تزخر بالمناظر الطبيعية والإطلالات الخلابة

ألمانيا.. وجهة سياحية جذابة على مدار العام

تجذب ألمانيا دوماً المزيد من السياح لقضاء عطلاتهم في أرجائها. فعوامل مثل التسوق الراقي بأسعار معقولة والخدمات ذات المعايير العالية واحترام الثقافات الأخرى تساهم بلا شك في استقطاب السياح ومن بينهم المسافرين العرب إلى هذا البلد الأوروبي. ولا تقتصر متعة زيارة هذا البلد على فترة معينة من العام، بل لكل فصل من فصول السنة نكهة خاصة وجمال خاص. فسواء كنت ترغب في قضاء أوقات ممتعة في الحدائق والمتنزهات والمنتجعات والحمامات، أو زيارة قلاع الفرسان والمتاحف أو مدن الملاهي المثيرة أو ممارسة الأنشطة الرياضية مثل ركوب الدراجات، أو السباحة، أو التجول أو ممارسة الرياضات الشتوية، فمن المؤكد أنك ستحظى بإجازة لا تُنسى.


تتمتع كل مدينة ألمانية بطابع خاص يميزها عن باقي مدن العالم، حيث تمكّنت كل واحدة منها أن تكوّن ثقافتها وتاريخها الخاص بها إلى جانب ما تقدمه من مواقع تاريخية وأجواء ثقافية وحياة عصرية ومرافق ترفيهية ومناظر طبيعية خلابة. ويضفي كل فصل من فصول السنة طابعاً خاصاً على الرحلات الاستكشافية عبر أرجاء ألمانيا، بحيث لا تقتصر زيارة هذا البلد على فصل معين من فصول السنة. ويقدم الكثير من الفنادق في ألمانيا عروضاً جذابة للعائلات العربية. كما تتوفر أيضاً الشقق المفروشة أو المنازل. والمميز أن أسعار الإقامة تعتبر معقولة جداً مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية الأخرى. علاوة على ذلك، يحرص العديد من الفنادق على توظيف كوادر تتحدث اللغة العربية وإعداد كتيبات باللغة العربية إلى جانب توفير أصناف من المأكولات الحلال.
ويعتبر التنوع سمة بارزة من سمات ألمانيا، سواء على صعيد الطبيعة أو الثقافة أو الفنون وغيرها. فمن ناحية الموقع يحد ألمانيا من الشمال شواطىء بحري الشمال والبلطيق، ومن الجنوب قمم جبال الألب الشاهقة. وتتواجد بينهما مناظر طبيعية مختلفة: مناطق زراعية، لوحات طبيعية مزينة بالأنهار والبحيرات، غابات وسلاسل جبلية. ويساهم كل ذلك في تمكين ضيوف ألمانيا من خوض تجارب واقعية ساحرة، تعمق الشعور بالاسترخاء، وتولد الإحساس الفريد بالتناغم التام مع الذات والطبيعة المحيطة، لاسيما مع ما يزخر به هذا البلد من حدائق طبيعية ومساحات خضراء ساحرة  وأماكن تتزين بالمناظر الطبيعية والثقافية القيمة التي لا يوجد لها مثيل على مستوى العالم إلا القلة النادرة.
