المسافرون الخليجيون أصبحوا جزءاً من مشهدها

عاصمة بافاريا.. حفاوة دائمة بالضيوف العرب

اعتاد السياح الخليجيون على زيارة ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، سواء بهدف السياحة أو العلاج أو الاثنين معاً. فهي معروفة بطبيعتها الساحرة ومعالمها الجذابة وفرص التسوق والترفيه والمرح المتنوعة، بحيث تجذب كافة أفراد العائلة. وتُعرف ميونيخ بحسن ضيافتها وترحيبها بالمسافرين الخليجيين وتوفيرها لمرافق وخدمات متكاملة تلبي احتياجاتهم. فسواء فور وصولوهم إلى مطار ميونيخ أو عند عودتهم إلى بلادهم، سيجد الضيوف الخليجيون كل ما يسهل عليهم رحلتهم.

 

تزخر ميونيخ بالكثير من المعالم السياحية الشهيرة. فمثلاً، يعد شارع (لودفيغ شتراسه) من أجمل الشوارع في ميونيخ، حيث يمتد من بوابة النصر (زيغس تور) إلى قاعة الفرسان (فيلد هيرن هاله). ويصل هذا الشارع شمالاً إلى شارع (ليوبولد شتراسه) الذي يضم عدداً كبيراً من المتاجر والمقاهي التي تتفرع منه إلى الشوارع الجانبية.

كما يعد ميدان (مارين بلاتس) من أهم المعالم في ميونيخ، وخاصة مبنى البلدية الحديث الذي أنشىء على الطراز المعماري القوطي في الفترة من 1867 إلى 1909، حيث تتزين واجهته بالنقوش والأجراسه المميزة. ويتجمع الزوار يومياً عند 11 صباحاً و5 مساءً لمشاهدة لعبة الأجراس أمام برج الساعة.

وعلى بعد خطوات قليلة من وسط المدينة، ترحب بك الحديقة الإنكليزية، التي تعتبر واحدة من أكبر الحدائق داخل المدن في أوروبا بطرقها المظللة وجداولها وبركها وبجعها.

أما قصر (نيمفنبورغ)، الذي كان في الماضي المقر الصيفي لحكام بافاريا، فيتميز بفنه المعماري الجميل بطابع الروكوكو، وحديقته الضخمة التي صممت على غرار حديقة قصر فرساي الفرنسي.

ومن المعالم الأخرى، يبرز (المتحف الألماني)، أكبر متحف للتكنولوجيا والعلوم الطبيعية في العالم، والذي يعرض آلات أصلية نادرة ونماذج لتصميمات ميكانيكية تقليدية. كما يقوم بتوثيق تطوير تقنيات السيارات والسفن والسكك الحديدية والطيران.

بدوره، يبهر متحف (بي إم دبليو) زواره بهندسته المعمارية الديناميكية وتصميمه الشهير عالمياً وتشكيلة معروضاته الفريدة من نوعها. كما يمكن استكشاف عالم (بي إم دبليو) الفريد، بدءاً من عروض وابتكارات السيارات والدراجات النارية إلى روعة التصميم والتكنولوجيا الحديثة ووصولاً إلى الفعاليات الثقافية الشيقة. ويتمثل الهدف الرئيسي من عالم (بي إم دبليو) في تسليم السيارات الشخصية. وهناك أيضاً جولات متخصصة لتوضيح كيفية تصنيع سيارات (بي إم دبليو). وفي أثناء قيام الكبار باستكشاف عالم (بي إم دبليو) أو تذوق الوجبات الشهية أو التسوق في واحد من متجري (بي إم دبليو) الرائعين، يمكن للأطفال استكشاف عالم السيارات في مكان خاص بالصغار.

