مع النتائج الكبيرة التي حققتها

ارتفاع حظوظ ميركل في الانتخابات الألمانية عام 2013

(د ب أ)- تختتم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عام 2012 وقد حققت نتائج كبيرة، لتتوجه إلى سباق انتخابات عام 2013 بمعدلات استحسان شخصية مرتفعة للغاية، واقتصاد لا يزال نشطا.

العمالة قوية، وأزمة منطقة اليورو خفتت حدتها قليلا- على الأقل في الفترة الحالية- ومنافسها الرئيسي يواجه انتقادات قوية لقبوله 25ر1 مليون يورو(6ر1 مليون دولار) كرسوم مقابل حديثه في الفعاليات العامة.

وفي حال مواجهة المستشارة انتخابات على غرار الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن لديها مباعث قلق محدودة قبل التصويت المتوقع في أواخر أيلول/سبتمبر 2013. بيد أن الأوضاع أصعب في نظام ألمانيا البرلمانى حيث يتعين على الأحزاب عادة تكوين ائتلافات لتشكيل حكومات، وأحيانا اتخاذ زملاء غرباء.

وسيكون الإجراء المبكر لجس نبض السياسة الألمانية في انتخابات ولاية ساكسونيا السفلى في 20 كانون ثان/يناير 2013. ووفقا للنتائج هناك، ربما تبدأ ميركل البحث عن شريك ائتلاف جديد مع حزبها المسيحي الديمقراطي.

من ناحية أخرى، يأمل منافسها، وزير المالية السابق بيير شتاينبروك، من الحزب الاشتراكى الديمقراطي، أن يتمكن من حكم ألمانيا بائتلاف مع حزب الخضر.

بيد أنه بدأ منافسته بصورة سيئة عندما اضطر للاعتذار لقبوله مبلغ 25ر1 مليون يورو مقابل إلقائه كلمات في فعاليات منذ عام 2009 .

وفي مطلع الأسبوع الماضي، بدأ السياسي/65 عاما/ النزال مع ميركل بخطاب انتخابي استمر نحو ساعتين ركز فيه على العدالة الاجتماعية، معلنا أن " ألمانيا تحتاج لمزيد من الاهتمام الجماعي وقليل من الاهتمام الفردي".

وفي الوقت الراهن، تحاول حملته جاهدة تشويه صورة ميركل، التي تأكدت رئاستها للحزب المسيحي الديمقراطي بحصولها على نحو 98% من الأصوات في انتخابات الحزب وتصفيق لمدة ثماني دقائق في الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من أن ميركل أثارت كراهية في اليونان واسبانيا، حيث يشبهها المتظاهرون هناك بالزعيم النازي أدولف هتلر، إلا أن كثيرين من دافعي الضرائب الألمان يمتنون لها لأنها سعت لحماية الخزينة العامة للبلاد.

وقال أستاذ العلوم السياسية جيرو نيوجباور من جامعة برلين الحرة أنه نظرا لأن ميركل لن تعطي المعارضة مساحة كبيرة للهجوم عليها بصورة شخصية، فإن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيخوض الانتخابات وفقا للقضايا السياسية.

وأضاف نيوجباور أنه " في حال تراجعت أزمة منطقة اليورو، فإن هذا سيكون من سوء حظ ميركل... لأنها لن تنتخب بدافع الامتنان".

وتحتدم وتيرة الحملة الانتخابية في فصل الشتاء بألمانيا، ويتكهن المعارضون بأن نتيجة متقاربة ربما تؤدي إلى "ائتلاف كبير" آخر بين الحزب المسيحي الديمقراطي، المنتمي ليمين الوسط- والحزب الاشتراكى الديموقراطى ممثل يسار الوسط أو ربما حكومة مستبعدة بين الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب الخضر.

وتتزايد قوة الخضر- الذين تحول موقفهم المعارض للطاقة النووية لسياسة رسمية لميركل عام 2011- ويحكمون حاليا ولاية بادن فورتيمبرج الاقتصادية القوية وعدد من المدن.

وكان حزب القراصنة من بين الفائزين غير المتوقعين في عام 2012، وتسبب مزيجه من الديمقراطية الشعبية الإلكترونية والسياسات التي تشبه الاحتفالات الكبرى في اجتياحه مجالس البلديات في برلين وثلاث ولايات أخرى.

وعلى الرغم من خفوت حماسة الناخبين لحزب القراصنة نوعا ما، إلا أنه لا يزال متفوقا في استطلاعات الرأي على الشريك الأصغر في ائتلاف ميركل، وهو الحزب الديمقراطي الحر المؤيد لقطاع الأعمال.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن "الحزب الديمقراطي الحر" ربما لا يحصل على نسبة الخمسة بالمائة اللازمة من أصوات النخبين ليعود إلى البرلمان الاتحادي.

وفي الوقت الراهن، تحصل ميركل/58 عاما/ ابنة القس والعالمة القادمة من ألمانيا الشرقية السابقة، بانتظام على لقب أكثر السياسيين شعبية في ألمانيا، حيث تصل معدلات شعبيتها لـ57% .

لكن في ظل بقاء عشرة أشهر على الانتخابات، ربما تغير قضايا مجهولة بسهولة الصورة السياسية، حيث تسعى ميركل إلى حكم البلاد لفترة ولاية ثالثة مدتها أربع سنوات.

ويدعم الناخبون بصورة واسعة تحول ميركل الطموح من الطاقة النووية إلى الطاقة المتجددة، لكنهم يتجادلون بشأن بنية تحتية جديدة، ومستودعات النفايات النووية وفواتير الطاقة التي من المقرر أن ترتفع بنسبة 12% في العام الجديد.

وتلوح أزمة منطقة اليورو في الأفق بصورة كبيرة كما هو معتاد، حيث حازت ميركل كلا من الازدراء والتقدير لمطالبها المتشددة من أجل تدابير تقشف وإصلاح هيكيلي في البلدان الغارقة في الديون ويضربها الركود.

وعلى الرغم من أن الوضع لا يزال متفجرا في اليونان وأسبانيا ومناطق أخرى، تواجه فرنسا، حليف ألمانيا التقليدي، ضغوطا لإجراء إصلاحات، هى أيضاوتعرضت مؤخرا لخفض للتصنيف الائتماني من جانب وكالة موديز للتصنيف الائتماني.

وفي حال احتياج اليونان لقرض إنقاذ مالي آخر، فإن ميركل ستواجه غضب الناخبين الذين يشعرون بالقلق بشأن التضخم وارتفاع أسعار ايجارات المنازل، وسيفضلون إنفاق ضرائبهم من اليورو على المدارس الألمانية وأصحاب المعاشات.

ومع اجتياح الأزمة لأوروبا، يواصل المستهلكون الألمان الإنفاق، بينما ظلت الصادرات طيبة إلى حد ما، ويرجع ذلك نوعا ما لتحول التجارة إلى الأسواق الأسيوية والأمريكية.

ومع هذا، تتجمع المصاعب في عام الانتخابات. وأعلن البنك المركزي في الأسبوع الماضي خفضه توقعاته للنمو إلى 4ر0% فقط لعام 2013، مقارنة بتوقعات بلغت 6ر1% في حزيران/يونيو 2012.

وأشار "بوندسبانك" إلى تأثيرات أزمة منطقة اليورو على القوة الصناعية في قلب القارة المضطربة، محذرا من أن توقعات الاقتصاد الألماني "باتت خافتة".