعليقه على وضع المفاوضات التي تجريها الحكومة الألمانية مع نظيرتها الأمريكية بشأن مساعي إبرام اتفاقية للتعاون الاستخباراتي بين الجانبين.
يذكر أن المفاوضات حول هذه الاتفاقية كانت من بين النتائج المترتبة على كشف النقاب عن أنشطة التجسس التي قامت بها وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس ايه) على ألمانيا.
وأعلن "بي إن دي" اليوم الثلاثاء أن "المفاوضات الخاصة بالتعاون الاستخباراتي والتي يجري الحديث عنها لا تزال تتواصل".
وجاءت تصريحات الاستخبارات الألمانية ردا على تقارير لصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" وإذاعة شمال ألمانيا (إن دي آر) والتي أفادت بأن الاتفاقية التي ترمي إلى التزام كل طرف بوقف الأنشطة التجسسية على الآخر مهددة بالفشل.
وكان قد تكرر الحديث خلال الأشهر الماضية عن عدم وجود اتفاقية لعدم التجسس بين ألمانيا والولايات المتحدة وذلك بعد كشف النقاب عن عمليات التنصت التي مارستها وكالة الأمن القومي الأمريكية على العديد من دول العالم بما في ذلك التنصت لسنوات على الهاتف المحمول للمستشارة انجيلا ميركل.
وقال جهاز الاستخبارات الألماني إنه أمر طبيعي ألا يتم التعليق علانية على مثل هذه المفاوضات، مشيرا إلى أن الجهاز سيجيب عن أي أسئلة لاحقة بشأن هذه المفاوضات فقط عبر الحكومة والهيئات البرلمانية المختصة.
كانت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" ذكرت في تقريرها استنادا إلى خبير لم تفصح عنه أن حالة كبيرة من خيبة الأمل تخيم على دوائر جهاز (بي إن دي) بسبب وضع المحادثات مع الجانب الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة رفضت إعطاء الجانب الألماني وعدا بعدم التنصت على أعضاء في الحكومة الألمانية والساسة الألمان.
ونسبت الصحيفة إلى جيرهارد شيندلر رئيس جهاز ال(بي إن دي) القول إن من الأفضل في مثل هذه الحالة التخلي عن إبرام مثل هذه الاتفاقية.
من جانبه قال هانز كريستيان شتروبله عضو البرلمان عن حزب الخضر عن وضع المفاوضات الحالي :"لم نحرز خطوة للأمام لأن الحكومة الألمانية تطلب ردودا من الولايات المتحدة بتردد زائد عن اللازم".