بعد تعثر تويوتا

فولكسفاجن تسابق جنرال موتورز لريادة السوق الصينية في 2013

(د ب أ)- ذكرت وكالة أنباء بلومبيرج الاقتصادية الأمريكية في تقرير لها يوم الأربعاء (26 ديسمبر 2012) أن شركة فولكسفاجن الألمانية للسيارات ستتنافس مع نظيرتها الأمريكية جنرال موتورز للفوز بتاج المبيعات من بين شركات أجنبية لصناعة السيارات في الصين العام القادم لتقتنص حصة أكبر في السوق في ظل كفاح الشركات اليابانية بقيادة تويوتا موتور كورب للتعافي بسبب توتر بين الصين واليابان جراء نزاع إقليمي.

ووفقا لمؤسسة "جيه إس سي" لأبحاث واستشارات صناعة السيارات، لم تتصدر فولكسفاجن - التي تستخدم سيارتها "أودي" الفارهة من قبل المصالح الحكومية الصينية على نطاق واسع - شركات السيارات في البلاد منذ عام 2004 ومن المحتمل أن تبيع 7ر2 مليون سيارة في الصين العام القادم مقابل 65ر2 مليونا لجنرال موتورز، وذلك بفضل طرح ثمانية طرازات جديدة أو إجراء تحديث على طرازات أخرى بما فيها سيارات سانتانا وجولف وسكودا أوكتافيا وأودي كيو ثري.

وتطرح جنرال موتورز طرازات جديدة منها "كاديلاك إكس تي إس" وثلاثة طرازات من سيارة أوبل.

ووفقا لثمانية محللين استطلعت بلومبيرج آراءهم، من المرجح أن ترتفع مبيعات سيارات الركوب في الصين بنسبة كبيرة تصل إلى 10% العام القادم بعدما يستجمع التعافي في النمو الاقتصادي قوته.

ومن المتوقع أن تتيح عملية نقل السلطة لقيادة أخرى في الصين في آذار/ مارس تحفيزا اقتصاديا لزيادة الطلب المحلي.

يقول لين هويبين المحلل في شنغهاي لدى شركة "آي إتش إس أوتوموتيف" إنه "عندما يستقر الاقتصاد، سيكون لدى المستهلكين الصينيين ثقة أكبر لشراء سيارات... الكثير من المؤشرات تظهر تحسنا اقتصاديا منذ أيلول/ سبتمبر 2012".

وتزيد شركات السيارات الأجنبية استثماراتها في الصين معولة على أكبر سوق في العالم بالنسبة للمشترين للسيارات أول مرة في أن تعوض تراجع المبيعات في أوروبا.

ووفقا لاتحاد منتجي السيارات الصيني، فقد يتجاوز إجمالي مبيعات السيارات حاجز 19 مليون سيارة خلال عام 2012.

وعالميا، تتجه تويوتا لاستعادة مكانتها كأكبر منتج للسيارات في العالم لعام 2012، فيما تقاتل فولكسفاجن جنرال موتورز للفوز بالمركز الثاني في الأسبوع الأخير من عام 2012.

وقالت تويوتا يوم الأربعاء (26 ديسمبر 2012) إن مبيعات سياراتها قد ترتفع بنسبة 2% العام القادم لتصل إلى رقم قياسي عند 91ر9 مليون سيارة مدعومة بالطلب الخارجي.

تقول بلومبيرج إن القيادة الجديدة لرئيس الحزب الشيوعي تشي جينبينج يتعين عليها أن تحدد وتيرة التغير وفقا لقوى السوق لتعزيز طلب المستهلكين وتحقيق توازن في دور الصادرات والاستثمار.

ونقلت عن بيل روسو رئيس شركة "سيرنرجيستيكس ليميتد" قوله إن "من المرجح ألا تريد الحكومة الجديدة أن تبدأ حكمها باقتصاد ضعيف، ما يعني في لصين عادة المزيد من الإنفاق الاستثماري... ويمكن أن يستفيد قطاع سيارات النقل من أي عملية تحفيز اقتصادي إذ تقوم الشركات بإحلال منتجات مثل الشاحنات الخاصة بالمشروعات الإنشائية".

ووفقا لاتحاد منتجي السيارات الصيني، تراجعت مبيعات سيارات النقل التي تضم الحافلات والشاحنات بنسبة 8ر6% في الأشهر الأحد عشر الأولى من هذا العام مقارنة مع ارتفاع بنسبة 1ر7% في سيارات الركوب.

يقول كلاوس باور لدى شركة "إيبسوس" للأبحاث في شنغهاي إن "فولكسفاجن تتمتع حاليا بمركز يجعلها أكثر ثقة في العام القادم... محفظة فولكسفاجن كبيرة تماما. إذا ما نظرت لها من منظور جمعي، فربما تكون الأولى (من بين شركات السيارات)”.

وستستثمر فولكسفاجن مع شركائها في مشروعها المشترك 8ر9 مليار يورو (13 مليار دولار) في منشآت إنتاجية جديدة ومنتجات حتى عام 2015.

وقالت جنرال موتورز إنها تخطط لاستثمار مبلغ كبير يصل إلى 7 ملياارت دولار في الصين خلال السنوات الخمس حتى عام 2015.

يأتي ذلك في وقت تعزز فيه شركات السيارات اليابانية جهودها لاستعادة وضعها في السوق بعدما خسرته بعد التوترات بين اليابان والصين جراء نزاع على السيادة على مجموعة من الجزر غير المأهولة المعروفة باسم سينكاكو باليابانية ودياويو بالصينية.

وتشير تقديرات شركة "آي إتش إس أوتوموتيف" إلى أن الشركات اليابانية قد تعاني خفضا في الإنتاج حتى عام 2014 وتخسر ما إجماليه 650 ألف سيارة ما لم تخف حدة التوتر بين البلدين.

وقد يتسبب ذلك في الإضرار بخطط شركات تويوتا ونيسان موتور وهوندا موتور للوصول إلى المشترين للسيارات لأول مرة في المدن الصينية الأصغر حيث من المتوقع أن تنمو مبيعات السيارات هناك بحوالي 10% سنويا حتى عام 2020 مقابل 4% في المدن الأكبر مثل شنغهاي وبكين.