ففي العاصمة الألمانية برلين مثلاً يمكن للأطفال التمتع بتجربة شعور العمالقة أثناء التعرف على المعالم السياحية المصغرة، من خلال المجسمات الموجودة في مركز الاستكشاف (ليغولاند ديسكفري سنتر) في ساحة بوتسدام، والتي تساهم في إلهام الضيوف الصغار والكبار على حد سواء. فجاذبية عالم الليغو الملون تشتمل على حملات استكشافية مثيرة عبر غابة برية، ومعارك بحرية مع القراصنة الخطيرين، ومدرسة رعب ذات أجواء مخيفة أو رحلة مشوقة بقطار التنين. وبكل تأكيد، بإمكان الأطفال القيام بأنفسهم ببناء نماذجهم الصغيرة الخاصة. وكذلك تتيح زيارة عالم السكك الحديدية المصغر (لوكس) بالقرب من ساحة الكسندر، تجربة خاصة لجميع أفراد العائلة، حيث يوجد واحد من أكبر نماذج السكك الحديدة في العالم، والذي يتم تسييره بشكل رقمي، ويمر خلال دورته تلك بأهم المباني داخل مدينة برلين. وفي بوليفارد "أنتر دين ليندن" يضمن متحف الشمع "مدام تسو" متعة كبيرة لجميع أفراد الأسرة: سواء تمثال "محمد علي" أو "سيباستيان فيتيل" أو "شرك" أو غيرها الكثير. ولكن المتعة لا تقتصر على تجربة ديناميكية المدينة الكبيرة، بل أيضاً تمتد إلى الاسترخاء في أحضان طبيعتها. فالعاصمة الألمانية تزخر بالحدائق والمتنزهات وضفاف الأنهار والمناظر الطبيعية المليئة بالأشجار لتمثل بحق واحة للاسترخاء، منها متنزه "تيرغارتن"، الذي يمتد من بوابة "براندنبورغ" وحتى حديقة الحيوان "تسولوغيشه غارتن"، حيث تقودك المسارات العريضة الطويلة إلى الغابات والمروج، مروراً بالبحيرات الصغيرة والبرك. وفي القسم الغربي من المتنزه يمكنك استئجار قوارب التجديف. كما تعتبر الحديقة الكبيرة "بريتسر غارتن" وجهة مثالية للنزهات، فقد تم اختيارها كواحدة من أجمل 10 حدائق في ألمانيا. هنا يجد المرء مناظر طبيعية، بحيرات بزهور صيفية، ملاعب وألعاب مائية تحيط ببحيرة بجع كبيرة. كما كما تمتد الأنشطة لتشمل المسطحات المائية أيضاً، حيث تزخر برلين بالمساحات المائية والبحيرات الساحرة التي تمنحك فرصاً وخيارات كافية لتبقيك فوق الماء لعدة أسابيع.
كما توفر مختلف البحيرات في ألمانيا والمناطق المطلة على بحري الشمال والبلطيق برنامجاً غنياً بالأنشطة الترفيهية وعروضاً مناسبة للعائلات. وبالتالي، تساهم العروض المتنوعة في تحويل العطلات إلى ذكريات لا تُنسى، لاسيما عند زيارة  هامبورغ، عاصمة نهر الإلبه. فهذه المدينة تعتبر وجهة سياحية زاخرة بالأماكن التي تجذب جميع أفراد العائلة. ففي ميناء هامبورغ الشهير تجتمع التقاليد مع الحداثة لتخلق جواً خاصاً جداً، يشعر به الأطفال والشباب على حد سواء. ويمكن للزوار هنا دخول عالم ساحر من خلال القيام بجولات استكشافية بحرية مشياً على الأقدام أو بواسطة الحافلة أو السفن السياحية الرائعة وغيرها من الزوارق والقوارب الأخرى الكثيرة. وتزخر أطراف الميناء بالكثير من معالم الجذب السياحي التي تُذهل الضيوف الصغار والكبار، منها على سبيل المثال "المتحف البحري الدولي في هامبورغ" الذي يضم مجموعة من الكنوز التاريخية البحرية الفريدة على مستوى العالم ويكرس نفسه بشكل خاص للزوار الصغار مع ما يوفره من عروض كثيرة. أو معرض "بلاد العجائب المصغرة"، الذي يعتبر أكبر وأروع نموذج مفصل ومصغر من القطارات والسكك الحديدية في العالم، حيث يحتوي هذا المعرض، الذي يقع وسط حي المستودعات التاريخية "شبايشر شتادت"، على حوالي 13 كلم من نماذج خطوط السكك الحديدية مع أكثر من 3 آلاف نقطة لتحويل مسارات القطارات وكذلك شكل مصغر لقارات بأكملها. وهنا يومض حوالي 350 ألف ضوء ويسير أكثر من 900 قطار وفي المطار الحيوي المصغر "كنوفينغن" تحلق وتهبط طائرات كبيرة وصغيرة وكأنها تُدار بيد ساحر.
