معالم ميونخ السياحية.. شاهد حي على غنى التاريخ البافاري

معالم ميونخ السياحية.. شاهد حي على غنى التاريخ البافاري

تجذب ميونخ زوارها إلى القيام برحلات استكشافية في قلب المدينة وضواحيها لاكتشاف معالمها السياحية المتنوعة، حيث يزخر قلب هذه المدينة بالمباني التاريخية والكنائس والأسواق والمتاحف ذات القيمة العالية وتتزين ضواحيها بالبحيرات المتألقة والقصور الملكية الساحرة التي ما زالت شاهداً حياً على التاريخ البافاري الغني.
 

 ولمن يرغب بأن يقوم برحلات استكشافية من خلال المواصلات العامة فإنه لن يحتاج إلا إلى إحدى التذاكر التي يمكن الحصول عليها من الأجهزة المنتشرة في محطات المترو والترام. أما من يفكر في استئجار سيارة خاصة، فلابد أن يعلم أن ألمانيا تمتلك شبكة ممتازة من الطرق، إلا أنها تعاني معظم الأوقات من الازدحام، كما لا يتوافر في وسط المدينة أماكن كافية لانتظار السيارات، ولذلك يفضل استخدام سيارات الأجرة أو التنقل بالمواصلات العامة المتوفرة بالقرب من كافة الفنادق وأماكن الإقامة.
وفي الحقيقة فإن الكثير من السياح يفضل المشي على الأقدام للتمتع بالطبيعة الساحرة والمعالم التاريخية التي تزخر بها هذه المدينة. ومنهم من يفضل الاستعانة بالدراجات الهوائية لعيشوا بالتالي مغامرة رائعة تغني عن استخدام السيارات، لاسيما مع ما تتميز به ميونخ من وجود شبكة ممتازة من الطرق المعدة خصيصاً للدراجات. أما من لا يرغب في إجهاد نفسه، فيمكنه القيام باستقلال عربة "الريكشا" التي تقل المرء من ميدان "مارين بلاتس" إلى حيثما يشاء.
ويعتبر هذا الميدان الشهير، الذي يقع في قلب مدينة ميونخ، من المعالم السياحية التي تجذب أعداداً كبيرة من السياح. فعلى بعد خطوات قليلة منه يقع سوق "فيكتوالين ماركت" الذي يوفر منتجات من مختلف أنحاء العالم ومن المناطق البافارية النائية أيضاً. كما توجد هناك أيضاً صالة "شرانين هاله" التي تحتوى على أكشاك متعددة تقدم تشكيلة متنوعة من المشروبات والمأكولات الشهية.
أما دار البلدية الجديدة ذات الطراز المعماري القوطي الحديث فتتميز بأجراسها الكثيرة التي تدق عند الساعة الحادية عشر أو الثانية عشر وكذلك الساعة الخامسة مساءاً في الصيف، فتجذب انتباه المارة. ويتميز هذا المبنى أيضاً بمجموعة التماثيل التي تدور على ارتفاع 85 متراً. وعلى مقربة منه يقع مبنى البلدية القديم ذو الطراز المعماري القوطي والذي لا يقل عن مبنى البلدية الجديد جمالاً أو فخامة، إلى جانب ذلك يوجد هناك أيضاً كنيسة القديس بطرس العجوز "ألته بيتر" وهي أقدم كنائس ميونخ على الإطلاق. ويمكن الصعود إلى قمة برج الكنيسة على الأقدام والاستمتاع بالمنظر الساحر للمدينة.
كما تقع كنيسة النساء "فراون كيرشه" على مسافة خطوات معدودات منها، حيث تضفي على المدينة طابعاً مميزاً ببرجها (ارتفاعه 99 متراً) ذو القبتين اللتين تشبهان إلى حد بعيد شكل البصلتين.
وعلى ضفاف نهر الإيزار الذي يمر وسط ميونيخ لمسافة 13 كيلو متراً، تنتشر الحدائق الجميلة، وتعد حديقة الألعاب الأولمبية التي أنشئت عام 1972 المكان المثالي للتنزه خلال هذه الأشهر من السنة. فهنا يطل علينا البرج الأولمبي الشاهق الذي يبلغ ارتفاعه 290 متراً، إذ يتيح لك مشاهدة منظر رائع لكل المدينة والاستمتاع بمنظر جبال الألب والمناطق الطبيعية الخلابة وخاصة عندما تكون السماء صافية.
وعند رغبتك في أخذ قسط من الراحة وتناول بعض المشروبات والمأكولات، فيمكنك الاستمتاع بالجلوس في أحد المقاهي المنتشرة على جانبي شارع "لودفيغ" وشارع "ليوبولد" بالمنطقة التجارية أو في الحديقة الإنكليزية التي تبلغ مساحتها 373 هكتاراً وتضم البرج الصيني الشهير الذي شيد قبل 200 عام. وتستهوي هذه الحديقة العديد من السياح القادمين من منطقة الخليج العربي، نظراً لما تتميز به من جمال يطغى على مداخلها ويسحر زوارها، وستشدك أماكن التشمس فيها، إلى جانب أماكن اللعب والترفيه والزوايا العديدة التي تمنحك فرصة احتساء المشروبات الساخنة أو الباردة في أجواء حميمية. وسيتاح لك بالطبع مشاهدة أفضل المناظر في المدينة من أعلى نقطة في الحديقة التي يطلق عليها اسم تلة "مونوبوتروس".
 

