تاريخ

ميونخ عبر التاريخ: مركز مهم في قلب أوروبا

ميونخ هي عاصمة ولاية بافاريا، وتعد ثالث أكبر مدينة في ألمانيا. كما تمثل إحدى أغنى مدن ألمانيا وأقواها من الناحية الاقتصادية، فالعديد من الشركات الألمانية الكبرى تتخذ من المدينة مقراً لها، ونذكر منها على سبيل المثال: شركة (سيمنس) وشركة السيارات الشهيرة (بي إم دبليو) وغيرها.  وتتميز المدينة بموقع جغرافي متفرد، حيث أنها تقع في جنوب البلاد على نهر الإيزار وبالتالي فهي قريبة من جبال الألب. وساهم موقعها المميز الذي يتوسط أوروبا في تحويلها عبر التاريخ إلى مركز مهم في قارة أوروبا.

وتم ذكر ميونخ لأول مرة عام 1158 في وثائق أوغسبورغ، وقد تأسست من قبل دوق بافاريا وساكسونيا (هاينريش دير لوفه)، بالقرب من مستوطنة للرهبان من دير (شيفتلارن) ونمت ميونخ بجانب الجسر الذي تم تشييده فوق نهر (إيزار) عند ساحة جسر (لودفيغسبروكه) الحالي. ومع مرور الزمن حصلت ميونخ على صفة المدينة كما تم تحصينها. وتحولت إلى مقر للعديد من الأمراء، كما اتخذها الملك لودفيغ الرابع مقراً له، ونمت المدينة بشكل سريع خلال عهده. ومرت المدينة بمراحل كثيرة من فترة الإصلاح الديني الذي بدأه مارتن لوثر إلى انتشار مرض الطاعون وحرب الثلاثين عاماً لاحقاً وتأثرها بالطابع الباروكي الإيطالي وخضوعها لسيطرة القوات الإسبانية... ويعتبر الملك لودفيغ الثاني هو الذي الباني الحقيقي لميونخ، حيث حول المدينة إلى مركزاً ثقافي وتجاري مهم في قارة أوروبا. أما عقب نهاية الحرب العالمية الأولى فقد عاشت ميونخ فترة سيئة خلال فترة الحكم النازي، كما تعرضت المدينة لدمار كبير خلال الحرب العالمية الثانية. ولكن المدينة شهدت المدينة نمواً سريعاً في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
أما من يريد التعرف على تاريخ ميونخ، فعليه حضور المعارض المؤقتة والدائمة التي يقيمها متحف المدينة للاطلاع على الوثائق والسجلات التي تتناول تاريخها. كما تقام هنا معارض خاصة حول تاريخ الحضارات والثقافات المختلفة. ويغطي هذا المتحف نطاقاً ثقافياً وفنياً واسعاً، سواء أكان الأمر يتعلق بفن التصوير الفوتوغرافي أو فن الأزياء والإكسسوارات أو فن العمارة أو اللوحات الفنية والنحت والأشغال اليدوية أو الآلات الموسيقية.
ومن الجدير بالذكر أن ميونخ كانت شهدت إقامة الألعاب الأولمبية في عام 1972، كما احتضنت مباراة ألمانيا وكوستاريكا خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في ألمانيا عام 2006.
 

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضاً