البروفيسور الألماني دينيس فون هايمبورغ

شد الثدي .. جراحة لا تخلو من المخاطر!

(د ب أ) - تُعاني الكثير من النساء من تغيّر شكل الثدي وترهله بعد المرور بفترتي الحمل والرضاعة لمرات متعددة أو حتى لمرة واحدة، الأمر الذي يُمثل لهن عبئاً نفسياً كبيراً عند النظر إلى أنفسهن في المرآة، بل ويصل الأمر إلى فقدانهن للشعور بقيمة أنفسهن، ما يدفعهن للتفكير في إجراء جراحة تجميلية لشد الثدي.

 

وأوضح البروفيسور دينيس فون هايمبورغ، عضو الرابطة الألمانية لجراحي التجميل بالعاصمة برلين، أن تغيّر شكل الثدي لدى المرأة بعد مرورها بهذه الفترات يُعزي إلى العديد من الأسباب، يأتي على رأسها تمدد جلد الثدي بشكل كبير نتيجة ازدياد حجم الثدي أثناء الحمل وتقلصه بعد ذلك بعد انتهاء فترة الرضاعة.

 

ويلتقط هنا أوفه فون فريتشن، عضو الجمعية الألمانية لجراحات التجميل وأطباء الجراحة التجميلية بالعاصمة برلين، طرف الحديث موضحاً "أنه غالباً لا يُمكن أن ينكمش الجلد بنفس المعدل مرة ثانية بعد انتهاء فترة الرضاعة، مع العلم بأن حدوث ذلك يتوقف في المقام الأول على المواد المكوّنة للجلد كالكولاجين والإيلاستين". وصحيح أن نسبة هذه المكوّنات بالجلد تتغير لدى كل إمرأة وفقاً لمرحلتها العمرية، إلا أنها ترتبط جزئياً بالنواحي الوراثية أيضاً.

 

ويستكمل سفين فون زالدرن، رئيس الجمعية الألمانية للجراحات التجميلية بالعاصمة برلين، أسباب تغيّر شكل الثدي بعد الحمل والرضاعة بأن التدخين وتعرض المرأة لأشعة الشمس بصورة متكررة يتسببان في التقليل من مرونة الجلد لديها، ما يؤدي إلى صعوبة رجوعه إلى شكله الأصلي بعد انقضاء فترات الحمل والرضاعة، لافتاً :"بشكل عام يتسم الجلد في منطقة الثدي بالرقة وعدم المرونة مقارنة بمناطق الجسم الأخرى، لذا لا يعود إلى شكله الطبيعي بصورة كاملة على عكس ما يحدث في البطن مثلاً".

 

ومن هنا أكدّ اختصاصي الجراحات التجميلية فريتشن أنه إذا أرادت المرأة استعادة شكل ثديها الأصلي كما كان قبل مرورها بفترات الحمل والرضاعة، فلا يوجد أمامها حينئذٍ سوى اللجوء لإجراء جراحة تجميلية لشد الثدي، مشدداً :"ينبغي ألا تخضع المرأة لهذه الجراحة إلا لدى طبيب متخصص في الجراحات التجميلية".

 

ندبات وتورمات

ويلتقط هنا الجراح الألماني هايمبورغ طرف الحديث من جديد، محذراً من أن هذه الجراحة تتسبب دائماً في ظهور ندبات على الثدي تتخذ اللون الأحمر خلال العام الأول بعد الخضوع للجراحة وقد تتورم وربما تحتاج إلى الخضوع للعلاج بعد الجراحة من خلال استخدام المراهم مثلاً، ومن ثمّ تظل سبباً في إفساد جمال الثدي لدى المرأة.

 

وشددت غيرهيلد فون مولر، عضو الرابطة الألمانية لاختصاصي علم النفس بالعاصمة برلين، على ضرورة أن تُفكر المرأة جيداً قبل الخضوع لمثل هذه الجراحات، موضحة :"لا تمثل هذه الجراحة وسيلة سحرية لاستعادة شباب الجسم"، إنما تتسبب في ظهور ندبات يُمكن رؤيتها والشعور بها على الدوام، بل وقد ينتج عن شعور بالألم في بعض الأحيان.

 

وصحيح أن معدل حدوث مضاعفات لدى المرأة بعد هذه الجراحة يقل بشكل كبير عند إجرائها لدى طبيب متخصص، إلا أنه قد تواجه أيضاً خطر حدوث اضطرابات في التئام الجرح أو قصور في الإحساس وقد يصعب عليها إرضاع طفلها إذا ما أنجبت بعد ذلك، بل وقد يرتخي الثدي ويهبط مرة ثانية.

 

وإلى جانب ذلك، قد تكون هناك موانع طبية ونفسية لإجراء جراحة شد الثدي، مثل الإصابة باضطرابات تخثر الدم أو الأمراض النفسية أو  المخاوف الشخصية.