فندق لويس سي. ياكوب

هناك، في شارع "إلبشاوسزيه"، الذي يعتبر من أكثر الأماكن الهانزية في هامبورغ وواحداً من أروع الشوارع في ألمانيا، يقع فندق "لويس سي. ياكوب" (Louis C. Jacob). فهذا الشارع يربط، على طول نهر الإلبه، أسرع شوارع المدينة مع أرقى الأماكن السكنية في هامبورغ: "أوتمارشن"، "نينستيدتين" و"بلانكينيزه". ففي هذا المكان الذي قامت فيه الأسر الاستقراطية الكبيرة في هامبورغ ببناء مساكنها الصيفية ذات مرة يحظى المرء بمشهد قوامه: فلل بيضاء محاطة بأشجار عتيقة، ومناظر خلابة لمنازل القباطين المتداخلة على ضفاف نهر الإلبه الحادة وحدائق واسعة بصورة رائعة. ومع ذلك، تعتبر ضواحي نهر الإلبه الفاخرة المنطقة السكنية المفضلى لتجار هامبورغ وأصحاب السفن والمصرفيين. وفي نفس الوقت، فإن ضفة نهر الإلبه الطويلة التي تصطف فيها الأشجار بين الأرصفة البحرية "تويفلس بروك" و"شولاو" هي منطقة ترفيهية لكافة سكان هامبورغ ومكان لا ينبغي تفويته بالنسبة لكل زوار المدينة الهانزية.

من خلال نظرته الثاقبة تمكّن الباريسي "لويس جاك" من تقييم جمال منحدر نهر الإلبه بشكل صحيح، حيث بنى عليه نزلاً ومتجراً للنبيذ. ولا تزال الإطلالة على السفن العابرة وميناء هامبورغ من تراس "ليندن" ومطعم "ياكوبس" نقطة رائعة للقاء ضيوف فندق "لويس سي. ياكوب" مع البوابة التجارية إلى العالم هامبورغ.

وكروعة الطبيعة المحيطة بالمكان، لا يزال هذا الفندق ساحراً بالتقاليد المتواصلة عبر الأجيال. فدوماً يعود أهل هامبورغ إلى فندق "ياكوب"، حيث المكان الذي شهدوا فيه ذات مرة حفلات لا تُنسى . فليس من قبيل المبالغة القول إن الناس في هامبورغ كانوا يتزوجون فقط في كنيسة القرية القديمة "نينشتيدتين"، لأن بإمكانهم بعد ذلك الاحتفال في أجواء مناسبة في فندق "لويس سي. ياكوب" الذي يقع على قبالتها. وعندما يكون الطقس مناسباً، يفرش الفندق السجادة الحمراء عبر شارع "إلبشاوسزيه" للمقبلين على الزواج، مواصلاً بذلك تقاليد "فندق الزفاف في هامبورغ" القديمة بعد أن كانت طي النسيان لفترة طويلة، فهي لا تزال تمثل دوماً صورة مذهلة بالنسبة للعديد من رواد هذا الشارع الفخم.

ولكن فندق الخمس نجوم هذا لا يعتبر فقط وجهة الأحلام لحفلات الزفاف فوق نهر الإلبه. فالكثير من وجهاء المدينة يحبذون أجواء الفندق المفعمة بالثقافة والحياة لإجراء الأحاديث الهادئة بين الأصدقاء والشركاء.. ففي هذا الفندق يتناول أصحاب السفن الطعام بينما يراقبون منه بفخر انطلاق أو وصول سفنهم. وكذلك الهانزيون، الذين لا يمتلكون سفنهم الخاصة، يبدون إعجابهم بالأجواء الراقية لفندق "ياكوب" باعتبارها نقيضاً جذاباً لمكاتبهم ويحافظون هنا على نزعتهم لـ "النمط البريطاني". وهو ما يجعل أيضاً من السهل على المحامين القادمين من كافة أنحاء العالم أن يشعروا وكأنهم في بيتهم تقريباً. فهم يأتون من بلدان بعيدة جداً مثل سيريلانكا وزيمبابوي وتشيلي. وبينما يجتمعون في المحكمة الدولية في شارع "إلبشاوسزيه" من أجل العمل، يقصدون فندق "ياكوب" من أجل الترفيه والمتعة. وبذلك، فإن الرجال بالثياب الزرقاء لا يُثرون فقط الجو العالمي للفندق، بل أيضاً – كغيرهم الكثير من الضيوف- يبثون نفحة من عالم السياسة عبر هذا الفندق التاريخي.

من الجدير بالذكر أنه بعد سنوات طويلة من التعاون الناجح مع إتحاد فنادق "ريلايس اند كاتو" (Relais & Châteaux) تم إضافة فندق "لويس سي. ياكوب" (Hotel Louis C. Jacob) في 1 يوليو 2002 إلى الرابطة الدولية للفنادق "الفنادق الرائدة في العالم" (The Leading Hotels of the World, Ltd). باعتباره واحداً من حوالي 450 فندقاً رائداً حول العالم وواحداً من بين 26 فندقاً في ألمانيا يلبي فندق "لويس سي. ياكوب" ببراعة الفلسفة الطموحة للرابطة التسويقية الشهيرة دولياً: رفاهية بلا حدود – وفقاً لأعلى معايير الخدمة والجودة- تضمن البهجة والسرور. وقد أدت هذه الفلسفة –التي يتم ممارستها بعاطفة ودقة- على سلسلة من الجوائز، كالتي حصل عليها الفندق "أفضل فندق للعام"، أو جائزة "فندقي" العام التي تم منحها لمدير الفندق وكذلك مطعم الفندق على كل حال. وعلى الرغم من السعادة بهذا التكريم، يعتبر الفندق أن جوائزه المفضلة هي ضيوفه الذين يعودون إليه مفعمين بالحماس.