كما بدا جلياً خلال معرض كولونيا الدولي للأثاث
الأزرق والأخضر .. صراع شرس على قمة الألوان
(د ب أ) - يشهد عالم الأثاث والديكورات الداخلية حالياً صراعاً شرساً بين الألوان الطبيعية وفي مقدمتها الأزرق المستوحى من السماء والبحر والأخضر المستوحى من الحقول والمروج الزاهرة، على قمة الألوان خلال عام 2013، وهو ما ظهر بوضوح خلال فعاليات معرض كولونيا الدولي للأثاث "IMM Cologne" الذي احتضنته المدينة الألمانية مؤخراً.
وأوضحت أورسولا غايسمان، من رابطة صناعة الأثاث الألمانية بمدينة باد هونيف، :"دائماً ما تشتمل باقة العروض على الكثير من الألوان، لكن التركيز ينصب حالياً على اللون الأزرق، الذي يضفي على المنزل طابع الرحابة واتساع الأفق الذي يتسم به كل من البحر والسماء، فضلاً عن تأثيره الذي يشع وقاراً وفخامة".
وتنصح الخبيرة الألمانية بتنسيق اللون الأزرق في المنزل مع الألوان الأخرى مثل البني والبيج، وبالنسبة للأشخاص الأكثر جرأة والمولعين بالموضة، فيمكنهم تنسيق الأزرق مع اللون البرتقالي.
ويرى الخبراء ومصممو الديكورات الداخلية أن الاتجاه نحو اللون الأزرق لا يعني أن تكتسي غرفة المعيشة بالكامل باللون الأزرق، لكن يؤكد الخبراء على ضرورة أن تزدان بعض قطع الأثاث باللون الأزرق، كي تكون ملفتة للأنظار.
وأشارت غايسمان إلى أن العديد من الشركات، مثل تيكا وماشالكيه للمفروشات، قدمت مجموعة متنوعة من الأرائك باللون الأزرق الزاهي. كما قدمت المصممة ستيلا لونارا بشركة سيفا وشركة مطابخ باليرينا بعض أدوات وتجهيزات المطابخ باللون الأزرق. وتنصح الخبيرة الألمانية بوضع هذه التجهيزات أمام حائط باللون الأبيض المحايد. ويظهر هذا الاتجاه أيضاً من خلال وضع بعض قطع الديكور المفردة، حيث يمكن مثلاً وضع بعض الوسادات الزرقاء على الأريكة.
دور ثانوي
وعلى الجانب الآخر يعتقد بعض الخبراء أن ظهور بعض قطع الأثاث أو عناصر ديكور معينة في المنزل باللون الأزرق لا يجعل من هذا اللون اتجاهاً للموضة خلال هذا العام. وأوضح البروفيسور أكسل فين، المتخصص في تصميم الألوان واتجاهات الموضة بجامعة العلوم التطبيقة والفنون بمدينة هيلدسهايم الألمانية، قائلاً :"على الرغم من ظهور اللون الأزرق ضمن باقة العروض والموديلات الجديدة، إلا أنه يلعب دوراً ثانوياً فقط". وأضاف الخبير الألماني :"اتجاه الموضة السائد يميل نحو اللون الأخضر".
وهذا ما تجلى بوضوح خلال الدورة الماضية لمعرض كولونيا الدولي للأثاث، حيث ظهر اللون الأخضر تقريباً في كل أروقة المعرض التي تقدم أفكارا للتجهيزات الملونة، حيث شهد جناح شركة ليغنا روست كشف النقاب عن أريكة خضراء مع وسادات باللون الرمادي، أما شركة ريشارد لامبيرت فقد قدمت مقعداً مجهزاً بفرش مورق باللون الأخضر. كما عرضت شركة بورو قطعة أثاث "بوفيه" مزينة باللون الأصفر والأخضر، وظهرت بعض المقاعد باللون الأخضر الداكن في جناح شركة موتو.
وأوضحت غايسمان أن ظهور اللون الأخضر في عالم الأثاث والديكورات الداخلية يرجع إلى ثلاث أو أربع سنوات بسبب ظهور فكرة الاستدامة، التي شاعت في موضة الأثاث وأصبحت مألوفة حالياً. ويضم هذا الاتجاه جميع الدرجات اللونية بدءاً من الأخضر الداكن إلى الأخضر الليموني. كما ظهر لون الأخضر النيون حالياً باعتباره أحد الصيحات الجديدة في غرف المعيشة.
وأشارت الخبيرة الألمانية إلى أن علماء النفس يؤكدون على أن الألوان عندما تكون زاهية للغاية، فإن ذلك يدل على زيادة المستوى الاقتصادي وتحسن الحالة المزاجية للشخص، وينعكس هذا الإحساس بالحياة من خلال اللون الأخضر النيون.
وأكد البروفيسور أكسل فين على أن اللون الأخضر يعتبر من الألوان الرائعة عندما ينتشر داخل المنزل وخارجه، ويشعر المرء معه بارتياح شديد، لذلك من الرائع حقاً أن ينتشر اللون الأخضر بداخل المنازل. وينصح الخبير الألماني بتنسيق اللون الأخضر مع درجات اللون البيج المطفأ أو درجات اللون الذهبي. علاوة على أنه يمكن توليف اللون الأخضر مع درجة الكونياك الداكن أو طلاء الخلفيات باللون الأرجواني القوي، وفي هذه الحالة سيصبح اللون الأخضر محطاً للأنظار.
صراع بلا نهاية
ومن الواضح أن صراع الأزرق والأخضر لتربع على عرش الموضة خلال عام 2013 لن يحسم لأي من اللونين؛ لأن هناك العديد من الشركات تعتمد على اللونين في تصاميمها لتحول المنزل إلى واحة طبيعية، حيث تقوم شركة كابو دي أوبرا مثلاً بتعليق كونسولات باللون الأزرق والأخضر بجانب بعضها البعض على الحائط.
وتزخر باقة العروض المقدمة من شركة المفروشات سوليل بلو بالعديد من الموديلات التي تمزج بين اللونين بشكل رائع. وشهد جناح شركة سوفا بمعرض كولونيا الدولي للأثاث تسليط الأضواء على أريكة مجهزة بفرش يحمل تصميمات باللونين الأزرق والأخضر.
