الاستثمار الأجنبي المباشر

تتخذ ألمانيا موقفاً مرحباً بالاستثمار الأجنبي المباشر. وعملياً، فإن السوق الألماني مفتوح للاستثمار في كافة القطاعات الصناعية. ولا يفرق القانون الألماني بين الألمان والأجانب فيما يتعلق بالاستثمارات أو إنشاء الشركات. ويدعم الإطار القانوني للاستثمار الأجنبي المباشر في ألمانيا مبدأ حرية التجارة الخارجية والتسديد.

كل عام يقوم المزيد من الشركات باكتشاف ألمانيا كموقع استثماري آمن ومجزي. ففي السنوات الخمس الأخيرة وحدها، ازدادت أرصدة الاستثمار الأجنبي المباشر في ألمانيا بما مجموعه 47 في المئة لتصل إلى ما يقارب 503 مليار يورو في عام 2009. ويعمل في ألمانيا بالفعل أكثر من 45 ألف شركة أجنبية، توظف نحو ثلاثة ملايين شخص.


 

بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر


بحسب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، تحتل ألمانيا المرتبة السادسة عالمياً كمتلق للاستثمار الأجنبي المباشر.

ووفقاً لإحصاءات رسمية للبنك المركزي الألماني للعام 2008، فإن 75% (أو 359 مليار يورو) لجميع أرصدة الاستثمار الأجنبي المباشر في ألمانيا تأتي من داخل دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، وبنسبة 9% أخرى ناشئة عن الدول الأوربية غير العضوة في الاتحاد الأوروبي. وتواصل الاستثمارات من خارج الاتحاد الأوروبي في النمو. وتمثل أمريكا الشمالية أحد عشر في المئة من رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر، في حين تحتفظ آسيا بحصة تمثل خمسة في المئة. كما زادت البلدان الآسيوية بصورة خاصة من أرصدة الاستثمار الأجنبي المباشر الخاصة بها في ألمانيا في السنوات الأخيرة.

سجلت أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر بين عامي 2003 و2009، ما مجموعه 3086 مشروعاً استثمارياً في ألمانيا من خلال 2239 شركة أجنبية. وبوجود أكثر من 692 مشروعاً في المجالات الخضراء، أثبت عام 2009 أنه عام ناجح للغاية مع تسجيل ألمانيا مرة أخرى المرتبة الخامسة عالمياً  من حيث جذب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر. وتستند نتائج الاستثمار الأجنبي المباشر على إعلانات مشاريع المجالات الخضراء (بما في ذلك التوسعات والمشاريع المشتركة) التي تم جمعها في قاعدة بيانات لمجموعة الفاينانشال تايمز لأسواق الاستثمار الأجنبي المباشر.

وتعتبر صناعة تقنيات المعلومات والاتصالات والبرمجيات، والأعمال التجارية والخدمات المالية القطاعات الرائدة لجذب المشاريع الجديدة. كما تعتبر صناعة السيارات والآلات الصناعية والمعدات والسلع الاستهلاكية والمواد الكيميائية قطاعات جاذبة للاستثمار الأجنبي في ألمانيا.

وتفتح معظم المشاريع الجديدة مكاتب للمبيعات والتسويق والدعم. ولدى كل واحد من خمس مشاريع استثمارية تقريباً موقعاً في مكان التصنيع، مما يجعله ثاني أهم نشاط للأعمال في ألمانيا.


 

مكانة الاستثمار الأجنبي المباشر


احتلت ألمانيا الموقع الخامس في التصنيف العالمي لتقرير التنافسية العالمية 2010-2011. يأتي ذلك في أعقاب تحقيق ألمانيا أعلى نسبة نمو ربعي في الناتج المحلي الإجمالي منذ التوحيد. وقد نوهت الدراسة على وجه الخصوص بقطاعات المواصلات، والاتصالات، والبنية التحتية للكهرباء في ألمانيا، إلى جانب قدرة ألمانيا على الابتكار والتي حلت أولى عالمياً.

