تحتل مكانة متقدمة في الأسواق العالمية

(بوش) تنظر إلى دبي باعتبارها بوابتها الإقليمية إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

منذ تأسيس ورشة الصيانة الأولى في مدينة شتوتغارت بألمانيا، تطورت شركة (بوش) بشكل مضطرد نحو العالمية. فدوماً شكل كل من المستوى العالي للإبداع والجودة العالية المفتاح الرئيسي لنجاح منتجات (بوش). ويبدو أن هذه المزايا هي ما منح مؤسس الشركة (روبرت بوش) موطئ قدم في الأسواق العالمية مع نهاية القرن التاسع عشر. أما اليوم، فتمارس (بوش) أعمالها من خلال مئات الفروع والشركات الإقليمية في عشرات الدول. وتتواجد الشركة في منطقة الخليج منذ عشرات السنين عن طريق وكلائها وممثليها. كما تعمل في دبي منذ عشر سنين، حيث افتتحت في عام 2001 أول مكتب لها في المنطقة كفرع مسؤول عن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وقامت بتوسعته لاحقاً ليتحول إلى مكتب إقليمي يغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتعكس مشاركة (بوش) في معرض )أوتوميكانيكا الشرق الأوسط(، الذي جرت فعالياته في مركز دبي التجاري العالمي بين 7 و9 يونيو الجاري، مدى اهتمام الشركة بدولة الإمارات العربية المتحدة ومدينة دبي وسعيها إلى تطوير أعمالها ونشاطاتها في المنطقة.


مكانة متقدمة في الأسواق العالمية

من خلال 350 فرعاً وشركة إقليمية تتوزع في 60 دولة تمارس (بوش) أعمالها، وتوظف أكثر من 285000 موظفاً في العالم. كما تمتد شبكة من الشركاء وشركات البيع التابعة لها عبر 150 دولة في العالم. وبحسب غوركان كاراكاس، نائب الرئيس الأعلى لإدارة التسويق والمبيعات بشركة (بوش أوتوموتيف أفترماركت) فإن هذا "سيضمن تواجد منتجات وخدمات (بوش) في الأسواق النامية المهمة في المستقبل".

ويقول كاراكاس: "مما لاشك فيه أن نجاح (روبرت بوش) انطلق من إدراكه لأهمية التفرع من مدينة شتوتغارت بألمانيا وإقامة فروع عالمية. فقد رأى سريعاً فوائد الترويج لمنتجاته في العالم، حيث بدأت (بوش) آنذاك بإنتاج العديد من الابتكارات استجابة للنمو الهائل في قطاع السيارات، كما بدأت بتنمية شبكة تطوير وتصنيع وبيع عالمية. وعززت عمليات الإنتاج المحلية في الأسواق الرئيسية في كل من أوروبا وأمريكا وآسيا مكانة الشركة التنافسية وأسست في الوقت عينه لنجاح طويل الأمد".

وبينما يتحدث كاراكاس حول اكتساب الشركة على مدى العقود الماضية مكانة متقدمة في الأسواق العالمية، نظراً لمنتجاتها وخدماتها الرائدة، فإنه يشير إلى تحقيق (مجموعة بوش)، خلال السنة المالية 2010، مبيعات بلغت قيمتها 47.3 مليار يورو في مجالات خدمات السيارات والتقنيات الصناعية، والمنتجات الاستهلاكية، وتقنيات البناء.


دبي.. بوابة إلى الشرق الأوسط وأفريقيا

وفيما يتعلق بتواجد (بوش) في دول مجلس التعاون الخيجي، فيذكر غيدو غرينغ، نائب الرئيس في (أوتوموتيف أفترماركت الشرق الأوسط وأفريقيا) أنها تتواجد في المنطقة منذ أكثر من 50 سنة عن طريق وكلائها وممثليها. لافتاً إلى أن الشركة تعمل في دبي منذ عشر سنين، حيث افتتحت عام 2001 أول مكتب لها في المنطقة كفرع مسؤول عن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.

ويرى غرينغ أن قيام الشركة بتوسعة مكتب دبي في عام 2008 ليتحول إلى مكتب إقليمي متكامل الأطياف يغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع أكثر من 70 موظفاً، يعكس مدى اهتمام (بوش) بتطوير عملها ونشاطاتها في المنطقة، لاسيما مع ما تمثله دبي من أهمية كمحور للأعمال التجارية وبوابة إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويقول غرينغ: " إن الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية المتطورة هما من النقاط المهمة التي تجذب الشركات الكبرى، وهذا ما تتميز به دبي". ويضيف: "باعتبار دبي مدينة عالمية تضم العديد من الجنسيات والخبرات المهنية والكفاءات العالية المؤهلة بشكل جيد، فإن عملية إيجاد الموظف المناسب والكفؤ تصبح مسألة سهلة. كما تعد المدينة موقعاً للأعمال التجارية والمعارض التي تتيح فرصة لتبادل الخبرات والتواصل مع العملاء وبناء شبكة ممتازة من العلاقات، وفي نفس الوقت، تعد أيضاً نقطة انطلاق مثالية إلى الأسواق الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا".


