بحسب اللجنة القومية للرضاعة في برلين

الرضاعة الطبيعية.. فوائد صحية ونفسية

 (د ب أ) - تتمتع الرضاعة الطبيعية بأهمية كبيرة بالنسبة للطفل، لذا تنصح اللجنة القومية للرضاعة بالعاصمة الألمانية برلين الأمهات بالإسراع قدر الإمكان في إرضاع الطفل بعد ولادته مباشرةً، محذرة من تقديم أية أطعمة أخرى إلى أطفالهن إلى جانب الرضاعة خلال الستة أشهر الأولى من عمرهم.

 

وأوضح البروفيسور كلاوس فيتر من الجمعية الألمانية لأمراض النساء والولادة والمتحدث باسم اللجنة القومية للرضاعة،: "لا يُعد لبن الأم مجرد وسيلة غذائية لإطعام الطفل فحسب، إنما يعمل هذا اللبن أيضاً على نقل العناصر الوقائية من جسم الأم إلى طفلها". لذا يُمكن للأطفال، الذين يرضعون طبيعياً من أمهاتهم، التصدي للجراثيم المهاجمة لأجسادهم على نحو أفضل من غيرهم، كما ينخفض لديهم خطر الإصابة بالحساسية؛ نظراً لقلة المواد الغريبة التي تصل إلى أجسامهم.

 وأردف الطبيب الألماني: "من المعروف أن الرضاعة الطبيعية تتمتع بفائدة كبيرة في وقاية الطفل خلال هذه المرحلة، لكن لا يعني ذلك أنه لا يُمكن أن يُصاب الأطفال، الذين تلقوا رضاعة طبيعية، بالحساسية بعد ذلك طوال حياتهم". وأردف فيتر أن نفس الأمر يسري على زيادة الوزن؛ حيث ينخفض خطر البدانة لدى الأطفال الذين يرضعون طبيعياً عن غيرهم، لكن لا يعني ذلك عدم اكتساب الطفل كيلوغرامات زائدة في المستقبل.

 وتتمتع الرضاعة الطبيعية بأهمية كبيرة أيضاً في كوّنها تدعم العلاقة بين الأم وطفلها، وتوجد العديد من الأسباب الأخرى التي تُؤكد على أهمية لبن الأم، من بينها مثلاً أن تكوينه ودرجة حرارته يتناسبان مع الطفل، فضلاً عن أنه متاح دائماً له.

 

مشاكل وحلول

أما إذا واجهت الأم مشكلة مع الرضاعة الطبيعية كعدم نزول لبن من ثدييها مثلاً، فتنصحها أليس زيملر، عضو الرابطة الألمانية للقابلات بولاية شمال الراين وستفاليا، بضرورة استشارة الطبيب المختص بأقصى سرعة ممكنة، لافتةً إلى أن أول ثلاثة إلى خمسة أيام بعد الولادة تتمتع بتأثير كبير على نجاح عملية الرضاعة برمتها بعد ذلك. لذا فإذا تعلمت الأم في البداية كيفية إرضاع طفلها على نحو سليم، سيسهل عليها بعد ذلك عملية الرضاعة دائماً.

 أما إذا لم تتم عملية الرضاعة ولم يتسنى للطفل الحصول على اللبن، فقد يرجع ذلك إلى عدة أسباب، من بينها مثلاً أن تكون وضعية الطفل غير صحيحة أثناء الرضاعة، لذا أوصت زيملر الأم بأن تحاول وضع طفلها على صدرها بصورة سليمة قدر الإمكان، لافتةً إلى وجود بعض الأسباب التشريحية التي تؤدي إلى عدم إتمام عملية الرضاعة ونزول اللبن إلى الطفل.

 وأشارت زيملر إلى أن جميع الأشياء، التي تُساعد على هدوء الأم واسترخاءها، عادةً ما تحفز عملية سريان اللبن داخل ثدييها. وينطبق هذا الأمر على ملامسة الأم لجسم طفلها؛ حيث يعمل احتضان الأم لطفلها على خلق جو من الاسترخاء، مما يُسهم بطبيعة الحال في تدفق اللبن. لذا أوصت القابلة الألمانية الأمهات باحتضان طفلهن أثناء إرضاعه والاستجابة دائماً لأبسط مؤشرات الجوع التي تظهر لديه. بينما حذرت زيملر من وقوع الأم تحت أي ضغط عصبي؛ لأنه يضر بعملية الرضاعة بأكملها.

 

معتقدات خاطئة

أوضحت الرابطة الألمانية لخبراء الرضاعة بمدينة لاتسين أنه لا يوجد نظام غذائي معيّن للأمهات المرضعات، لافتةً إلى أن الاعتقاد في إصابة الرضيع بآلام في البطن، إذا ما تناولت أمه شيئاً خاطئاً، ليس له أساس من الصحة. كما أن محاولة الأم لرفع كمية اللبن في ثدييها من خلال الإكثار من تناول منتجات الأبان كالزبادي أو اللبن المخثر يُعد معتقداً خاطئاً أيضاً؛ حيث أشارت الرابطة الألمانية إلى أن كمية اللبن في ثدي الأم تتحدد في المقام الأول بناءً على معدل الرضاعة.