وجاءت نتائج مؤشر التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي 2010-2011 لتؤكد جاذبية ألمانيا كموقع للاستثمارات العالمية، علماً أن اقتصادات أصغر نسبياً قد احتلت المراتب الثلاث الأولى: سويسرا في المرتبة الأولى، تتبعها السويد ومن ثم سنغافورة. واكتسبت ألمانيا نقاطاً على حساب الولايات المتحدة الأمريكية التي تراجعت من المرتبة الثانية إلى الرابعة، في حين تبعت ألمانيا في المركز السادس اليابان، وجاءت المملكة المتحدة في المركز 12 وفرنسا في المركز 15. والجدير بالذكر أن التقرير صنف 139 دولة بواسطة المعلومات الاقتصادية المتوفرة ومسح لآراء التنفيذيين.

وأظهر التقرير أن المحرك الرئيسي الدافع لأداء ألمانيا هو البنية التحتية والتي احتلت المرتبة الثانية عالمياً بعد هونغ كونغ، علماً أنها احتلت المرتبة الأولى العام الماضي. وتقاس في هذه الفئة عناصر تشمل نوعية الطرق وسكك الحديد والطرق المائية والبنية التحيتة للمطارات، إلى جانب شبكات الكهرباء والاتصالات. ولا شك أن ما عزز هذه المرتبة المتقدمة هو أداء ألمانيا القوي بوصفها مركزاً في قلب أوروبا مجهزاً لتوفير ممر سهل لباقي الأسواق الأوروبية.

إلى جانب ذلك، احتلت ألمانيا مراتب متقدمة في العديد من الفئات، حيث حلت أولى عالمياً في فئة القدرة على الابتكار، وهذه شهادة تقدير لجهود ألمانيا في مجالات البحوت والتطوير وتبنيها الدائم للتقنيات بهدف تحسين الإنتاجية. من جهة أخرى احتلت ألمانيا مراكز متقدمة لكفاءة أسواق بضائعها، وتنافسيتها المحلية الحادة، وسياسة مكافحة الاحتكار الفعالة.

ولفت التقرير إلى أن سوق العمالة الألماني يحتاج إلى تحسين مرونته، ولكنه أشاد في ذات الوقت بمساهمته في خفض معدلات البطالة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية.

يذكر أن تقرير التنافسية العالمية يقوم بتحليل 100 مؤشر للتنافسية في 12 فئة، ويقوم المنتدى الاقتصادي العالمي بإجراء مسح لآراء التنفيذيين قبل صياغة التقرير.

أكثر وجهات الاستثمار الأجنبي المباشر جاذبية في أوروبا وفقاً للمديرين التنفيذيين للشركات
الترتيب الدولي الترتيب الأوروبي البلد
5 1 ألمانيا
2 6 بولندا
3 10 بريطانيا
4 13 فرنسا
5 16 رومانيا
6 17 جمهورية التشيك

كما بينت إحصائية، قامت بها غرفة التجارة الأمريكية في ألمانيا وحملت اسم "بارومتر الأعمال لغرفة التجارة الأمريكية 2009"، أن الشركات الأمريكية تعتبر ألمانيا أكثر مواقع الأعمال جاذبية في أوروبا. وقد أشارت الشركات المشاركة في الإحصاء إلى التحسن المستمر الحاصل في نوعية المنتجات والعمليات في ظل المناخ الاقتصادي الحالي، مع الإشادة بقيمة المزايا الألمانية التقليدية والتي تشمل الاجتهاد والمصداقية والنوعية. إلى جانب ذلك، نوهت الشركات الأمريكية بالانخفاض المستمر في الفوارق بين تكلفة الأجور في ألمانيا وباقي أوروبا الشرقية، معتبرة ذلك عامل جذب إضافي يرفع من رصيد ألمانيا بصفتها موقع أعمال فريد.