تقدم خدمات شاملة للضيوف العرب

عاصمة ولاية بافاريا.. جاذبية سياحية متجددة على مدار العام

ينتظر زوار مدينة ميونيخ من المسافرين القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي ضيافة حسنة وخدمات متكاملة، بدءاً من مطارها ومروراً بفنادقها وشوارعها ومراكزها ومعالمها السياحية ووصولاً إلى لحظة العودة. ولكن ما هو مميز أكثر في هذه المدينة هو إمكانية زيارتها في كل الفصول.

 

ميونيخ هي عاصمة ولاية بافاريا التي تعتبر أكبر ولايات جمهورية ألمانيا الاتحادية ومقصد سياحي عالمي، حيث يقصدها الزوار من جميع أنحاء العالم لقضاء إجازتهم. وتتمتع ميونخ بمناخ معتدل. يضاف إلى ذلك بيئتها الصحية واعتزاز أهلها بعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم، وحسن الضيافة في التعامل مع ضيوفهم الذين يقصدون بلادهم بغرض السياحة، لاسيما القادمين من منطقة الخليج. كما أن جبال الألب البافارية تعتبر من الأماكن السياحية الأكثر أمناً. وكذلك هي المدينة بشكل عام، إذ تعتبر أكثر أماناً من المدن الألمانية الكبيرة الأخرى. كما أن واحداً من كل ثلاثة ألمان يتمنى أن يعيش في ميونيخ، وذلك لما تتمتع به من مستوى معيشي راق.

وتزخر مدينة ميونيخ بالمعالم السياحية الجذابة. فمثلاً، يعد ميدان (مارين بلاتس) من أهم المعالم في المدينة، وخاصة مبنى البلدية الحديث ذي الطراز المعماري القوطي. ولا ينبغي تفويت سوق الأطعمة (فيكتوالين ماركت) الذي يعد أقدم أسواق ميونيخ وأكثرها شهرة. فمنذ القرن التاسع عشر تباع هنا كل أنواع الأطعمة المختلفة. وكذلك الحديقة الإنكليزية، التي تعتبر واحدة من أكبر الحدائق داخل المدن في أوروبا بطرقها المظللة وجداولها وبركها وبجعها.  أما قصر (نيمفنبورغ)، الذي كان في الماضي المقر الصيفي لحكام بافاريا، فيتميز بفنه المعماري الجميل بطابع الروكوكو، وحديقته الضخمة التي صممت على غرار حديقة قصر فرساي الفرنسي.

ومن المعالم الأخرى، يبرز (المتحف الألماني)، أكبر متحف للتكنولوجيا والعلوم الطبيعية في العالم. وهناك أيضاً متحف (بي إم دبليو) الذي يتميز بهندسته المعمارية الديناميكية وتصميمه الشهير عالمياً ومعروضاته الفريدة من نوعها. وكذلك عالم (بي إم دبليو) الفريد، حيث يمكن للكبار استكشاف هذا العالم أو تذوق الوجبات الشهية أو التسوق في واحد من متجري (بي إم دبليو) الرائعين، بينما يقوم أطفالهم باستكشاف عالم السيارات في مكان خاص بالصغار.

ومن المعالم الأخرى التي لا بنبغي تفويت زيارتها، نذكر المتنزه الأولمبي، الذي كان مقراً للألعاب الأولمبية الصيفية العشرين في عام 1972. والبرج الأولمبي (أولومبيا تورم)، حيث يمكنكم الاستمتاع بالأطعمة الشهية في المطعم البانورامي الدائري الذي يمنحكم مناظر خلابة من فوق المدينة.

وتضم ميونيخ العديد من الشوارع الساحرة كشارع (لودفيغ شتراسه) الذي يمتد من بوابة النصر (زيغس تور) إلى قاعة الفرسان (فيلد هيرن هاله)، ويصل شمالاً إلى شارع (ليوبولد شتراسه) الذي يضم عدداً كبيراً من المتاجر والمقاهي التي تتفرع منه إلى الشوارع الجانبية.

وبالنسبة لعشاق التسوق، فما عليهم إلا التوجه إلى المكان الرئيسي للتسوق في ميونيخ هو منطقة المشاة في وسط المدينة، وذلك حول شارع (نويهاوزر شتراسه) وشارع (كاوفينغر شتراسه) وميدان (مارين بلاتس). وهناك شوارع قريبة مثل (تيأتينر شتراسه) أو (ماكسيميليان شتراسه) أو (برينر شتراسه). كما توجد أيضاً تشكيلات راقية من الملابس داخل ما يُعرف بالساحات الخمس (فونف هوفه).

