الجمعية الألمانية لطب حساسية الأطفال والطب البيئي

الحمية الغذائية قد تضر الأطفال المصابين بالتهاب الجلد العصبي

(د ب أ) - حذرت الجمعية الألمانية لطب حساسية الأطفال والطب البيئي الآباء من إخضاع طفلهم المصاب بالتهاب الجلد العصبي لحمية غذائية من تلقاء أنفسهم؛ لأن إقصاء أطعمة معينة من النظام الغذائي للطفل من دون استشارة طبيب مختص يعرضه لخطر الإصابة بنقص التغذية.

 

وأوضحت الجمعية، التي تتخذ من مدينة آخن مقراً لها، أنه غالباً ما يُرجع الآباء إصابة طفلهم بالتهاب الجلد العصبي وما ينتج عنه من استجابات تحسسية إلى نوعيات معيّنة من الأطعمة، ما يدفعهم لإقصائها من النظام الغذائي للطفل، مشيرةً إلى أنه لم يتم التحقق من وجود هذه العلاقة بين الإصابة بالتهاب الجلد العصبي وبين الأطعمة سوى في نصف حالات الإصابة به فحسب.

 

لذا أوصت الجمعية الألمانية الآباء بعرض طفلهم على طبيب مختص للتحقق جيداً من نوعية الأطعمة المسببة في إصابته بالحساسية. وأضافت الجمعية :"يُعاني الأطفال المصابين بالتهاب الجلد العصبي – نتيجة طبيعة مرضهم - من تراجع القدرة على الاستمتاع بالحياة بشكل كبير، ويُسهم إجبارهم على إتباع نظام حمية غذائي في زيادة هذا الأمر".

 

ومن ناحية أخرى أكدت الجمعية الألمانية أنه يُمكن في وقتنا الحالي تحديد نوعية الحساسية المصاب بها الطفل بمنتهى السهولة من خلال تشخيص الحالة من قبل طبيب متخصص، مع العلم بأنه يُمكن إجراء تحاليل لعينة الدم واختبارات الجلد في جميع المراحل العمرية.

 

وحتى إذا كانت نتيجة هذه التحاليل غير واضحة، فيُمكن إجراء ما يُسمى بـ (اختبار التحسس الفموي). وعلى الرغم من أنه نادراً ما يتم إثبات الإصابة بحساسية تجاه بعض المواد الغذائية في هذا التحليل، "إلا أن استبعاد إصابة الطفل بحساسية تجاه بعض المواد الغذائية يُمكن أن يعود بالفائدة على الطفل تتمثل في تجنبه الخضوع لأنظمة حمية غذائية بلا داع".

 

وبشكل عام أكدت الجمعية الألمانية على ضرورة أن يعتمد تشخيص الحساسية وعلاجها لدى الأطفال المصابين بالتهاب الجلد العصبي على شدة المرض، موضحةً :"إذا اضطر الآباء لإقصاء أحد الأطعمة من النظام الغذائي لطفلهم؛ لأنه ثبت أنها تتسبب في حدوث استجابات تحسسية له، ينبغي حينئذٍ إجراء فحص للطفل بصورة دورية للتحقق مما إذا كانت حساسيته تجاه هذا النوع من الطعام لا زالت موجودة أم لا؛ حيث تزداد فرص الأطفال الصغار المصابين بحساسية تجاه حليب الأبقار أو البيض مثلاً في الشفاء عند بلوغهم المرحلة العمرية للالتحاق بالمدرسة".