تأثيرها ينعكس على المكان ونفسية الإنسان

أثاث 2013 .. خطوط منحنية وألوان مبهجة

(د ب أ) - يشهد عالم الأثاث والديكورات الداخلية كل عام ظهور العديد من اتجاهات الموضة الحديثة والأفكار المبتكرة، وهو ما يمكن مشاهدته بوضوح داخل أروقة معرض الأثاث الدولي "IMM" الذي تحضتنه مدينة كولونيا الألمانية حتى 20 كانون ثان/يناير 2013. وتتمثل أبرز اتجاهات المعرض هذا العام في التصاميم ذات الحواف المستديرة والخطوط المنحنية والمصنوعة من الأخشاب والخامات الطبيعية الأخرى، بالإضافة إلى قطع الأثاث التي يتم تصنيعها بطريقة مستدامة.

 

وأوضح ماركوس ماجيروس من معرض كولونيا للأثاث أن الاتجاه نحو التصاميم المستديرة والمنحنية يرجع إلى الأزمة الاقتصادية الراهنة، قائلاً :"عندما يشعر الإنسان بالقلق فإن اتجاهات مثل «التقوقع» «Cocooning» أو «راحة البيت» «Homing» تحظى بإقبال كبير من الجمهور"، وهذا يعني أن المرء يتقوقع بداخل المنزل مثل اليرقات بداخل الشرنقة، بالتالي فإنه يميل إلى الأثاث الوثير والمريح، والتصاميم التي تبدو بشكل طبيعي قدر الإمكان.

 

وتلتقط غابرييلا كايزر، محللة اتجاهات الموضة بمدينة فايسدورف الألمانية، طرف الحديث وتقول :"لا يرغب المرء في أن يعيش في ظل أجواء باردة، لكن أصبح يحب الإقامة في الأماكن الوثيرة والمريحة، لذلك فإن عامل الراحة يعتبر من الأمور الحاسمة في شراء قطع الأثاث. وفي السابق كان المظهر الجميل هو العامل المهم في عملية الشراء، أما الآن فإن الاهتمام ينصب على ضرورة أن تكون قطع الأثاث جميلة المظهر، وفي نفس الوقت تكون عملية للغاية، أي أن المرء أصبح يهتم بالجانبين على حد سواء".

 

خطوط منحنية

وقد مرت الآن عدة سنوات على الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث عاد المرء إلى التصاميم الطبيعية خلال العام الماضي، كما ظهر اتجاه يحمل طابع المعايشة في العام قبل الماضي، أما الآن فينبغي أن يظهر اتجاه جديد ليعبر عن هذه الأوقات العصيبة التي يعيشها الإنسان حالياً، ومن هنا ظهر الاتجاه نحو الخطوط المنحنية التي تطغى على عالم الأثاث والديكورات الداخلية هذا العام.

 

وأوضح أورسولا غايسمان، المتحدثة الإعلامية باسم اتحاد صناعة الأثاث الألمانية، :"أن هذا الاتجاه يتجلى بوضوح في الوسادات المستديرة على الآرائك، حيث لم يَعد هناك وجود للأشكال المربعة". وتعلل الخبيرة الألمانية ذلك بأن الأشكال المستديرة توحي بمشاعر أكثر دفئاً في المنزل بشكل يفوق التصاميم ذات الحواف الكثيرة.

 

وأكدت الخبيرة الألمانية على أن التصاميم المنحنية لقطع الأثاث، التي كانت سائدة خلال حقبة الخمسينيات والستينيات والسبعينات من القرن الماضي، بدأت في الظهور مرة أخرى، لكنها عادةً ما تحمل خطوط تصميمية جديدة.

 

وأشار الخبراء إلى أن قطع الأثاث التي يتم إنتاجها بطريقة مستدامة تلفت الأنظار إليها بشدة وتكون من العوامل المهمة أثناء الشراء، ويقول ماركوس ماجيروس إنه ظهر بأروقة معرض كولونيا للأثاث بعض الموديلات المصنوعة من أخشاب غير معالجة، وخاصة من خشب البلوط القديم الجيد، بالإضافة إلى أفكار مبتكرة لقطع أثاث تشتمل على نباتات ووبر مدمج بها، وهو ما يمكن اعتباره كسوة لهذه التصاميم. وقد ظهر هذا الاتجاه منذ سنوات، لكنه من المتوقع أن يستمر خلال هذا العام أيضاً.