وتعتبر مجمعات التسوق مثالية للتسوق، خاصة في الأيام الممطرة. فمثلاً، يعد مركز التسوق الأولمبي (أولمبيا آينكاوفس تسينتروم) أكبر مجمع للتسوق في بافاريا، وهو عبارة عن جنة تسوق لأهل ميونيخ وزوارها على حد سواء. وفي شرق ميونيخ يقدم مجمع التسوق (نويبيرلاخ) تشكيلة ضخمة لأحدث المنتجات. وهناك أيضاً مجمع التسوق (ريم أركادن)، الذي يقدم أيضاً تشكيلة مختارة من المنتجات.

وعلى بعد 50 دقيقة فقط من ميونيخ، توجد قرية التخفيضات (إنغلوشتادت)، التي تعرض أحدث صرعات الموضة بأسعار مخفضة تصل إلى 60 في المئة على مدار العام.

أما المرافق المناسبة للعائلات والأطفال فهي كثيرة، كحديقة الحيوانات (هيلابرون)، التي تعد واحدة من أجمل حدائق الحيوان في العالم، وتحتوي على مساحات كبيرة آمنة للمشي والاسترخاء، حيث يمكن للأطفال اللعب وركوب الخيل وإطعام الحيوانات في أماكن مخصصة لهم. وكذلك حديقة الحيوانات البرية في (بوينغ)، حيث يمكن مشاهدة أنواع مختلفة من الحيوانات البرية المحلية. ونذكر أيضاً متحف الإنسان والطبيعة الفريد من نوعه. وعالم البحار (سيه لايف) في (المتنزه الأولمبي). وبدورها، تعد مدن الألعاب المغطاة في ميونيخ المكان المثالي من أجل اللعب أيام البرد والطقس الماطر. فهنا يُطلق أطفالك العنان لأنفسهم ليقوموا باللهو واللعب والمرح دون أي إزعاج. وتمتد أجواء المرح إلى ملاهي (بلاي موبيل) في (تسيرندورف). فبينما يتمتع الأهل بالاسترخاء والراحة، يستمتع الأطفال باللعب بالألعاب ذات الحجم الضخم. وعلى بعد ساعة واحدة فقط بالسيارة عن ميونيخ، تجد مدينة الملاهي (ألغوي سكاي لاين بارك)، التي تضمن المتعة لكل العائلة.  ونذكر أيضاً مدينة الملاهي (ليغولاند)، التي تقدم 8 مواقع ذات موضوع و50 قطاراً حلزونياً وألعاباً مائية جميلة وعروضاً حية. ويمكن للعائلات أيضاً زيارة استوديوهات الأفلام البافارية، التي تُعرف غالباً بهوليود على نهر  (إيزار)، حيث يتعرف الزوار على مواقع تصوير الأفلام ويعيشون إثارتها. ولا ننسى أيضاً زيارة (سيرك كرونه) فهو أكبر سيرك في أوروبا.

وبالنسبة للفعاليات الثقافية والمهرجانات والأعياد فهي كثيرة، أبزرها مهرجان أكتوبر (أكتوبر فيست)، الذي يعد أكبر مهرجان في العالم، وأسواق أعياد الميلاد ذات الأجواء الدافئة، مثل سوق عيد الميلاد في ميدان (مارين بلاتس)، حيث يمكنك تذوق المأكولات التقليدية، والاستماع إلى الموسيقى المحلية، وشراء المشغولات اليدوية.

وفي المناطق المحيطة بميونيخ يمكنك زيارة قلعة (نوي شفان شتاين) الشهيرة عالمياً، التي قام (لودفيغ الثاني)، ملك بافاريا، ببنائها فوق قمة من قمم جبال الألب الساحرة. فتصميمها كان نموذجاً تم الاحتذاء به عند بناء قلعة الحكايات في (ديزني لاند). وقلعة (هوهون شفان غاو)، وقلعة (ليندرهوف)، التي كانت في الماضي استراحة للملك (لودفيغ الثاني) أثناء رحلات الصيد.

