ماشئت " الفتاة" او"الام" أو " المرأة الحديدية"

هل تظفر"المرأة الحديدية الالمانية" بفترة اخرى فى منصب المستشارية

(د ب أ) - قل عنها ماشئت " الفتاة" او"الام" أو " المرأة الحديدية" فانك فى النهاية تقصد المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ، التى حازت عدة ألقاب طوال عقدين من العمل في الحياة السياسية في ألمانيا.

ويصفها معلمها ومثلها الأعلى المستشار الألماني الأسبق هلموت كول بـ"داس مايدشين" أو(الفتاة) . ولكنها تحب أن تصف نفسها بأنها ربة منزل من منطقة شفابن بالجنوب الغربى المحافظ الكادح تهتم بمراقبة الانفاق على اسرتها بدقة.

ولكن وبعد ثمانية أعوام من توليها إدارة أكبر اقتصاد في أوروبا ، يبدو أن الاسم الذي التصق بها هو "موتي" أو ( الأم ) ، حيث يراها الألمان مديرا حذرا في تدبير شؤون البلاد .

وتقول ميركل ، التي أصبحت أول أمرأة تتولى منصب المستشار في المانيا عام 2005 "أنت تعرفتي … من الممكن أن تجدني أستغرق بعضا من الوقت لاتخاذ قرار ما ولكني أفكر مليا قبل أن أفعل شيئا، ولهذا مميزاته".

ويتجسد عامل رئيسي من نجاحها السياسي فيما يصفه الالمان بمهارتها في التعامل مع أزمة ديون منطقة اليورو. فقد ساعدت في تحرك اقتصاد البلاد قدما بالإضافة إلى نجاحها في إخراج منطقة اليورو من الركود.

ويجد معظم الناخبين صعوبة فى توجيه الانتقادات اليها.

ويقول مارتن ، مصور فني يبلغ من العمر 43 عاما من مدينة فرانكفورت ، " أجدها شخصية جيدة ، لا أعرف لماذا . ولكنه شعور غريزي".

ويبدو أن ميركل تتأهب للاستمرار منصب المستشارية أربعة أعوام أخرى، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزبها "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" وشريكه البافاري "الاتحاد المسيحي الاجتماعي" سيظلان كأكبر قوة في البرلمان بعد الانتخابات العامة المقرر اجراؤها يوم الأحد المقبل.

وبسبب تاريخ البلاد النازي فإن لدى الألمان حساسية شديدة تجاه صورتهم الدولية. لكن ميركل تمكنت من الاحتفاظ باعجاب جمهور الناخبين بها بسبب حسن تمثيلها صورة ألمانيا على المسرح العالمي.

وعندما سئل الألمان عن أفضل شخص يتعامل مع النزاعات الدولية ، أختار 70 في المئة منهم ميركل بينما اختار 10 في المئة فقط منافسها الرئيسي في الانتخابات ، بيير شتاينبروك مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، وفقا لمسح أجرته مؤسسه "انفراتيست".

وقالت أقوى امرأة في العالم ، وفقا لمجلة "فوربس" ، خلال حديث متلفز ، إنها تنجذب تجاه الرجال أصحاب"العيون الجميلة"بالإضافة إلى أنها أصيبت بمرض السكري بعد أن تناولت نبيذا بالكرز عندما كانت طالبة.

وعرف الألمان أن أقوى امرأه في العالم تحب أن تتناول السمك خلال وجبة الإفطار.

ومن المعروف عن ميركل حبها الشديد للثقافة والطراز الفني المحلي حيث تطل شقتها الخاصة على "جزيرة المتاحف" الواقعة على نهر شبري في وسط العاصمة الألمانية برلين.

وبدأت هي وزوجها الثاني ، يواكيم زاور ، عطلتهم الصيفية السنوية بحضورهما ليلة افتتاح مهرجان أوبرا ريتشارد فاجنر في بايرويت.

ويعرف عن ميركل أنها فكاهية جامدة الوجه ، ويقول مسؤولون في حزبها إنها تستطيع أن تجعل غرفة كاملة تضحك من خلال تقليدها لزعماء العالم الآخرين.

وولدت ميركل ، لكاهن بروتستانتي ، قرب هامبورج عام 1954 و انتقلت بعد ذلك بوقت قصير مع عائلتها إلى بلدة تيمبلين الصغيرة في ألمانيا الشرقية.

وساعدتها نشأتها في الشرق الذي كان يقع تحت سيطرة الاتحاد السوفييتى انذاك ، على تطوير شغفها الواسع بالثقافة الروسية.

ويروي معلمها السابق مؤخرا كيف كان فوز ميركل المراهقة في سلسلة من مسابقات اللغة الروسية فى المانيا الشرقية ، مصدرا للإزعاج بالنسبة لمخلصي الحزب الذين كانوا يفضلون أن تذهب الجوائز إلى أشخاص من الطبقة الزراعية أو العاملة.

وعندما بلغت ميركل الخامسة والثلاثين من العمر ، بدأت نشاطها السياسي عن طريق الإنضمام للحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ في أعقاب سقوط جدار برلين عام 1989 وما ترتب عليه من انهيار لألمانيا الشرقية.

وسرعان ما اثارت انتباه المستشار كول فى ذلك الوقت الذى اختارها وزيرة لشئون المرأة والشباب قبل أن تتولى ملف الحفاظ على البيئة.

وعقد المراقبون مقارنة بينها وبين رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت ثاتشر بسبب دعوتها للإصلاحات الاقتصادية الصعبة ، مما تسبب في اكتسابها اسما آخر (المرأه الحديدية).

عندما أدركت أن الشعب قد سئم من التغيير الاقتصادي الذي جاء في أعقاب خطة الإصلاح الطموحة التي وضعها المستشار السابق شرودر ، قامت بسحب خطط اجراء تغييرات اقتصادية اخري بمجرد توليها المنصب.

حاولت ميركل بدلا من ذلك أن تطمئن الأمة من خلال التأكيد على القضايا الاجتماعية التي ترتبط عادة مع خصومها في الحزب الاشتراكي الديموقراطي.

وبعد استشعارها للمخاوف المتفاقمة في ألمانيا في أعقاب كارثة فوكوشيما النووية التي اصابت اليابان في آذار/مارس 2011، قالت إنها تخلت فجأة عن موقفها المؤيد للطاقة النووية و أعلنت عن خططها للتخلص التدريجي من الطاقة النووية في البلاد.