ويوجد في هامبورغ أيضاً نوادي شاطئية مفعمة بالبهجة وتمثل مكاناً ممتازاً للعائلات أيضاً، حيث يجتمع فيها إحساس الميناء البحري والكاريبي مع منظر السفن التي تجوب نهر الإلبه لتشكل أجواءً فريدة تمنحك شعوراً عميقاً بالاسترخاء. ويمكن الكبار التمتع بالاسترخاء، بينما يقوم الأطفال بالحفر في الرمال واللهو والمرح.
ومن المعروف عن هامبورغ أنها مدينة يهيمن عليها اللون الأخضر، فهي تزخر بالمساحات الخضراء والحدائق الجميلة التي تستقطب كافة أفراد العائلة، كمتنزه المدينة "شتادت بارك" الذي يمنحك الكبار والصغار فرصة القيام برحلة إلى الفضاء الخارجي داخل القبة الفكلية التي تعد من أقدم القبب في العالم، وهي لا تعرض فقط أفلاماً تحاكي عالم النجوم والكواكب، بل تمثل أيضاً ساحة للعروض المسرحية والموسيقية. كما تعتبر حديقة "بلانتن أون بلومن" التي تضم نباتات وأشجار ومشتل إستوائي وأكبر حديقة يابانية في أوروبا، إلى جانب منطقة للألعاب المائية، مكاناً مثالياً لتفجير طاقات الصغار. وتوفر عروض النوافير المائية المضيئة على أنغام الموسيقى والتي يمكن للعائلات مشاهدتها يومياً من شهر مايو وحتى سبتمبر. كما تتميز هامبورغ بوجود العديد من مدن الملاهي الترفيهية المجاورة.
وبشكل عام، يوجد في ألمانيا العديد من مدن الملاهي التي توفر ألعاب مثيرة تجذب الكبار والصغار، ولا يقتصر ذلك على منطقة الشمال فقط، بل الجنوب أيضاً. وفي هذا المجال تبرز مدينة الملاهي "أوروبا-بارك" في جنوب غرب ألمانيا، التي تعتبر أكبر مدينة ملاهي في ألمانيا وأكبر حديقة ترفيهية موسمية في العالم. فهنا سيجد جميع أفراد العائلة أنفسهم في عالم مثير يشتمل على عروض متنوعة وأنشطة ترفيهية لكل أفراد العائلة ومناطق تمثل بلدان أوروبية وخمسة فنادق ذات موضوع، بحيث يجعل ذلك من "أوروبا-بارك" وجهة فريدة لقضاء العطلات القصيرة، لاسيما وأنها تقع في مكان تلتقي فيها حدود ألمانيا وفرنسا وسويسرا، ويتصف الوصول إليها بالسهولة عبر الطرق السريعة.
هنا سيجد الزوار أمامهم خيارات متعددة من الألعاب. فبينما تجذبك آيسلندا بالقطار الأفعواني الخشبي "وودن تيمبر كوستر" والقطار الأفعواني السريع "بلو فاير ميغا كوستر"، ستكون أيضاً الأفعوانية "يوروسات" في المنطقة الترفيهية الفرنسية بانتظار الزوار لتأخذهم في رحلة تحبس الأنفاس عبر فضاءات واسعة مظلمة، وكذلك النجم الفضي "سيلفر ستار" الذي يعتبر أعلى أفعوانية في أوروبا بارتفاع 73 متراً ولا يجذب سوى الزوار ذوي القلوب القوية. وفي المنطقة النمساوية يمكن للزوار التمتع بتجربة منعشة بينما يقومون بجولة بواسطة الطوافة "تيرول لوغ فلومه". وفي الوقت نفسه، يمكن للأخوة الأكبر سناً التمتع بالإرجوحة الدوارة "فيينا ويف سوينغر". وبالإضافة إلى العديد من مرافق الألعاب الجذابة، يتم تقديم عروض ترفيهية عديدة كعروض السحر وألعاب الخفة والرقص والغناء ليدخلوا المرح إلى قلوب زوار "أوروبا-بارك". كما يزداد الحماس من خلال الألعاب البهلوانية والشقلبة كما يمكن للزوار التمتع بالعروض الفنية والهزلية والراقصة.