ويمكنك كذلك زيارة بحيرات مثل (ألب زيه)،  بحيرة (شتارنبيرغ)، وبحيرة (كيم زيه)، التي تعتبر أكبر بحيرة في بافاريا وتلقب أيضاً بالبحر البافاري، وكذلك جزيرة (هيرن كيم زيه)، التي تعد أكبر جزيرة في البحيرة. ولا ننسى بحيرة (تيغرن زيه)، التي تكوّن شكلها الحالي خلال العصر الجيلدي. فهي من الأماكن الجذابة للاسترخاء والنقاهة.

وإذا كنت من محبي المشاهد البانورامية ورياضة التزلج، فما عليك إلا ركوب القطار المسنن إلى النهر الجليدي في جبل (تسوغ شبيتسه)، الذي يعد أعلى جبل في ألمانيا بارتفاع يبلغ 2962 متراً. فهنا يمكنك تنشق الهواء النقي والتنزه قليلاً لاستكشاف النهر الجليدي.

كما يمكن زيارة موقع الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1936 في مدينة (غارميش بارتنكيرشن)، التي تعد من أفضل الأماكن في العالم للتزلج، حيث يمكنك تسلق الجبال وممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة خلال الصيف، ناهيك عن الرياضات المختلفة في فصل الشتاء. كما يمكن لعشاق التزلج التمتع بهذه الرياضة في أطول منطقة طبيعية للتزلج في ألمانيا والمتمثلة في جبل (فالبيرغ). وكبديل للعائلات هناك جبل (بلومبيرغ) الذي يتضمن مستويات صعوبة مختلفة.

ويعمل على خدمة مدينة ميونيخ والمنطقة المحيطة مطار عملاق هو مطار ميونيخ الذي فاز بلقب أفضل مطار في أوروبا من جوائز (سكايتراكس وورلد إيربورت أواردز 2011). ويعتبر المطار هو المركز الأكثر راحة في أوروبا من نوعية "المطار المدينة"، حيث يحتوي على منتجع صحي وفنادق ومحلات ومطاعم بما فيها مطعم على هيئة حديقة ومرافق لإقامة المؤتمرات وعقد اللقاءات وخدمة رعاية الأطفال وحديقة زوار، كما تقام فيه أحداث عامة.

وبسبب الزيادة المضطردة في عدد الرحلات يعتبر مطار ميونيخ بوابة هامة إلى أوروبا والألب للمسافرين من منطقة الشرق الأوسط، كما يوفر المطار وصلات مثالية داخل وخارج أوروبا لجميع الرحلات من الشرق الأوسط. ولا تنتهي الخدمة في المطار عند الهبوط، فهذا المطار، الذي يمثل "بوابة العرب"، يبذل جهوداً كبيرة للترحيب بالمسافرين العرب. فهنا يجد المسافرون العرب لافتتات وإرشادات ونداءات باللغة العربية وهناك موظفو استعلامات يتحدثون العربية، بالإضافة إلى توافر كتيب إرشادي باللغة العربية يحتوي على أفكار واقتراحات رائعة عما يمكن فعله ومشاهدته في ميونيخ والمناطق المحيطة بها.

ومن أجل أن تكون تجربة تناول الطعام في المطار تجربة ممتعة بالنسبة للضيوف العرب قامت جميع أماكن تقديم الطعام في مبنى الركاب رقم 1 (القاعة سي) بوضع علامات على قوائم طعامها لتحديد الأطباق النباتية وجيمع الوجبات التي تحتوي على لحم الخنزير. أما أحدث خدمات المطار فهي الأماكن الخاصة بإقامة الصلاة للمسافرين المسلمين، حيث يوجد مصلى صغير في المنطقة العامة في مبنى الركاب رقم 1 (القاعة سي) وبالقرب من منطقة إجراءات الدخول. وهناك غرفة فسيجة ومريحة للصلاة بالقرب من بوابات صعود الطائرة. وما يجعل أماكن الصلاة هذه غاية في الخصوصية والتميز هو أن المصممين أعطوا اهتماماً كبيراً لاحتياجات الضيوف المسلمين، فوضعوا سجادة عربية جميلة في المصلى وأنشأوا أماكن وضوء منفصلة للرجال والنساء، كما يوجد مصلى خاص للنساء وآخر للرجال. ومن أجل تحسين مستوى التفاهم بين الثقافات المختلفة، تم تدريب ضباط الجوازات ليتفهموا مطالب المسافرين من الشرق الأوسط.