من خلال أنظمة مساعدة متطويرة

في المستقبل القريب.. السيارات تتولى زمام القيادة

 (د ب أ) – تسعى شركات السيارات العالمية منذ سنوات طويلة لتجهيز موديلاتها الفاخرة بأنظمة مساعدة متطورة تخفف عن السائق عبء القيادة، وخاصة عند الانطلاق في رحلات طويلة أو عند السير في التكدسات والازدحامات المرورية. ومن المتوقع في المستقبل القريب أن تتولى هذه الأنظمة مسؤولية قيادة السيارة بشكل كامل، حيث يقترب الباحثون حالياً من تطوير سيارة ذاتية القيادة.

 

ويقود الباحث إيبرهارد كاوس سيارة مرسيدس من الفئة S على أحد الطرق الزراعية، ولكنه يرفع يده عن مقود السيارة، وتتولى الأنظمة الإلكترونية مهمة التحكم في السيارة مثل منظم السرعات. وأوضح الباحث بشركة مرسيدس الألمانية أن هذه السيارة عبارة عن نموذج اختباري لتجريب نظام القيادة الآلية في مجال السيارات، والذي من المتوقع أن يصبح من أهم الاتجاهات التقنية في عالم السيارات.

ويعتقد الباحث الألماني أن السيارات ستكون ذكية للغاية في المستقبل القريب، بحيث يتحول السائق إلى مجرد راكب عادي، وتتولى الأنظمة الإلكترونية زمام القيادة. ومع ذلك لا ترغب الشركات العالمية في تطوير أنظمة تتولى قيادة السيارة بشكل كامل، نظراً لأن متعة القيادة تعتبر بالنسبة للعملاء من المعايير المهمة عند شراء سيارة جديدة.

 مواقف محدودة

ولكن تقتصر أنظمة القيادة الآلية على مواقف محدودة، مثل السير في التكدسات والازدحامات المرورية أو القيادة في ساعات الذروة. ويرى أولريش هاكنبيرغ، مدير التطوير بشركة أودي الألمانية، أن أنظمة القيادة الآلية قد تساعد السائق في المستقبل على أن يشغل نفسه بأشياء أخرى عند السير على الطرق السريعة ذات حركة السير المنتظمة.

 ومع أن السيارة الاختبارية تتوقف عند إشارات المرور الحمراء وتنتظر حتى يعبر المشاة الطريق، وتتولى القيادة بنفسها في المسارات الدائرية الصعبة، إلا أن إيبرهارد كاوس لا يشعر بالاسترخاء أثناء القيادة؛ نظراً لأن هذه التقنية لم تصل إلى مرحلة النضج بعد، فضلاً عن أنها لا تعمل إلا على طرق مصممة بشكل خاص. ولذلك يتعين على قائد السيارة الاختبارية أن يكون في حالة تأهب باستمرار، حتى يمكنه التدخل في حالة الضرورة.

 وعلى الرغم من أوجه القصور الحالية، إلا أن رالف هيرتفيش، مدير الأبحاث بشركة مرسيدس الألمانية، يبدو متفائلاً للغاية؛ نظراً لأن سيارة الفئة S الحالية يمكنها تولي زمام القيادة ذاتياً عند السير في التكدسات والازدحامات المرورية. ولمواصلة تطوير نظام القيادة الآلية فإن الأمر يحتاج إلى التوسع في استخدام الكاميرات والمستشعرات الموجودة، مع تجهيزها ببرامج جديدة.

 ومن المتوقع أن يتم تطوير أنظمة القيادة الآلية للسيارات، والتي يمكنها التحكم في السيارة حتى عند السير بسرعات عالية، خلال العقد الحالي. ومن المنتظر إطلاق نظام قيادة آلية، مثل الذي يختبره إيبرهارد كاوس، في الجيل بعد القادم من سيارة الفئة S الفاخرة.

 مرحلة النضج

ويتوقع كارلوس غوصن، المديري التنفيذي لشركتي رينو ونيسان، أن تصل أنظمة القيادة الآلية للسيارة إلى مرحلة النضج مع حلول عام 2020. ويرى إيلون موسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، أن النصف الثاني من العقد الحالي سيشهد طرح العديد من الموديلات الكهربائية التي تتولى حوالي 90% من مهام القيادة بشكل آلي.

 وقدمت شركة بي إم دبليو الألمانية بالفعل قبل أربعة سنوات سيارة اختبارية تمت قيادتها بشكل آلي على الطرق السريعة. كما كشفت شركة أودي النقاب عن نماذج اختبارية تمت قيادتها بدون سائق في مواقف السيارات بمدينة لاس فيغاس الأمريكية خلال شهر كانون ثان/يناير.

 وأوضح رالف هيرتفيش قائلاً: "يمكن تصور التحديات التقنية حالياً وبالتالي فإنه يمكن التغلب عليها خلال السنوات القادمة". ولكن بموازاة ذلك يجب مواءمة القوانين، نظراً لأن اتقافية فيينا لعام 1968 تنص على ضرورة أن يتولى قائد السيارة زمام القيادة باستمرار. وأضاف الباحث الألماني أن الشركات العالمية والحكومات تعمل بأقصى طاقتها لتطوير أنظمة القيادة الآلية وتعديل القوانين.

وعلى أية حال فإن تطوير أنظمة القيادة الآلية في السيارات لن يتم بين عشية وضحاها، حيث بدأت الأنظمة الإلكترونية التحكم في السيارات تدريجياً، فعلى سبيل المثال ظهرت الأنظمة الأوتوماتيكية لصف السيارة منذ فترة طويلة. وتعتبر سيارة مرسيدس من الفئة S الحالية وسيارة بي إم دبليو X5 من أوائل الموديلات التي تسير بسرعة بطيئة بدون تدخل السائق في التكدسات والازدحامات المرورية، مع الحفاظ على المسار ومسافة الأمان بين المركبات الأخرى على الطريق.

 

من توماس جايجر