وتضم "أوروبا-بارك" خمسة فنادق خاص بها، منها فندقان من فئة الأربع نجوم: "الأندلس" و"كاستيلو الكازار"، وثلاثة فنادق من فئة الأربع نجوم سوبريور: "كولاسيو" و"سانتا إيزابيل" و"بيل روك"، توفر كل ما يرضي الأذواق المختلفة، ناهيك طبعاً عما تقدمه من مطاعم متنوعة وخدمات للاهتمام بالصحة والاسترخاء. كما يقدم منتجع المخيم "كامب ريزورت" لكل محبي المغامرات فرصة المبيت في أكواخ خشبية وعربات مغطاة. وفي قرية "تيبي"، سيكون بإمكان  الزوار الجلوس حول النار وقضاء الليل في خيم الهنود الحمر الأصلية.
وفي الغابة السوداء أيضاً تنتظرك مجموعة كبيرة من المعالم السياحية ومرافق الجذب الترفيهية التي تناسب جميع الأذواق، حيث توفر مرتفعات الغابة السوداء كل شيء تحلم به حول قضاء عطلة عائلية لا تُنسى، مثل مرافق مبيت صديقة للأطفال، أماكن تقليدية ممتعة للزيارة ومساحات طبيعية عذرية وافرة. فمن أجل ممارسة الرياضات المائية، فإن بحيرتا "شلوخ زيه" و"تيتي زيه" تعتبران من أنظف البحيرات في ألمانيا. كما يمكنك دخول عالم مليء بالنشاطات المثيرة عند التوجه إلى الحديقة المائية "باده باراديس شفارتس فالد"، المشي على الحبل المرتفع في حديقة التسلق "أكشن فورست" أو في "شتاينفازن بارك"، التي تمتلك أطول جسر حبال للمغامرات في العالم (218 متر). وتعد بحيرة "تيتي زيه"، مع ضفتها الشهيرة المتمثلة في طريق "زيه شتراسه"، واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في أوروبا. ففي كل عام، يتوفد أكثر من مليون زائر للتنزه على طول ساحل البحيرة. ولا ينبغي عليك تفويت فرصة القيام بالعديد من الأنشطة مثل ركوب قارب في البحيرة تحت ظلال الجبال المغطاة بالأشجار.
وبالطبع، إذا كنت من أولئك الذين يرغبون مثلاً بزيارة ألمانيا في فصل الشتاء، سيكون بانتظارك أجواء رائعة وأنشطة ورياضات شتوية متنوعة بالإضافة عروض جذابة سواء فيما يتعلق بأسعار الرحلات الجوية أو أسعار الفنادق. فألمانيا تزخر بالعديد من مناطق الرياضات الشتوية التي توفر للزوار فرصاً عديدة لممارسة الرياضة كالتزلج وممارسة الهوكي والتزحلق على الجليد في الحلبات أو التزلج عبر البلاد أو استخدام ألواح التزحلق. وهناك الكثير من المناطق التي تتحول إلى حلبات تزلج من تلقاء نفسها بمجرد أن تنخفض درجات الحرارة ما دون الصفر.
يذكر أن ألمانيا تتميز ببنية تحتية متطورة، فشبكة المواصلات تربط الكثير من الطرق بشكل يتيح إمكانية التنقل السريع في سائر أنحاء البلاد. ويبلغ طول شبكة مسارات الطرق السريعة التي تمتد عبر ألمانيا كلها (12700 كم)، أما طول السكك الحديدية فهو حوالي (35000 كم) وهي تضمن نقل السياح إلى جميع محطات القطارات التي يبلغ عددها حوالي 5400 محطة. أما بالنسبة لمحبي السفر بالطائرات فهناك أكثر من 40 مطاراً في خدمتهم.


لمعرفة المزيد، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي:
http://www.germany.travel/en/index.html