اختصاصي الأمراض الجلدية ماركوس شتاينرت

مواد ملء التجاعيد الدائمة لا تخلو من المخاطر

برلين/ميونيخ 20 تشرين ثان/نوفمبر (د ب أ)- تعد التجاعيد العدو اللدود لجمال ونضارة البشرة. لذا تسعى المرأة لمحاربتها بشتى الأسلحة، من خلال حقنها مثلاً بمواد ملء التجاعيد الدائمة. غير أن هذا الإجراء التجميلي قد تترتب عليه آثار جانبية تشوه مظهر البشرة أيضاً، لاسيما إذا ما مضى على الحقن فترة طويلة أو إذا ما تم استخدام مواد غير سليمة.

 

     وأوضح اختصاصي الأمراض الجلدية ماركوس شتاينرت أنه تم تطوير مواد ملء التجاعيد الدائمة لإخفاء التجاعيد بصورة نهائية. وأضاف عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الجلدية بالعاصمة برلين: "تعتمد تلك المواد الدائمة القابلة للحقن على قاعدة الكولاجين أو حمض الهيالورونيك وتحتوي على جزيئات ميكروسكوبية صغيرة مصنوعة من اللدائن".

 

     وأردف الطبيب الألماني  شتاينرت أن فاعلية هذه المواد تعتمد على تنشيط آلية الحماية الخاصة بالجسم وتحفيزه على تغليف مادة الملء، ما يعمل على ازدياد كثافة البشرة ومنحها مظهراً مستوياً.

 

مخاطر عديدة

     وتلتقط ريغينا فاغنر، عضو الجمعية الألمانية للجراحات التجميلية بالعاصمة برلين، طرف الحديث وتقول إنه ثبت أن مثل هذه المواد التجميلية الدائمة المحتوية على اللدائن محفوفة بالعديد من المخاطر، موضحةً: "على المدى القصير أو الطويل تحدث مشاكل تبدأ من تكوّن بعض العُقد أو انزلاق المادة من موضعها مروراً بالإصابة بالتهابات أو حساسية  وصولاً إلى ظهور تقرحات على البشرة في مرحلة لاحقة".

 

     وحتى إذا تجانست هذه المواد بشكل جيد مع البشرة وأثمرت عن التأثير المرجو منها، أكدت فاغنر أن ذلك لا يعني أنها ستظل على هذا النحو دائماً، ولكن من الممكن أن تتسبب في إحداث استجابات تحسسية غير مرجوة على الأنسجة أو تشوهات في مرحلة لاحقة بعد مرور أعوام من حقنها.

 

     وأوضح تسيا تاوفيغ، السكرتير العام للجمعية الألمانية لجراحات التجميل بمدينة ميونيخ، قائلاً: "عادةً لا يُمكن وضع حد لهذه المشاكل الناتجة عن مثل هذه المواد إلا من خلال استئصالها جراحياً؛ نظراً لأنه لا يُمكن للجسم تحليل الجزيئات المكونة من اللدائن الموجودة بها".

 

     وأضاف تاوفيغ أنه ربما يكفي في بعض الأحيان حقن بعض الأدوية كالكورتيزون مثلاً لتفكيك هذه الجزيئات، إلا أنه غالباً لا يوجد سبيل آخر سوى استئصالها جراحياً، لافتاً بقوله: "بالطبع يُعد ذلك أمراً شاقاً، كما أنه عادةً ما يُثمر عن مظهر غير مُرضٍ من الناحية الجمالية على الإطلاق".

 

     ويلتقط اختصاصي الأمراض الجلدية شتاينرت طرف الحديث من جديد، موضحاً أنه يوجد في وقتنا الحالي نوعيات جديدة من مواد ملء التجاعيد الدائمة يُمكن تحملها على نحو أفضل من تلك المواد المحتوية على الجزيئات المكونة من اللدائن.

 

     وأوضح شتاينرت أن هذه المواد الجديدة تتكون من مواد بيولوجية وأخرى صناعية وتختلف في فاعليتها ومقاومتها عن تلك الجزيئات البلاستيكية، لافتاً إلى أن حمض الهيالورونيك  يُعد المادة الأكثر انتشاراً واستخداماً في هذا الشأن، وهو أحد جزيئات السكر التي تدخل ضمن مكونات البشرة الطبيعية.

 

     وأشار اختصاصي جراحة التجميل الألماني تاوفيغ إلى أن حمض الهيالورونيك يحتل منذ سنوات قمة مواد ملء التجاعيد بدلاً من الكولاجين، والذي يعد بدوره أحد أنواع البروتين الطبيعية الموجودة في الجسم.

 

     وعلل تاوفيغ ذلك قائلاً: "دائماً ما كان علاج التجاعيد بمادة الكولاجين يتسبب في إحداث استجابات تحسسية شديدة نوعاً ما؛ لأنه كان يتم استخلاص جزيئات البروتين المستخدمة في الحقن من جلود الخنازير والأبقار، والتي لا يُمكن تحملها لدى بعض الأشخاص".

 

     ونظراً لأن كل من حمض الهيالورونيك أو مادة الكولاجين -بوصفهما مواد قابلة للتحلل العضوي- يتم امتصاصهما من قبل الجسم تدريجياً بشكل تام، لذا أوصى اختصاصي الأمراض الجلدية شتاينرت بضرورة تجديد حقنهما تحت الجلد مرة ثانية؛ إذ أنه من المؤكد أن تأثيرهما سيتراجع في وقت ما، لافتاً إلى أنه عادةً ما يحدث ذلك بعد مرور 4 إلى 12 شهراً.

مفعول أطول

     وأردف الطبيب الألماني أن هناك نوعيات جديدة من مواد ملء التجاعيد القابلة للتحلل العضوي وتتميز بأن مفعولها يدوم لمدة أطول، كالتي تتكون من مادة  هيدروكسيباتيت المكونة لمعادن العظام أو حمض اللبنيك.

 

     وأوضح شتاينرت أن المادة الأولى تتمتع بتأثير مُغذ للبشرة من الداخل وتستمر لمدة تصل إلى 18 شهراً كاملاً، بينما لا تعمل المواد المصنوعة من حمض اللبنيك على ملء الجلد، إنما تحفزه على ملء نفسه بنفسه من خلال تحفيز إفراز مادة الكولاجين بداخله، مع العلم بأن مفعولها يُمكن أن يتجاوز العامين.

 

     وأشار اختصاصي الأمراض الجلدية شتاينرت إلى أن الحقن بالخلايا الدهنية المستخلصة من الجسم يمثل إحدى الإمكانيات الأخرى لملء التجاعيد، مؤكداً أن هذه التقنية تُعد أقل التقنيات التجميلية خطورة مقارنةً بغيرها.

 

     وأردف شتاينرت قائلاً: "هذه المواد تستمر للأبد ويُمكن أن تعمل على تحسين مظهر البشرة وجودتها بشكل كبير، لاسيما إذا ما نمت الخلايا الدهنية جيداً"، لافتاً إلى أن علاج التجاعيد بهذه المواد يستلزم تدخل جراحي آخر - عملية شفط الدهون - من أجل استئصال الخلايا الدهنية التي سيتم استخدامها في ملء التجاعيد في الموضع المرغوب.

 

     وأخيراً، أكد اختصاصي الأمراض الجلدية شتاينرت أنه ليس هناك إجراء من الإجراءات المذكورة يخلو من الآثار الجانبية أو خطر حدوث مضاعفات بعد الخضوع له.