ومن المعروف أن ميونخ هي مدينة عالمية مفعمة بالأجواء الثقافية، حيث تمتلك مجموعة واسعة من المتاحف والمعارض، والكثير من الكنوز الثقافية والفنية الأخرى التي يجب ألا يفوتك زيارتها. لذا فإننا ننصح عشاق متاحف اللوحات الفنية الذين يتوافدون على المدينة، أن يقوموا بزيارة المتاحف الثلاثة المخصصة للوحات والرسومات الفنية في شارع "بارر شتراسه" في منطقة "شفابينغ"، حيث تعد هذه المتاحف من أهم متاحف اللوحات الفنية في العالم: المتحف القديم، المتحف الجديد، متحف الفن الحديث.
ومن الأماكن الأخرى تبرز دار الفن التي تقع بجوار الحديقة الإنكليزية الواسعة الصيت، ومبنى (لنباخ)، ومتحف بافاريا القومي، والمتحف الألماني الذي يضم إنجازات التكنولوجيا، ولا ننسى أيضاً دور الأوبرا المسارح ودور السينما.
وفي المناطق المحيطة بالمدينة ستنتظرك لوحة طبيعية خلابة. فهناك ستتعرف على قرى ريفية جميلة مازالت تحافظ على تقاليدها العريقة، وستشاهد الكنائس القديمة ذات القباب البصلية، وستحظى برحلة مثيرة في بحيراتها الصافية المتألقة، وبالتأكيد فإن قمم الجبال المهيبة التي تحيط بالمكان ستشد نظرك إليها لما تتمتع به من جمال وروعة. فهذه الطبيعة الجبلية الانسيابية الخضراء، ستضفي على التنزه والتجوال والاستجمام معان جميلة تظل محفورة في ذاكرتك. وتمثل البحيرات والجبال والوديان في بافاريا أماكن مثالية لقضاء الإجازات وأوقات الفراغ. فهناك تتوافر فرص الترفيه للصغار والكبار على حد سواء، حيث يمكنك مثلاً القيام برحلات بحرية مثيرة والاستمتاع بشرب القهوة وأكل الحلوى في أحد المقاهي المنتشرة على ضفاف البحيرات.
ومن خلال رحلة قصيرة بواسطة السيارة أو المترو، يمكنك الوصول إلى أجمل بحيرات وجبال ميونخ. فعلى مسافة نصف ساعة فقط من وسط المدينة،  تصل إلى بحيرة "شتارنبرغر زيه"، التي تعد مسبح أهل ميونخ وثاني أضخم بحيرات بافاريا وواحدة من خمس بحيرات رائعة الجمال. وهناك أيضاً بحيرة "آمر زيه" التي تمتد على مساحة 47 كيلو متراً مربعاً. وبحيرة "تيغرن زيه" التي تقع في الجنوب الشرقي من ميونخ، إذ تتزين ضفافها بانتشار أماكن ومنتجعات الاسترخاء. أما بحيرة "شلير زيه" فتقع على مسافة قصيرة من بحيرة "تيغرن زيه" وبحيرة "شبيتسينغ زيه" التي ترتفع حوالي 1085 متراً عن مستوى سطح البحر وتتميز بعذوبة مياهها وجودتها العالية.
وعند ذهابك إلى المناطق المحيطة بها، فإنك ستعيش لحظات رائعة في استكشاف القصور الجميلة، حيث ستصل أولاً إلى قصر "ليندرهوف" الذي يقع في منطقة "إتال" الاستشفائية بالقرب من جبال "آمر"، ويطلق عليه اسم "الفيلا الملكية" للملك لودفيغ الثاني. وبانتقالك إلى القصرين الكائنين عند سفوح الجبال والتي أمر ببنائهما لودفيغ الثاني، فلا بد أن تشعر أن لرحلتك مذاق خاص مليء بالفائدة والمتعة.. القصر الأول يدعى "هوهين شفان جاو" بينما يطلق على الثاني "نوي شفان شتاين". أما القلعة التي تم بناؤها كاستراحة للملك لودفيغ الثاني وانتهى بناؤها في 1886، فتمثل مصدراً لجذب أكثر من 1,5 مليون سائح سنوياً، مما يدل على مدى أهميتها كمعلم سياحي قيم لا يمكن تفويت زيارته. بالإضافة إلى كل هذا، هناك أيضاً قصر "هرين كييم زيه" على جزيرة "هرين إنزل" في بحيرة "كييم زيه" الذي يعد بمنتهى الجمال والفخامة. في جولتك الأخيرة هذه، ستكون قد شاهدت بعضاً من القصور الملكية التي ما زالت شاهداً حياً على غنى التاريخ البافاري، وستلاحظ أن ذكرياتك في العاصمة البافارية، سترافقك بصورها الساحرة أينما ذهبت.