ومن المعالم الأخرى التي لا بنبغي تفويت زيارتها، نذكر المتنزه الأولمبي، الذي كان مقراً للألعاب الأولمبية الصيفية العشرين في عام 1972. وتضم منطقة الألعاب الأولمبية منشآت رياضية وبحيرات ومطاعم وقاعة حفلات وحوض سباحة وملعب شهير لكرة قدم. وتقبع المنطقة كلها تحت البرج الأولمبي (أولومبيا تورم)، حيث يمكنكم الاستمتاع بالأطعمة الشهية في المطعم البانورامي الدائري الذي يمنحكم مناظر خلابة من فوق ميونيخ.

أما عشاق التسوق فستكون أمامهم العديد من الأماكن والوجهات التي يمكن أن يجدوا فيها كل ما يتمنوه. فالمكان الرئيسي للتسوق في ميونيخ هو منطقة المشاة في وسط المدينة، وذلك حول شارع (نويهاوزر شتراسه) وشارع (كاوفينغر شتراسه) وميدان (مارين بلاتس)، حيث تتواجد المتاجر والفروع العديدة لجميع الماركات الأوروبية. هذه المنطقة تعتبر من أشهر مناطق التسوق في ألمانيا كلها. أما بالنسبة للماركات العالمية الشهيرة فيمكنكم الحصول عليها في الشوارع القريبة مثل شارع (تيأتينر شتراسه) أو شارع (ماكسيميليان شتراسه) أو شارع (برينر شتراسه). كما توجد أيضاً تشكيلات راقية من الملابس داخل ما يُعرف بالساحات الخمس (فونف هوفه) ذات التصميم الرائع.

وهناك إمكانيات متعددة للتسوق في ميونيخ في مختلف الفصول، إذ تعتبر مجمعات التسوق مثالية، خاصة في الأيام الممطرة. فمثلاً، يعد مركز التسوق الأولمبي (أولمبيا آينكاوفس تسينتروم) أكبر مجمع للتسوق في بافاريا، وهو عبارة عن جنة تسوق لأهل ميونيخ وزوارها على حد سواء. وفي شرق ميونيخ يقدم مجمع التسوق (نويبيرلاخ) أو (بيب) حسبما يُطلق عليه أهل ميونيخ، تشكيلة ضخمة لأحدث المنتجات. وهناك أيضاً مجمع التسوق (ريم أركادن)، الذي يقدم أيضاً تشكيلة مختارة من المنتجات ذات القيمة العالية.

وعلى بعد 50 دقيقة فقط من ميونيخ، توجد قرية التخفيضات (إنغلوشتادت)، التي تعرض أحدث صرعات الموضة بأسعار مخفضة تصل إلى 60 في المئة على مدار العام.

ولخوض تجربة ذات نكهة خاصة فما عليكم إلا التوجه إلى سوق الأطعمة (فيكتوالين ماركت) الذي يعد أقدم أسواق ميونيخ وأكثرها شهرة. فمنذ القرن التاسع عشر تباع هنا كل أنواع الأطعمة المختلفة.

وبالإضافة إلى خيارات التسوق المتنوعة، ستجد العائلات مجموعة واسعة من المرافق والوجهات الترفيهية التي تضمن المرح والتسلية والفائدة لكل أفراد العائلة وتدخل البهجة إلى قلوب الأطفال. فعلى سبيل المثال، تضم حديقة الحيوانات (هيلابرون)، التي تعد واحدة من أجمل حدائق الحيوان في العالم، أكثر من 8360 حيواناً يمثلون 480 نوعاً من الحيوانات المختلفة. كما تحتوي على مساحات كبيرة آمنة للمشي والاسترخاء. ويمكن للأطفال اللعب وركوب الخيل وإطعام الحيوانات في أماكن مخصصة لهم. بينما تتيح حديقة الحيوانات البرية في (بوينغ) لزوارها مشاهدة أنواع مختلفة من الحيوانات البرية المحلية، خاصة الطيور الجارحة. وبدوره، يشتهر متحف الإنسان والطبيعة الفريد من نوعه بعروضه وفعالياته المستمرة للزوار، مما يجعل من زيارته متعة خالصة للأسرة كلها.

