اختصاصي تقويم العظام نيلس لينين
اعوجاج إبهام القدم .. أسبابه وسُبل علاجه
(د ب أ) - أتُعد القدم من أكثر أعضاء الجسم التي تتعرض للإجهاد بفعل التحميل المستمر عليها، ومن ثم يسهل إصابتها بالتشوهات، مثل اعوجاج إبهام القدم. ولا يمثل اعوجاج الإبهام مشكلة جمالية فحسب، بل مشكلة صحية أيضاً، وفي كثير من الحالات يتم علاج هذه المشكلة على يد أحد معالجي الأقدام، لكن في الحالات المتأخرة لا يكون هناك مفر من الخضوع للجراحة.
وأوضح اختصاصي تقويم العظام نيلس لينين أن الأقدام تتحمل عبئاً كبيراً خلال الحياة اليومية؛ حيث يتم تحريكها مع كل خطوة نخطوها، ومن ثمّ تتعرض لحمل كبير يجعلها عُرضة للإصابة بالتشوهات على الدوام، مدللاً على ذلك بقوله :"تحمل القدمان نحو 30 طناً من الوزن يومياً".
وأوضح لينين، عضو الجمعية الألمانية لعلاج عظام القدم والكاحل بمدينة فوبرتال الألمانية، أن الإصابة بتشوهات القدم ترجع إلى ارتداء أحذية سيئة أو عوامل وراثية أو زيادة الوزن.
وأكدّ الطبيب الألماني أن ضغط الأحذية على القدم يُمكن أن يتسبب في الإصابة بمشكلة حقيقية بها؛ فإذا كان الحذاء ضيقاً للغاية ولا يدعم الحركة الدائرية الطبيعية للقدم، سيتسبب حينئذٍ في تحفيز الإصابة بما يعرف باسم (اعوجاج إبهام القدم).
أعراض مختلفة
وأشار لينين إلى أن أعراض هذا التشوه تظهر في صورة احمرار مقدمة باطن القدم وتوّرمها مع التفاف الإصبع الأكبر حول الأصبع المجاور له، لافتاً إلى أنه لا يتسبب فقط في إفساد مظهر القدم عند ارتداء أحذية مفتوحة، إنما يؤدي أيضاً إلى الإضرار بالمفاصل والعظام.
ويلتقط البروفيسور توماس موكلاي، عضو مجلس إدارة الجمعية الألمانية لجراحة القدم، طرف الحديث ويقول :"يُمثل اعوجاج إبهام القدم وغيره من التشوهات في أصابع القدم الصغيرة أكثر المشاكل الشائعة في جراحات القدم"، لافتاً إلى أنه عادةً ما يتم التوجه لمعالج القدم عند الإصابة بتشوهات القدم، التي لا تستلزم الذهاب إلى اختصاصي تقويم عظام أو جراح بشكل فوري؛ حيث يُمكنه علاجها على نحو جيد.
وأكدت تاتيانا بفيرسيش، عضو الرابطة الألمانية لمعالجي الأقدام بمدينة رويتلينغن :"غالباً ما يتحقق المريض من إصابته باعوجاج إبهام القدم، إذا ما اتخذ الإصبع الأكبر شكل الحرف X"، لافتةً إلى أنه غالباً ما يسعى المريض للعلاج؛ لأن الموضع المتورم والمصاب بالاحمرار في الجزء الداخلي من القدم يتسبب في شعوره بالألم عند ارتداء أي حذاء، بل ويُمكن أن يؤدي إلى التهاب الجراب الزليلي أو يتسبب في خروج سائل المفاصل.
ويلتقط الطبيب الألماني لينين طرف الحديث من جديد موضحاً :"تكون القدم من 28 عظمة إلى جانب العديد من المفاصل والعضلات وأكثر من 100 رباط، قائلاً :"تتشابك هذه العضلات والأربطة والعظام مع بعضها البعض داخل القدم".
وأوضح لينين أنه إذا أصبحت هذه الأربطة لينة، فسوف تتمدد القدم في الاتجاه العرضي، لافتاً إلى أن نفس الشيء يحدث إذا حدثت الإصابة باعوجاج إبهام القدم في منطقة منتصف عظام القدم الوسطى. وبالاتجاه نحو مقدمة القدم، تكون الأربطة لا تزال محتفظة بمزيد من الشد ومن ثم تعمل على ضم العظام مع بضعها البعض بشكل أكبر من الوضع الطبيعي. لذا يتحرك الإصبع الأكبر في حركة دائرية حول الإصبع المجاور له، ما يتسبب في ظهور الصورة المرضية المعروفة بانحراف إبهام القدم.
وأوضح البروفيسور موكلاي، رئيس قسم جراحات الحوادث وطب تقويم العظام بمستشفى هيليوس الجامعي بمدينة إيرفورت الألمانية، عواقب ذلك بقوله :"يحدث خلل في التوازن السليم بين أربطة القدم".
وأردف الطبيب الألماني لينين :"تمثل النساء الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بذلك؛ نظراً لزيادة ليونة الأربطة لديهن، مع العلم بأن هذا التأثير يزداد لديهن بشكل أكبر بعد الحمل".
سُبل العلاج
ولعلاج هذه التشوهات، أوضح لينين أنه ينبغي علاجها في البداية بوضع لاصقة عليها كأحد اللواصق المصنوعة من السيليكون وذلك لتخفيف الضغط عليها، مطمئناً أنه يُمكن لاختصاصي علاج القدم علاج الظواهر المصاحبة لهذا الانحراف كمسامير القدم أو التقرنات الجلدية الظاهرة عليها.
من ناحية أخرى أكدّ الطبيب الألماني أنه لابد من عمل نعال مناسبة لحالة المريض تحت إشراف صانع أحذية طبية، لافتاً بقوله :"يُمكن للنعال الحديثة المصممة على أساس طبي أن تعمل على محاكاة نقاط الدعم المحددة في القدم؛ ومن ثمّ يُمكنها تحفيز الشد أو الاسترخاء العضلي في الأماكن المرغوبة".
لكن إذا استمرت معاناة المريض على الرغم من علاجه بهذه النعال أو زادت حالة التشوه سوءًا، أكدّ البروفيسور الألماني موكلاي أنه لابد حينئذٍ من الخضوع للجراحة، موضحاً :"يعمل ذلك على منع حدوث الإصابة بألم في مشط القدم، الذي ينتج عن التلفيات اللاحقة بالمفاصل والعظام الموجودة في الأصابع الصغيرة المجاورة للإصبع الأكبر والتي تم التحميل عليها بفعل انحراف هذا الإصبع".
وأضاف موكلاي أنه عادةً ما تعمل هذه الجراحات على إعادة تصحيح التشوه اللاحق بالقدم، لافتاً إلى أنه ربما يكفي أحياناً معالجة الأربطة اللينة، مع العلم بأنه غالباً ما يتم استئصال جزء من العظام واستبداله بآخر، مطمئناً أن فترة الاستشفاء تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع في الحالات العادية.