يمثل مشروع تطويري مشترك بين بوش ومرسيدس-بنز

(إيكو.لوجيك موشن) من بوش.. نظام يقلل من استخدام الوقود ويساهم في خفض الانبعاثات

يجري البحث بشكل متواصل في عالم السيارات التجارية عن وسائل لتخفيف الآثار التصنيعية على البيئة إلى جانب خفض النفقات والميزانيات التشغيلية. وتعمل بوش على نظام مساعد جديد يحمل اسم (إيكو.لوجيك موشن) (Eco.Logic motion)، هدفه الأساسي خفض استخدام الوقود في السيارات التجارية. ويركز هذا النظام على توسيع نطاقات أنظمة الملاحة، مثل بيانات التدرجات والانحرافات، بغية تحسين أداء المحرك ونظم التحكم بالإرسال. ويحتوي النظام الجديد على خوارزميات متطورة تضمن تخفيض كمية الوقود المستخدمة ونسبة انبعاثات الكربون في آن واحد.

 

وقد طور مهندسو التطوير في وحدة بوش للوسائط المتعددة للسيارات أداة خاصة قادرة على الأخذ بعين الاعتبار الخوارزميات المحددة من قبل المصنّع لتخفيض كمية الوقود والانبعاثات. وبالتالي، يعمل نظام (إيكو.لوجيك موشن) كجهاز استشعار تنبؤي لتحسين استراتيجية القيادة وجعلها أكثر فعالية من حيث التكلفة.

 

ويقول غيدو غرينغ، نائب رئيس قسم ما بعد بيع المركبات (أتوموتيف أفترماركت)، المسؤول عن المبيعات المستقلة لما بعد البيع لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: "تحرص بوش دائماً، ضمن شعارها "ابتكارات للحياة"، على الالتزام بالابتكار وتحسين مستويات السلامة على الطرقات والاستدامة البيئية".

وأضاف: "لقد كان للحفاظ على البيئة ومواردها وجعل الطرقات أكثر أماناً مكاناً على الأجندة العالمية منذ وقت طويل. وتقوم "عولمة" الاستدامة البيئية والسلامة على الطرقات بدفع بوش إلى العمل بشكل دائم لتحتل مراكز ريادية في مجالات الابتكار التكنولوجي في قطاع السيارات. وهذا الموقع الرائد يحتم علينا اعتبار هذه المنطقة من الأسواق الرئيسية لنا".

 

وقد تمكنت بوش من إنجاز السلسلة الأولى من هذا النظام الجديد والذي يعتبر مشروعاً مشتركاً مع مرسيدس-بنز للشاحنات، حيث أدخلت الشركتان معاً نظام "التحكم بقوة المحرك التنبؤي" في قاطرات مرسيدس-بنز في آواخر صيف 2012. وضمن هذا التعاون تقوم بوش بتوفير الأدوات ومنصات البرامج الإلكترونية والآفاق الإلكترونية، في حين طورت مرسيدس-بنز برنامج تطبيقات التناظر.

 

وانطلاقاً من البيانات المستقاة من الأفق الإلكتروني الديناميكي وبعد المقارنة مع العوامل المتغيرة الحالية للسيارة، يقوم برنامج التناظر بخلق استراتيجية قيادة تحاكي تلك البيانات. ولفعل ذلك، يجري احتساب سرعة وقوة محرك مناسبتين للطريق. بعد ذلك، يجري مقارنة هذه البيانات مع المتغيرات الحالية للسيارة ونقلها إلى قوة المحرك على شكل توجيهات يقوم المحرك ووحدات التحكم  بالإرسال باتباعها، مما يسمح للسيارة بالإسراع في الأماكن المناسبة وتفادي التغيرات غير الضرورية في الأداء مباشرة قبل الوصول إلى قمة تلة على سبيل المثال.

 

يوفر (إيكو.لوجيك موشن) فوائد أساسية من خلال تخفيض كمية الوقود المستخدمة والانبعاثات. وسرعان ما سيبرهن هذا النظام على قيمته في السيارات الفردية وجميع أنواع السيارات إلى جانب إسهامه في توفير الموارد. علاوة على ذلك، يزود كل من منصة النظام والبرنامج الإلكتروني مهندسي بوش بتطبيقات أخرى في مجالات السيارات الهجينة، والبطاريات والإدارة الحرارية. ومع هذه الأنظمة الذكية المصممة لتلبية احتياجات محددة، سيتوفر في المستقبل سيارات تجارية أكثر نظافةً واقتصاديةً.

 

 

تعتبر تكنولوجيا السيارات أكبر قطاع أعمال بالنسبة لمجموعة (بوش). ففي العام 2011، حقق هذا القطاع مبيعات بلغت 30.4 مليار يورو، أي 59% من مجمل مبيعات المجموعة، الأمر الذي يجعل مجموعة (بوش) واحداً من رواد مزودي خدمات تكنولوجيا السيارات. ويعمل حوالي 175,000 شريكاً لـ (بوش) في قطاع تكنولوجيا السيارات في العالم في سبعة حقول تتضمن تقنيات الحقن لمحركات الاحتراق الداخلي، وأطراف ناقلات الحركة، ومفاهيم القيادة البديلة، وأنظمة الأمان النشطة والسالبة، ووظائف الراحة والأداء، وأنظمة المعلومات والاتصال داخل السيارة، إلى جانب خدمات وتقنيات ما بعد البيع (أفتر ماركت). وقد كانت (بوش) مصدراً لعدد من الابتكارات المهمة في صناعة السيارات، مثل إدارة المحركات الكهربائية،  نظام منع الانزلاق (إي إس بي)، وتكنولوجيا الديزل المشتركة في العديد من وسائل النقل.

 

 (مجموعة بوش) هي مزود عالمي في مجالات التكنولوجيا والخدمات. وخلال السنة المالية 2011، حقق حوالي 300 ألف موظف مبيعات بلغت قيمتها 51.5 مليار يورو في مجالات خدمات السيارات والتقنيات الصناعية، والمنتجات الاستهلاكية، وتقنيات البناء. وتتألف (مجموعة بوش) من (روبرت بوش جي إم بي إتش) وفروعها وشركاتها الإقليمية البالغ عددها 350 فرعاً وشركة موزعة على 60 دولة. وإذا ما حسبنا شركائها في الخدمات والمبيعات لوجدنا أن (بوش) ممثلة في حوالي 150 دولة. وهذه الشبكة العالمية المؤلفة من مطورين ومصنعين ونقاط بيع ليست سوى قاعدة لعمليات نمو أوسع. وفي العام 2011 أنفقت (بوش) نحو 4.2 مليار يورو على الأبحاث والتطوير وتقدمت لأكثر من 4,100 براءة اختراع في العالم أجمع. ومما لا شك فيه أن (بوش) تسهم في تحسين نوعية الحياة، من خلال مجموعة منتجاتها وخدماتها وحلولها الخلاقة والمفيدة في آن واحد.