خدمات التشخيص التقني وقطع الغيار

وإلى جانب اتخاذ الشركة من دبي مقراً لمكتبها الإقليمي، فإنها تحرص أيضاً على التواجد في الأحداث والمعارض المهمة في المدينة، حيث غطى جناح شركة (بوش أوتوموتيف أفترماركت) في معرض )أوتوميكانيكا الشرق الأوسط( في مركز دبي التجاري العالمي، مساحة 136 قدماً مربعاً، تم استخدامها لعرض وإبراز حوالي 15 منتجاً جديداً وقائماً، فضلاً عن موضوعات في مجالات التشخيص التقني وخدمات قطع الغيار.

وحملت الشركة خلال المعرض شعار "الشريك لمستقبل ورشة الصيانة"، الذي يعكس حضور الشركة العالمي كمزود رائد في مجال التكنولوجيا والخدمات، بحسب كاراكاس. ولكن إلى أي درجة تعتبر الشركة قادرة على القيام بهكذا درو؟

يجيب كاراكاس: "باختصار، تعد (بوش أوتوموتيف أفترماركت) مؤهلة جداً لحمل هذا الشعار، فهي تعتبر المزود الوحيد لخدمات التشخيص التقني وقطع الغيار".

كما يشير إلى أن (بوش) استفادت من فرصة مشاركتها في معرض (أتوميكانيكا الشرق الأوسط 2011) لتقديم برامجها الجديدة لصيانة وتصليح المركبات التجارية. لافتاً إلى أن جناح الشركة اشتمل على منتجات جديدة تُعرض لأول مرة.

من جهته، يوضح غرينغ أن (بوش) تركز في العام 2011 على ورشات خدمات العملاء، ويقول: "جاءت الشركة بخبراتها المتقدمة في مجال صيانة السيارات إلى المعرض كي يتمكن العملاء من تعلم كيفية تصليح أي سيارة مهما كانت معقدة في بنائها. وقدمنا لزوار المعرض عروضاً حية لعمليات تشخيص تقنية وعروض خدمات قطع الغيار من (بوش)، ومن الأمثلة على ذلك عرض استخدام فاحص (بوش كيه تي إس) لتشخيص أعطال المركبات".

ويضيف غرينغ: "لقد أتحنا لزوار جناح (بوش) فرصة مشاهدة عرض تفاعلي يتمحور حول كيفية قيام المعدات والبرامج التقنية الصحيحة بسبر أغوار مشكلة ما وحلها، مدعومة بخبرات (بوش) الشاملة. كما استعرضنا خلال مشاركتنا مجموعة منتجات كاملة من معدات ورش الصيانة بما في ذلك معدات ميزان المركبات وخدمات العجلات الشاملة". منوهاً إلى أن (بوش) استعرضت لأول مرة في أوتوميكانيكا 2011 عدداً من مفاهيم ورش عملها، ومنها خدمات بوش (بوش كار سيرفيس) للمركبات الفردية والتجارية، علماً أنه قد تم إدخال بعض المزايا عليها بحيث تناسب منطقة الشرق الأوسط.

وبرفقة مازن غانم، مدير التسويق والاتصالات في (أوتوموتيف أفترماركت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، قمنا بزيارة جناح الشركة واطلعنا على عرض لعلامات تجارية لـ(بوش) خاصة بخدمات ما بعد البيع وخدمات ورش صيانة السيارات، يتم تقديمها لأول مرة في معرض أتوميكانيكا. يضاف إلى ذلك مجموعة من منتجات (بيسبارث) المختصة بمحاور العجلات ومنتجات أخرى جديدة منها ميزان العجلات ومبدل الإطارات.


منتجات متطورة وأبحاث مستمرة

وخلال المعرض قامت الشركة بإلقاء الضوء على فاحص بوش الجديد (كيه تي إس تراك) و(كيه تي إس تراك 800)، والذي يستخدم في عمليات الاختبار والتشخيص. فقد تم تطوير كل من أداة تشخيص أعطال وحدة التحكم (كيه تي إس تراك) ومجموعة برمجيات (إيزيترونيك تراك) المرافقة لها بشكل خاص لتلبية احتياجات ورشات صيانة المركبات التجارية ولاستكمال محفظة (بوش) الشاملة من قطع الغيار وتقنيات الاختبار الخاصة بمركبات الشحن المغلقة وشاحنات الحمولات الكبيرة والحافلات والشاحنات القاطرة. وأنتجت الشركة نسختين من أجهزة اختبار وتشخيص أعطال وحدة التحكم الخاصة بالمركبات التجارية هما نموذج (كيه تي إس) للاستخدام عن طريق الحاسب الشخصي أو المحمول وهو قيد الاستخدام في الورشات حالياً، وحلول (كيه تي إس 800 تراك) الشاملة مع وحدة التحكم بالتشخيص (DCU)، وهي لوحة حاسوبية فعالة قامت (بوش) بتطويرها مؤخراً.