أما عشاق الحياة البحرية فلا ينبغي عليهم تفويت زيارة  عالم البحار (سيه لايف) في (المتنزه الأولمبي)، حيث يصحب الزوار بإسلوبه الفريد لإلقاء نظرة على عالم ما تحت الماء.

من جهة أخرى تعتبر مدن الألعاب المغطاة في ميونيخ المكان المثالي الرائع من أجل اللعب أيام البرد والطقس الماطر. فهنا يُطلق أطفالكم العنان لأنفسهم ليقوموا باللهو واللعب والمرح دون أي إزعاج.

وتمتد أجواء المرح إلى ملاهي (بلاي موبيل) في (تسيرندورف). فبينما يتمتع الأهل بالاسترخاء والراحة، يستمتع الأطفال باللعب بالألعاب ذات الحجم الضخم.

وعلى بعد ساعة واحدة فقط بالسيارة عن ميونيخ، تجدون مدينة الملاهي (ألغوي سكاي لاين بارك)، التي تضمن المتعة لكل العائلة، حيث يمكنكم ركوب السيارات الكهربائية أو تقاذف الماء من بالونات الماء الممتلئة. وستحظون أيضاً بفرصة اختبار القطار الحلزوني السريع المعكوس الذي يعتبر الأعلى والأول من نوعه في العالم.

كما ينتظر الزوار من كافة الأعمار عالم مليء بالألوان والمغامرات والتسلية في مدينة الملاهي (ليغولاند)، التي تقع على بعد حوالي ساعة من ميونيخ. ففي 8 مواقع ذات مغزى ومع 50 قطاراً حلزونياً وألعاباً مائية جميلة وعروضاً حية وورش عمل، يمكن لأي شخص أن يتقمص دور بطل حقيقي أو قرصان أو فارس أو سائق سباق سيارات.

وإذا كنتم تريدون أن تدخلوا عالم الأفلام وأجوائها، فما عليكم إلا التوجه إلى  استوديوهات الأفلام البافارية، التي تُعرف غالباً بهوليود على نهر  (إيزار)، حيث تتعرفون على مواقع تصوير الأفلام بواسطة قطار صغير خاص بالاستديوهات وسيراً على الأقدام.

ومن الجدير بالذكر أن مطار ميونيخ يحتوي على منتجع صحي وفنادق ومحلات ومطاعم ومرافق للمؤتمرات والاجتماعات وخدمة رعاية الأطفال وحديقة زوار، كما تقام فيه أحداث عامة. ويعتبر هذا المطار بالنسبة للمسافرين من منطقة الشرق الأوسط بوابة هامة إلى أوروبا والألب. ويوفر وصلات مثالية داخل وخارج أوروبا لجميع الرحلات من الشرق الأوسط، كما يطلق عليه لقب "بوابة العرب"، حيث يوفر خدمات ولافتتات وإرشادات ونداءات باللغة العربية لمساعدة المسافرين القادمين من المنطقة العربية. ويجد الضيوف العرب مكتب استعلامات يعمل فيه موظفون يتكلمون العربية، بالإضافة إلى توافر كتيب إرشادي بالعربية يحتوي على اقتراحات رائعة عما يمكن مشاهدته في ميونيخ وما حولها. ومن أجل أن تكون تجربة تناول الطعام في المطار ممتعة بالنسبة للضيوف العرب قامت جميع أماكن تقديم الطعام في مبنى الركاب 1 (القاعة سي) بوضع علامات على قوائم طعامها لتحديد الأطباق النباتية وجيمع الوجبات التي تحتوي على لحم الخنزير. أما أحدث خدمات المطار فهي الأماكن الخاصة بإقامة الصلاة للمسافرين المسلمين، حيث يوجد مصلى في المنطقة العامة في مبنى الركاب رقم 1 (القاعة سي) وبالقرب من منطقة إجراءات الدخول. وهناك غرفة فسيجة ومريحة للصلاة داخل المنطقة الغير عامة، بالقرب من بوابات صعود الطائرة.