منتزهات فريدة وتصاميم رائعة

برلين.. مزيج مثالي بين حياة المدينة الكبيرة والواحات الخضراء الهادئة

تجمع برلين، حاضرة نهر (شبريه)، بين الثقافة والطبيعة وحياة المدينة الكبيرة والواحات الخضراء الهادئة. فمن يريد الاستمتاع بحفل موسيقي في أوركسترا برلين سيحظى بإطلالة جميلة على المياه الهادئة، ومن يفضل القيام بنزهة لتتبع خطى الملوك البروسيين سيدخل عالم الحدائق الباروكية ذات التصميم الرائع، أما من يرغب بتكوين انطباعات فنية في المنزل الصيفي للرسام والمصمم الألماني (ماكس ليبرمان) فسيجد نفسه في قصر على بحيرة (فان زيه) ذات الأجواء المذهلة.

 

إبداع طبيعي ومعماري

معالم سياحية بارزة

على الرغم من أنه لم يمض إلا عدة سنوات فقط منذ إعادة التوحيد الرسمية لألمانيا في عام 1990، إلا أن العاصمة الألمانية المقسمة سابقاً، استفادت من العقدين الماضيين بحكمة لإعادة التعريف بنفسها، ولإيجاد صورتها الخاصة في مكان ما بين الشرق والغرب، وما بين التقليد والحداثة. وما تزال المدينة تحتفظ بالعديد من الرموز التي انتصرت على الحرب أو تلك التي تبهر السياح بجمال هندستها المعمارية أو قيمتها التاريخية، مثل: بوابة (براندنبورغ)، ساحة (جندارمن ماركت)، برلين (برلين دوم)، كنيسة القيصر فيلهلم التذكارية، نقطة التفتيش شارلي وغيرها الكثير.

تعد العاصمة الألمانية المدينة الأكثر خضرة في ألمانيا، فهي تمثل منتزهاً مفتوحاً منوعاً يضم الغابات الواسعة والحدائق العامة والعديد من البحيرات والأنهار. ومن يتجول في أمسيات الصيف الجميلة عبر الغابات الخضراء في منطقة (غرونه فالد)، أو في المحمية الطبيعية المتمثلة في جزيرة الطاوويس (بفاون إنزل)، سينسى أنه في مدينة كبيرة يزوروها سنوياً حوالي 146 مليون زائر من جميع أنحاء العالم. ففي هذه المدينة يوجد ما يقرب من 2500 مرفقاً من المرافق الخضراء والاستجمامية والترفيهية ونحو 180 كلم من الممرات المائية الصالحة للملاحة وكذلك حوالي 1700 جسراً، لتساهم جميعها في جعل برلين عاصمة الخضرة والمناظر الخلابة.

وبالإضافة إلى العديد من التجارب الطبيعية، سيذهل المرء أيضاً من إبداعات الهندسة المعمارية التي تميز الحدائق والمرافق الخضراء من القرون المختلفة. فبرلين تعتبر بحق قبلة لعشاق فنون الحدائق التاريخية والحديثة. ففي الماضي قام مصممون كبار مثل (بيتر جوزيف لنيه) و(جورج فنزسلوس فون كنوبلسدورف) أو مثلاً (كارل فريدريش شينكل) بترك إبداعاتهم هنا. وفي وقتنا الحاضر تساهم إبداعات المهندسين الشباب المشهورين في تحويل العاصمة الألمانية إلى أكثر الأماكن المثيرة للاهتمام في مجال هندسة الحدائق والمناظر الطبيعية في أوروبا.

 

(تيرغارتن).. من مرفق للصيد إلى منتزه شعبي

بين ساحة (بوتسدامر بلاتس) ونصب المحرقة التذكاري يتواجد قلب العاصمة الألمانية الأخضر المتمثل في منتزه (تيرغارتن). فمع مساحة تبلغ 210 هكتاراً، يعتبر هذا المنتزه الأكبر في المدينة وثاني أكبر منتزه داخلي حضري في ألمانيا. وكان يمثل في القرن السادس عشر منطقة للصيد، إلا أن الملك البروسي فريدريش الثاني قام في عام 1742 بتكليف المهندس (جورج فنرسلوس فون كنوبلسدورف) بتحويل مرفق الصيد هذا إلى منتزه شعبي.

