شركة أودي

البعد الثالث .. آخر صيحة في عالم الأنظمة الصوتية بالسيارات

(د ب أ) - عادةًً ما يقضي المرء ساعات عديدة داخل السيارة يومياً، لذلك ظهر كاسيت السيارة منذ فترة طويلة كي يتمكن المرء من الاستماع إلى أغانيه المفضلة، أما اليوم فإن الشركات العالمية تعتمد على أنظمة صوتية فاخرة بتكلفة باهظة. ويعتبر البعد الثالث هو آخر صيحة في قطاع الأنظمة الصوتية الخاصة بالسيارات، والذي يتيح للمرء الاستمتاع بموسيقى ثلاثية الأبعاد تنقله إلى عالم من الأصداء الساحرة.

 

وقدمت شركة أودي هذا النوع المتطور من الأنظمة الصوتية خلال مشاركتها في فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES) في لاس فيغاس، من خلال كشف النقاب عن سيارة Q7 مزودة بنظام صوتي ثلاثي الأبعاد.

 

وأوضحت الشركة التي تتخذ من مدينة إنغولشتات الألمانية مقراً لها، أنها قامت بتطوير هذا النظام الصوتي الجديد بالتعاون مع معهد فراونهوفر للدوائر المتكاملة (IIS) بمدينة إرلانغن. وأكدت شركة أودي أن النظام الجديد يعبر عن مرح وانفتاح الصوتيات الذي يتوافق مع حاسة السمع البشري.

 

وفي البداية يثير مصطلح "الصوت ثلاثي الأبعاد" وحده الكثير من التساؤلات. وأوضح أوليفر هيلموت، مدير قطاع السيارات بمعهد فراونهوفر للدوائر المتكاملة، أن الصوت ثلاثي الأبعاد في الأساس عبارة عن صوت محيطي متطور. وأضاف الخبير الألماني :"مع الأنظمة الصوتية التقليدية يتم تركيب السماعات على مستوى ارتفاع واحد".

 

بالتالي ينشأ الصوت ثنائي الأبعاد، ويتم محاكاة حالة المسرح أمام الجمهور، حيث تصدر أصوات الآلات الموسيقية والمطربين من المسرح. وينشأ البعد الثاني من خلال الشعور بأن الصوت يغلف المستمع، عن طريق الإشارات المحيطة من الخلف في حالة الصوت المحيطي المجسم. أما البعد الثالث للصوت فيظهر من خلال السماعات المركبة في الأذن أو ارتفاع سقف السيارة.

 

ولتحقيق البعد الثالث للصوت في سيارة أودي Q7 sound concept الاختبارية فقد قامت الشركة الألمانية بتركيب أربع سماعات خاصة، منها سماعتين في أعلى نطاق من عمود السقف. وأضاف أوليفر هيلموت :"يكتمل تأثير النغمات من خلال انعكاسات الصوت التي تأتي من السقف"، مثلما يحدث في قاعات الحفلات الموسيقية، حيث يظهر صدى صوت الآلات الموسيقى والغناء من أعلى.

 

وأكد الخبير الألماني :"نظام الصوت ثلاثي الأبعاد يقترب تدريجياً من مرحلة الطرح في الأسواق". وتخطط شركة أودي لطرح النظام الصوتي ثلاثي الأبعاد مع 23 سماعة بقوة 1400 وات في الأسواق خلال 2014. ويعتمد هذا النظام المتطور على النظام الصوتي بانغ آند أولفسن المتوافر بالفعل في سيارة Q7 الحالية.

 

تضخيم الصوت

وقد خطت شركة مرسيدس الألمانية خطوة أبعد من ذلك في سيارتها الجديدة من الفئة S، حيث يتوافر أمام العملاء إمكانية تجهيز السيارة بنظام صوتي ثلاثي الأبعاد من شركة بورميستير مع 24 سماعة والكثير من قنوات تضخيم الصوت، وتبلغ قوة مضخم الصوت 1540 وات. وللاستمتاع بالتأثير ثلاثي الأبعاد قامت شركة مرسيدس بتركيب ثلاث سماعات مدمجة في السقف الداخلي للسيارة.

 

ويعتبر نظام الإيقاعات العميقة الأمامي أحد الابتكارات الجديدة التي تقدمها شركة مرسيدس في سيارتها الجديدة من الفئة S. وفي هذا النظام يتم استغلال الحوامل العرضية والطولية بسعة 40 لتر كحيز لصدى الصوت. وقد تم الاستغناء عن سماعات الإيقاعات العميقة التقليدية المركبة في الأبواب، والتي غالباً ما تكون مصدراً للاهتزازات المزعجة. وبالتالي يزعم مهندسو مرسيدس بأنهم نجحوا في حل مشكلة شائعة تتعلق بجودة ونقاء الصوت في السيارة.

 

وتعتمد شركتا أودي ومرسيدس حالياً على النظام الصوتي ثلاثي الأبعاد في الترويج لموديلاتهما الجديدة، غير أن هذا المجال ربما يشهد ظهور منافسين آخرين، حيث أكد معهد فراونهوفر للدوائر المتكاملة على إجراء محادثات مع العديد من الماركات العالمية الأخرى حول موضوع النظام الصوتي ثلاثي الأبعاد. ووفقاً لتقديرات الخبير الألماني أوليفر هيلموت، فإن تقنية الصوت الجديدة لن تكون قاصرة على السيارات الفارهة فقط، بل إنها ستتوافر في وقت لاحق في موديلات الفئات الأدنى.

 

تكلفة باهظة

وبالطبع تتوافر هذه التقنيات المتطورة بأسعار باهظة، حيث تقدم شركة مرسيدس النظام الصوتي المحيطي ثلاثي الأبعاد من شركة بورميستير نظير تكلفة تبلغ نحو 9749 دولاراً أمريكياً. ويؤكد المتحدث الإعلامي باسم شركة أودي الألمانية أن النظام الصوتي ثلاثي الأبعاد الجديد سيشكل عالماً خاصاً بذاته فيما يتعلق بجودة الصوت والتكلفة. ويتوافر النظام الصوتي من بانغ آند أولفسن بدون تأثيرات البعد الثالث نظير تكلفة تبدأ من نحو 6957 دولاراً أمريكياً.

 

وأكد الخبير الألماني أوليفر هيلموت أن الصوت ثلاثي الأبعاد يعتبر من أهم مراحل تطوير صوت السيارة بعد تقنية الدولبي والصوت المحيط المجسم. وفيما يتعلق بتقنية الصوت ثلاثي الأبعاد فإن قطاع السيارات يعتبر هو رائد هذا المجال، على العكس من الأوقات السابقة التي كانت فيها السيارات تلهث وراء تقنيات الصوت التي تظهر في غرف المعيشة.