وشهد المعرض أيضاً للمرة الأولى استعراض لوحة (إي بي إس 200) لاختبار الديزل والمعدة لتشخيص أداء الحاقنات ومضخات الحقن ذات المسرى المشترك التي تنتجها شركة (بوش) وغيرها من الشركات المصنعة. ومن الممكن أن يتم إجراء تقييم للضمانات الخاصة بمكونات أجهزة شركة (بوش). ويساهم نظام التبريد المدمج ومقياس كمية الحقن الإلكتروني ونظام التشخيص الذاتي الشامل في مساعدة الورشات على العمل بسهولة واحترافية وكفاءة عالية، حيث تشكل هذه الأدوات طريقة مبسطة للبدء في اختبار الحاقنات ذات المسرى المشترك باستخدام تقنية (بييزو).

وبينما يفتخر كاراكاس بمنتجات (بوش) المتطورة وكفاءتها، فإنه يؤكد على سعي الشركة في المستقبل إلى الحفاظ على تركيزها على الابتكار واضعة بذلك الأساس للمزيد من التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، يقول: "تقوم الشركة سنوياً بتقديم أكثر من 3800 طلب براءة اختراع، كما تستثمر حوالي 3.8 مليار يورو في أعمال البحث والتطوير". والجدير بالذكر هنا أن (بوش) تعد واحدة من المصنعين الرواد في العالم لنظام المكابح الواقية (إيه بي إس)، وبرنامج الثبات الإلكتروني (إي إس بي).


ابتكارات للحياة واستثمارات هائلة

وتعتبر ( بوش) أيضاً واحدة من أكبر المزودين لمعدات الطاقة، وتقنيات التدفئة، والتجهيزات المنزلية، ونظم الأمان. كما يملك قطاع التكنولوجيا الصناعية فيها أفضل الخبرات في تقنيات القيادة والتحكم، إلى جانب وحدات تقنيات التعبئة والتغليف والطاقة الشمسية.

وبحسب كاراكاس، فإن الشركة تحرص في ظل مبادئها الاستراتيجية على أن تكون منتجاتها الصادرة عن قطاعاتها الثلاثة: تكنولوجيا السيارات، والتكنولوجيا الصناعية، والمنتجات الاستهلاكية وتكنولوجيا البناء، بمثابة تكنولوجيا مبتكرة للحياة.

ويوضح كاراكاس أن (بوش) "تسعى دوماً إلى الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة ووسائل التنقل الكهربائية، مع الأخذ بالاعتبار الفائدة على المدى البعيد. ووفقاً لذلك، فإن حوالي 45% من ميزانية الأبحاث والتطوير السنوية تخصص للمنتجات التي توفر في الطاقة والموارد الطبيعية".

ويضيف: "في الوقت نفسه، تطور الشركة منذ عقود من الزمن ابتكارات متعددة، يوفر الاستخدام اليومي لها كميات كبيرة من الطاقة على الصعيد العالمي، ابتداءاً من محركات السيارات إلى التجهيزات المنزلية ومعدات التدفئة والتبريد وتكييف الهواء".

كما يشير إلى أن "نشاطات بوش العالمية في مجالات تكنولوجية رائدة تضمن حفاظ المجموعة على موقعها التنافسي في الأعوام القادمة". وفي ظل التغيرات المناخية والطاقات المتجددة والتغيرات السكانية ووسائل النقل وتقارب وسائل الاتصالات مدعومة بالإنترنت، يرى كاراكاس أن "(بوش) تقوم برسم قوتها الإبداعية وحضورها الدولي بشكل يضمن الاستجابة للتحديات البيئية وتحديات دعم المشاريع الجديدة التي تفرضها هذه التيارات".

ويبدو أن تلك العوامل هي ما يجعل الشركة تركز جهودها على تطوير التقنيات التي تحافظ على البيئة والاستفادة من الفرص التي توفرها تلك التقنيات للحصول على تنمية مستدامة في عدد من المجالات، منها السيارات الكهربائية، ومضخات الحرارة الخاصة بتقنيات البناء، والطاقة المتجددة المستمدة من الشمس والرياح. وفي هذا المجال، يقول كاراكاس: "لا تزال المبادئ الرئيسية التي عمل بها مؤسس الشركة (روبرت بوش) والتي تتلخص في المصداقية والفعالية والدقة، الأساس الذي يشكل اليوم ثقافة الشركة المؤسساتية واستراتيجية أعمالها. وانطلاقاً من روح مؤسسها، تستمر (مجموعة بوش) اليوم بالالتزام بمسؤولياتها الاجتماعية والبيئية".