وبعدها بحوالي 100 عام، عمل المهندس الشهير (بيتر جوزيف لنيه) على التصميم الجديد لـ (كنوبلسدورف) ذو الطابع الباروكي، حيث حوله إلى حديقة طبيعية بنمط إنكليزي وبقي على هذا النحو حتى منتصف القرن الماضي. وعلى الرغم من أن أيام الفوضى في القرن العشرين تركت بصماتها أيضاً على هذا المنتزه، إلا أنه ينتمي اليوم إلى أهم المنتزهات وأكثرها شعبية في المدينة، حيث يزخر دوماً بجموع الزوار من أهل برلين وضيوفها لاسيما العائلات.

 

حدائق العالم وموطن النباتات

أما (حدائق العالم) المتواجدة في الحديقة الترفيهية (إيرهولونغسبارك مارتسان) فهي تضم عدة حدائق عالمية جميلة (من الصين واليابان وكوريا وبالي ومن أوروبا والشرق أيضاً). وفي عام 2000 اُفتتحت فيها أكبر الحدائق الصينية في أوروبا، لتكتسب بذلك حديقة (مارتسان) وجهاً جديداً. ومن الحدائق الأخرى التي تزخر بها برلين، تبرز الحديقة النباتية (بوتانيشر غارتن) التي تضم 22 ألفاً نوعاً من النباتات، وبذلك فهي تنتمي إلى أكبر الحدائق النباتية في العالم وأكثرها تنوعاً. كما تمثل موطناً لعجائب النباتات البرية بما في ذلك نباتات من جبال الهيمالايا ومن الطبيعة اليابانية ومن أمريكا الشمالية.

 

تجربة طبيعية ساحرة

وبالانتقال إلى حديقة (بريتسر) التي تم اختيارها عام 2005 ضمن أجمل عشر حدائق في ألمانيا، فسيجد المرء نفسه وسط مساحة شاسعة تبلغ 90 هكتاراً، تضم بحيرات كبيرة وكورنيش رومانسي وجسور.

وتمثل هذه الحديقة تجربة طبيعية ساحرة، حيث تزخر بأزهار النرجس البري والزعفران والزنبق والورود والشجيرات، كما تدعوك أصوات نوافير الماء إلى الاسترخاء التام.

وتحتوي أيضاً على حدائق خاصة تمثل نقاط شعبية تجذب الزوار، كحديقة الساحرات الغامضة إلى جانب قلعة وحديقة للأعشاب من القرون الوسطى.

 

 

 

 

حيث كان يقف الجدار يوماً!

وبين الحي السكني (فيدنغ) و(برنتسلاور بيرغ)، حيث كان جدار برلين يمثل يوماً جرحاً في قلب المدينة نتيجة لتقسيمها، نشأ منتزه الجدار (ماور بارك) الذي ينتمي إلى الأماكن القليلة في المدينة التي كان من يحاول عبورها يلاقي حتفه.

ولكن بعد فتح الحدود وإعادة توحيد برلين، تحول خط الجدار بسرعة إلى مساحات خضراء عامة ومنطقة للترفيه والاستجمام، إذ تزخر المنطقة بالعشب الأخضر وأشجار الفاكهة والنباتات البرية والزهور.

 

 

 

 

برلين.. صديقة العائلة

قد لا يكون لأبرز المعالم السياحية أي أهمية لدى الأطفال، وبالتالي قد تتعارض رغباتك مع رغبات أولادك في أي رحلة استشكافية قد تخطط لها. ولكن عندما تصطحبهم معك بزيارة إلى برلين، فلن تؤرقك هذه المسألة أبداً! فلدى المدينة شبكة مثالية تتضمن كل ما يحتاجه الأطفال، بحيث يمكنك خلال جولتك الاستكشافية بين العديد من المعالم إيجاد الكثير من الأماكن المناسبة التي يمكنك التوقف فيها لتمنح أولادك فرصة للمرح والتسلية بينما تقوم أنت بإعادة شحن طاقاتك.