تزخر بالمرافق المناسبة للعائلة

برلين.. مدينة عالمية تلبي مختلف الأذاوق والميزانيات

خلافاً للكثير من المدن العالمية الشهيرة، فإنه برلين التي عانت سابقاً من ويلات الحرب والتقسيم، استطاعت أن تتحول إلى وجهة عالمية مميزة للسياح من مختلف أنحاء العالم، مما يدل على قدرتها الفائقة على الحياة والعودة من جديد. هذه الجاذبية لا تستقطب فقط الشباب ومشاهير العالم والمبدعين وعشاق المعالم السياحية، بل أيضاً العائلات التي تبحث عن كل ما يرضي الكبار والصغار. فهنا يجد المرء مراده، مهما تعددت الأذواق واختلفت الميزانيات.

 

 

في العاصمة الألمانية برلين هناك الكثير من العروض الرائعة الخاصة بالعائلة والتي تضمن دوماً المتعة للأطفال وذويهم على حدا سواء. فهي تعتبر عاصمة صديقة للعائلة وللطفل، حيث تحمل شعار "لا وقت للضجر"، وتخبئ للزوار الصغار مفاجآت لا تنتهي، بحيث يتم ضمان المتعة والمغامرة فيها مئة في المئة.

ففي عوالم المدينة المليئة بالمغامرات المتنوعة، يمكن للأطفال تجربة شعور العمالقة أثناء التعرف على المعالم السياحية المصغرة. ولكن المتعة لا تقتصر فقط على مشاهدة العاصمة الألمانية من منظور العملاقة، بل إن مشاهدة مخطط المدينة بتقنية الـ (ثري دي) المذهلة يمنح المرء أيضاً نظرة عامة أولى عن المعالم السياحية البارزة.

وتساهم المجسمات التي تحاكي بدقة أهم معالم برلين الشهيرة الموجودة في مركز الاستكشاف (ليغولاند ديسكفري سنتر) في ساحة بوتسدام، في إلهام الضيوف الصغار والكبار على حد سواء. فجاذبية عالم الليغو الملون تشتمل على حملات استكشافية مثيرة عبر غابة برية، ومعارك بحرية مع القراصنة الخطيرين، ومدرسة رعب ذات أجواء مخيفة أو رحلة مشوقة بقطار التنين. وبكل تأكيد، بإمكان الأطفال القيام بأنفسهم ببناء نماذجهم الصغيرة الخاصة.

وكذلك تتيح زيارة عالم السكك الحديدية المصغر (لوكس) بالقرب من ساحة الكسندر، تجربة خاصة لجميع أفراد العائلة، حيث يوجد واحد من أكبر نماذج السكك الحديدة في العالم، والذي يتم تسييره بشكل رقمي، ويمر خلال دورته تلك بأهم المباني داخل مدينة برلين.

ودوماً لديك الكثير لتكتشفه في مدينة مثيرة مثل برلين، فمن برج التلفزيون في ساحة (الكسندر بلاتس)، وقبة البرلمان الألماني الـ (رايشستاغسكوغل) أو المنطاد المتواجد بالقرب من نقطة التفتيش شارلي، يستطيع الكبار والصغار مشاهدة المدينة كما تراها الطيور. كما أن الإثارة تتمثل أيضاً في رحلات القوارب أو سيارة الأجرة الصغيرة ذات الثلاث عجلات (فيلو-تاكسي).

أما بالنسبة لأولئك الذين يفضلون استخدام الدرجات الهوائية، فتنتظرهم العديد من محطات تأجير الدراجات مع مقاعد مخصصة للأطفال وخوذ للحماية من أجل جولة مشتركة. وإذا كان الزوار الصغار يرغبون في المشي على الأقدام، فإن هناك عروض خاصة للجولات توفرها هيئة التسويق السياحي في برلين.

وهناك عبارة ألمانية تقول "من لا يسأل، يظل أحمق". وهذا الشعار ينطبق أيضاً على متاحف الأطفال في برلين: كمتحف الأطفال لابورينت (كيندر موزيوم لابورينت)، ومتحف (ماخمِت!) في حي (برينتسلاور بيرغ)، ومتحف الأطفال الخاص بمركز الاستجمام وأوقات الفراغ (إف إي زد)، ومتحف الشبيبة (يوغيند موزيوم)، ومركز العلوم (ساينس سنتر سبيكترم) التابع للمتحف الألماني للتكنولوجيا في (كرويتسبيرغ) والمتحف التفاعلي العلمي (إكسبلوريتوريم بوتسدام) في (بابلسبيرغ). وتشتمل هذه المتاحف على معارض تفاعلية عملية موجهة حصرياً إلى الزوار الصغار الفضوليين، بحيث أن اللمس وتوجيه الأسئلة والقيام بالتجربة ليست فقط مسموحة، بل أيضاً مرحب بها ويتم تشجيعها.

وعند القيام بجولة في متحف برلين للتاريخ الطبيعي (برلينر ناتوركونده موزيوم) فإن حماس الأطفال يزداد عادة أيضاً. فبعيون واسعة وأفواه مفتوحة يقفون هناك في حالة من الذهول أمام أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم.

 أما عالم شوكولاتة ريتر شبورت (شوكوفيلت فون ريتر شبورت) في ساحة (جندارمن ماركت) فهو يمثل جنة الحلوى. وأنثاء قيام الأهل بجولة في صالة الشوكولاتة، يمكن للأطفال والشباب الصغار القيام بإعداد الأصناف المفضلة لديهم في ورشة الشوكولاتة. كما تنتشر مقاهي العائلة والطفل حالياً كالفطر في مناطق مختلفة من برلين.

وتمثل برلين أيضاً منتزهاً مفتوحاً منوعاً يضم الغابات الواسعة والحدائق العامة والعديد من البحيرات والأنهار. ومن يتجول في أمسيات الصيف الجميلة عبر الغابات الخضراء في منطقة (غرونه فالد)، أو في المحمية الطبيعية المتمثلة في جزيرة الطاوويس (بفاون إنزل)، سينسى أنه في مدينة كبيرة يزوروها سنوياً حوالي 146 مليون زائر من جميع أنحاء العالم. ففي هذه المدينة يوجد ما يقرب من 2500 مرفقاً من المرافق الخضراء والاستجمامية والترفيهية ونحو 180 كلم من الممرات المائية الصالحة للملاحة وكذلك حوالي 1700 جسراً، لتساهم جميعها في جعل برلين عاصمة الخضرة والمناظر الخلابة.