أخصائية علاج طبيعي ألمانية

اضطراب الرضيع الدائم قد يشير إلى تشوه الجمجمة

(د ب أ) - حذرت أخصائية العلاج الطبيعي الألمانية أوته ريبشليغر من أن اضطراب الطفل الرضيع على الدوام وصراخه المستمر طوال الليل وكذلك معاناته من مشاكل أثناء الرضاعة، يُمكن أن يُشير إلى إصابته بتشوه في شكل الجمجمة.

 

وأوضحت ريبشليغر، رئيس الرابطة الألمانية لأخصائيي العلاج الطبيعي بمدينة بوخوم، أن تشوه شكل الجمجمة لدى الرضيع لا يكون هو المرض الحقيقي في أغلب الأحيان، إنما مجرد عرض لإصابة الطفل بإعاقة في حركية الفقرات العنقية العليا.

 

وأضافت الخبيرة الألمانية أنه إذا كانت هناك إعاقة في حركية الفقرات العنقية العليا، سيضطر الطفل حينئذٍ لاتخاذ وضعية حماية طوال الوقت من خلال إدارة رأسه على جانب واحد فقط أثناء النوم، ما يؤدي إلى تشوه شكل رأسه.

 

وأكدت أخصائية العلاج الطبيعي الألمانية على أهمية أن يُسرع الآباء في عرض طفلهم على أخصائي علاج طبيعي لعلاج السبب المؤدي إلى هذا التشوه في الوقت المناسب.

 

وتطمئن ريبشليغر أنه يُمكن تعديل أغلب حالات تشوه شكل الرأس هذه من خلال خضوع الطفل للعلاج الطبيعي والعلاج بالطب اليدوي حتى المرحلة العمرية، التي يكتمل خلالها نمو الجمجمة تماماً وهي مرحلة الالتحاق بالمدرسة، موضحةً :"غالباً ما يرجع السبب في تشوه شكل الجمجمة لدى الطفل إلى إعاقة حركية الفقرات العنقية أو اتخاذ الطفل وضعية أحادية الجانب نتيجة الظروف البيئية المحيطة به".

 

وأكدت ريبشليغر أنه إذا تم علاج هذه الأسباب مبكراً، فعادةً ما يختفي هذا التشوه تدريجياً من خلال الحركة الذاتية للطفل، لاسيما التي يتم دعهما عند إبقائه في وضعية النوم على البطن.

 

وأردفت ريبشليغر أنه وفقاً للسبب، الذي يرجع إليه تشوه شكل الرأس، يتم تحديد مدى ضرورة الخضوع للمعالجة اليدوية بشكل إضافي لعلاج إعاقة حركية الفقرات العنقية العليا وإرخاء العضلات المشدودة.

 

وأكدت أخصائية العلاج الطبيعي على أهمية دعم حركة الطفل الذاتية أثناء الخضوع للعلاج؛ لأنها تتمتع بتأثير إيجابي على علاج التشوه، مشيرة إلى أن المعالج الطبيعي يقوم أيضاً بتعليم الآباء كيفية التعامل السليم مع طفلهم المصاب بهذا التشوه، كأن يعلمهم مثلاً بعض الطرق التحفيزية لدعم حركة الطفل الذاتية عند تغيير الحفاضات له أو عند تغيير ملابسه أو إطعامه أو حمله.

 

فعلى سبيل المثال توجد العديد من الإمكانات المختلفة لحمل الطفل بشكل يُحفزه على تحريك رأسه والقيام ببعض الأنشطة الحركية الداعمة لمسار العلاج. وأشارت ريبشليغر إلى أنه يُمكن أيضاً حمل الطفل من الأرض على نحو يُحفزه على الحركة، كأن لا يقف الأب أو الأم أمامه مباشرةً ولكن يبتعدوا عنه قليلاً كي يُحفزوه على التحرك باتجاههم.

 

وأردفت أخصائية العلاج الطبيعي بقولها :"يُعد تحفيز الطفل على الحركة أثناء نومه على بطنه أفضل وسيلة يُمكن للآباء من خلالها دعم عملية التصحيح الذاتي لتشوه شكل الرأس، حيث يسهم ذلك في تنشيط عضلات مؤخرة العنق وجذع الجسم لديه".

 

وشددت ريبشليغر أيضاً على ضرورة أن يتبع الآباء قاعدة أساسية مع طفلهم وهي أن ينام دائماً على رأسه ويلعب وهو في وضعية النوم على بطنه، محذرةً من النوم على الظهر بصورة مستمرة؛ حيث يُمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابة الطفل بتسطح الرأس من الخلف.

 

وأردفت أخصائية العلاج الطبيعي أنه في حالات التشوه الشديدة فقط يُمكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاج بالخوذة المنسقة لشكل الرأس، التي يرتديها الطفل الرضيع لمدة 23 ساعة يومياً على مدار عدة شهور وتعمل على تعديل شكل الجمجمة أثناء نموها.