 

ويؤكد خبراء الأثاث أن معرض كولونيا الدولي يفتقر خلال هذا العام للتصاميم المثيرة والغريبة، حيث أوضحت الخبيرة الألمانية أورسولا غايسمان :"يمتاز المعرض خلال هذا العام بأن التصاميم المعروضة، تهدف إلى مخاطبة قطاع عريض من الجمهور". وأضاف الخبير الألماني ماركوس ماجيروس :"يحتاج المرء حالياً في غرفة المعيشة بكل بساطة إلى التصاميم العادية والحقيقية، التي يستخدمها في حياته اليومية".

 

قوة ومتانة

وأشارت الخبيرة الألمانية غابرييلا كايزر إلى أحد أهم اتجاهات الموضة، بقولها :"تمتاز قطع الأثاث الخشبية بالقوة والمتانة، ولا يرغب المرء في تغيير التجهيزات الداخلية بالمنزل باستمرار. وبالإضافة إلى ذلك ينبغي أن تكون تصاميم الأثاث ممتعة وفائقة الجودة، حتي يتمكن المرء من الاستمتاع بها لأطول فترة ممكنة". ولم تَعد قطع الأثاث الضخمة تشغل حيزاً كبيراً في غرفة المعيشة؛ لأنها أصبحت تأتي بأشكال تخريمية أكثر من السابق.

 

وأوضح ماركوس ماجيروس أن أثاث المطابخ يشهد حالياً العديد من الاتجاهات، ولكن يتم التركيز بصفة خاصة على الجوانب التكنولوجية المتطورة في المطابخ العصرية، وهذا ما يتضح من خلال معرض Living Kitchen الذي يقام كل عامين على هامش معرض كولونيا الدولي للأثاث.

 

ومع ذلك تظهر بعض الأفكار التصميمية في المطابخ المستوحاه من الطبيعة، حيث يقول الخبير الألماني :"يتعلق الأمر هنا بالعودة إلى الموارد الطبيعية، والمواد والخامات التي لا تزال متوافرة لدينا، وكيف يمكن استخدامها بشكل أكثر كفاءة؟". ولذلك فإن تجهيزات المطابخ عادةً ما توفر في استهلاك الطاقة أو أنها تتعامل بذكاء مع موضوع الطاقة الكهربائية.

 

وإلى جانب ذلك تعتبر تجهيزات المعيشة المريحة في ركن المطبخ من الأمور المهمة حالياً، ويقول ماركوس ماجيروس :"غالباً ما تشتمل تصاميم المنازل حالياً على مطابخ مفتوحة على غرف المعيشة، وفي هذه الحالة يجب وضع الأجهزة الكهربائية وتجهيزات المطبخ في الاعتبار، بحيث يتم وضعها في مواضع بعيدة في المطبخ، حتى لا تصدر من غسالة الأطباق مثلاً أي ضوضاء".

 

ألوان مبهجة

وأضاف الخبراء أن اللون الأبيض كان هو اللون السائد في عالم الأثاث والديكورات الداخلية لسنوات طويلة، لكن هذا الأمر بدأ يتغير تدريجياً، وتقول أورسولا غايسمان :"ظهرت في أروقة المعرض بالفعل قطع أثاث باللون الرمادي"، مؤكدة أن هذا اللون مثير للاهتمام، ليس فقط بسبب الدرجات اللونية الكثيرة، لكنه يوحي بأجواء أكثر دفئاً في غرفة المعيشة مقارنة باللون الأبيض المميز للعيادات والمستشفيات.

 

وبالإضافة إلى ذلك يندرج اللون الأزرق ضمن باقة الألوان الجديدة، التي تضم أيضاً درجات الباستيل، أي الدرجات اللونية الضعيفة، حيث يظهر اللون الليموني بدلاً من الأصفر الساطع والأزرق السماوي بدلاً من الأزرق الكوبالت.