أخصائي علم نفس تغذية

الحمية الغذائية الناجحة أسلوب حياة

(د ب أ) - يحاول الكثير من الأشخاص إنقاص أوزانهم من خلال إتباع أنظمة الحمية الغذائية. وعلى الرغم من أنهم غالباً ما ينجحون في تحقيق نتائج جيدة، إلا أنهم لا يستطيعون الثبات على أوزانهم بعد ذلك وسرعان ما يستعيدون أوزانهم السابقة.

 

وأوضح أخصائي علم نفس التغذية توماس إلروت من جامعة غوتنغن الألمانية، أن السبب الرئيسي لفشل أنظمة الحمية الغذائية يكمن في أن أغلب الأشخاص يعودون إلى عاداتهم الغذائية القديمة بعد الانتهاء من نظام الحمية.

 

ولا تقتصر المشاكل التي يواجهها الراغبون في إنقاص وزنهم على ذلك فحسب، إنما تواجههم أيضاً العديد من المشاكل خلال إتباع أنظمة الحمية الغذائية. وأكد إلروت أنه يمكن التغلب على هذه المشاكل من خلال بعض السُبل البسيطة، أهمها أن يقوم الإنسان بتحديد نظام غذائي يتناسب معه من البداية.

 

وكي يتسنى للراغبين في إنقاص أوزانهم تحقيق ذلك، ينصح إلروت بضرورة تحديد المدة التي يرغبون خلالها إنقاص أوزانهم وكذلك عدد الكيلوغرامات التي يرغبون فقدانها بشكل دقيق، موضحاً :"يحتاج الإنسان لتحديد هدف واقعي في هذا الوقت، مع العلم بأن استشارة طبيب مختص أو أخصائي تغذية يُمكن أن تُساعد في ذلك".

 

وأكدّ الطبيب الألماني أيضاً على أهمية تحديد طقوس غذائية معيّنة والالتزام بها حتى بعد الانتهاء من نظام الحمية الغذائية، كالتعوّد مثلاً على تناول وجبة الإفطار بانتظام؛ حيث يعمل ذلك على إشباع الإنسان لفترات طويلة ويحميه من تناول أطعمة بينية بشكل متكرر.

 

وأضاف إلروت :"يتعرض الأشخاص، الذين يكثرون من تناول الأطعمة البينية، لخطر زيادة الوزن بشكل كبير"، لافتاً إلى أن المواظبة على قياس الوزن يُمكن أن يُساعد الأشخاص الراغبين في إنقاص أوزانهم أثناء إتباع أنظمة الحمية الغذائية وبعدها أيضاً.

 

ممارسة الرياضة

وأوصى أخصائي علم نفس التغذية بأنه يُفضل ألا يقتصر الراغبون في إنقاص أوزانهم على إتباع أنظمة الحمية الغذائية فحسب، إنما يجب عليهم ممارسة بعض الأنشطة الحركية معها، موضحاً بعض الحيل البسيطة، التي تُساعد على الالتزام بذلك كتحديد موعد ثابت لممارسة الرياضة مع الأصدقاء مثلاً أو تحضير الحقيبة الرياضية قبل يوم التمرين. فبذلك يُمكن للإنسان تحفيز نفسه على ممارسة الرياضة والمواظبة عليها.

 

ونظراً للدور الهام الذي تلعبه الأطعمة في نجاح نظام الحمية الغذائية، أوصى الطبيب الألماني الأشخاص الراغبين في إنقاص أوزانهم بضرورة الابتعاد عن شراء العبوات كبيرة الحجم أثناء التسوق؛ فصحيح أنه غالباً ما تتمتع هذه العبوات بأسعار زهيدة بالنسبة لحجمها، إلا أنها تدفع الإنسان لتناول كميات أكبر من الطعام.

 

وأكدّ إلروت على ضرورة الاهتمام بمحتوى العبوة أكثر من الاهتمام بحجمها؛ حيث عادةً ما يرتفع سعر الأطعمة الصحية عن غيرها، لافتاً إلى أن كونها صحية لا يعني مطلقاً أنها لا تتمتع بمذاق شهي. ويضرب إلروت مثالاً على ذلك بقوله :"يرتفع سعر الأطعمة الطازجة مثلاً عن نظيرتها المُعالجة صناعياً".

 

ومن ناحية أخرى أكدّ الطبيب الألماني أن أهم ما يتوجب على الراغبين في إنقاص أوزانهم إتباعه هو الابتعاد عن أنظمة الحمية الغذائية الصارمة، التي يتم خلالها إقصاء نوعيات معينة من الطعام كالحلويات مثلاً.

 

وأردف الطبيب الألماني :"لا تُثمر هذه النوعية من الأنظمة الغذائية عن أي جدوى ولا يُمكن الوصول إلى الهدف المنشود من خلالها"؛ لأنه إذا سمح الإنسان لنفسه خلالها بتناول أي صنف من الأطعمة الممنوعة بشكل استثنائي كالشوكولاتة مثلاً، فإنه سرعان ما يفقد السيطرة على نفسه ويشرع في تناول هذا الصنف بشراهة شديدة؛ ومن ثمّ لن يكتفي وقتها بتناول مكعب واحد من الشوكولاتة، إنما يتناول القضيب بأكمله، مبرراً ذلك بأنه قد أخل بالفعل بالنظام الغذائي؛ ومن ثمّ لن تمثل الكمية التي يتناولها من الأطعمة الممنوعة فارقاً.

 

أسلوب حياة

لذا أكدّ إلروت على ضرورة ألا يضع الأشخاص الراغبون في إنقاص أوزانهم حدوداً صارمة عند إتباع أنظمة الحمية الغذائية وألا يمنعوا أنفسهم عن تناول الحلويات وغيرها من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية المحببة إلى قلوبهم، إنما يُفضل أن يتناولونها بشكل معتدل.

 

وبشكل عام أكدّ العالم الألماني على أهمية ألا يتم النظر لنظام الحمية الغذائية على أنه إجراء استثنائي مرتبط بفترة زمنية محددة، إنما يُفضل اعتباره بداية لتغيير أسلوب الحياة للإنسان بشكل عام. وشدد إلروت على ضرورة الاستمرار في ممارسة الرياضة في مواعيد منتظمة والحرص على تناول الأطعمة الصحية وتناول الأطعمة الأخرى باعتدال بعد الانتهاء من نظام الحمية الغذائية.