محطات لا ينبغي تفويتها في فرانكفورت

بالرغم من أفق مدينة فرانكفورت يتزين بناطحات السحاب والأبراج الزجاجية، إلا هذه الأبنية ذات الهندسة المعمارية الرائعة ليست سوى وجه واحد من وجوه فرانكفورت، فهي أيضاً مدينة تنصيب الملوك تاريخياً وهي المدينة التي ولد فيها الشاعر والأديب الألماني الشهير يوهان فولفغانغ فون غوته، وهي المدينة التي يمر في أرضها واسمها نهر الماين ويزخر بالأجواء الفنية والثقافية من خلال "ضفة المتاحف". هنا نسلط الضوء على بعض من أبرز المعالم السياحية في مدينة فرانكفورت على نهر الماين...

 

كاتدرائية فرانكفورت: تتميز الكاتدرائية بأبراجها الشاهقة والتي يبلغ ارتفاعها 95 متراً. وبزيارتك إلى هذا المكان خلال الفترة من شهر أبريل إلى شهر أكتوبر، ستتاح لك فرصة صعود أبراجها في تجربة رائعة يتوق الكثيرون إلى خوضها. بالإضافة إلى ذلك، فإن متحف الكاتدرائية يحتوي على الكثير من الكنوز الأثرية التي تستحق المشاهدة. كما إنه بالقرب من الكاتدرائية تقع حديقة الآثار التي ستضعك بلا شك في جو مفعم بالتاريخ، حيث توجد فيها حفريات لمستوطنة رومانية ومقر حكم أحد الملوك من العصر الروماني.

لاينفاند هاوس: في الناحية الجنوبية من الكاتدرائية ومقابل البرج يقع أقدم مصنع ومحل للأقمشة في فرانكفورت والذي يسمى "لاينفاند هاوس". وبينما يعتبر "لاينفاند هاوس" اليوم مقراً لمعرض فني، فإن تاريخه يعود إلى العام 1399، حيث بقي حتى القرن التاسع عشر موقعاً لتجارة وبيع الأقمشة.

رنتن توروم: بالعودة إلى الوراء قليلاً باتجاه ميدان "رومربيرغ" يمكنك مشاهدة برج الجمارك "رينتن تورم" الذي شيد عام 1456، حيث كان يتم هناك تحصيل رسوم الميناء.

المتحف التاريخي: يقع مباشرة خلف كنيسة نيكولاي القديمة التي كانت منذ العام 1290 وحتى القرن 14 الكنيسة الخاصة بالبلاط القيصري، ويوجد فيه مجسم كامل للمدينة القديمة يُظهر المدينة قبل تعرضها للدمار. كما يضم المتحف رموز سلطة القيصرية الرومانية، مثل "تفاحة الرايخ" و"صولجان الحكم" وهي نسخ طبق الأصل عن هذه القطع التاريخية المحفوظة في فيينا. كما يوجد أيضاً نسخة طبق الأصل من وثيقة "الختم الذهبي" الاسم الذي يطلق على "دستور الرايخ" الذي أصدره القيصر الرابع وهو "القانون القيصري" الذي صدر عام 1356 واستمر العمل به طوال 500 عام.

مبنى فيرتهايم: يقع مبنى "فيرتهايم" مقابل المتحف التاريخي مباشرة. ويعتبر المبنى الوحيد ذو الطراز التقليدي الذي لم يطله دمار الحرب. وبالقرب من هذه المبنى ببضع خطوات تكون قد وصلت إلى ميدان "رومربيرغ"، الذي تحيط به مبان ذات طراز تقليدي قديم، وتحمل هذه المباني أسماء غير معهودة، مثل "الملاك الكبير" أو "النجم الأسود" وغيرها. وكان قد تم تشييدها طبقاً لما كانت عليه قبل القصف الذي دمر المدينة القديمة بالكامل في شهر مارس من العام 1944.

ساحة رومربيرغ ومبنى رومر: يوجد في وسط ميدان "رومربيرغ" نبع العدالة "غيريشتيشكايتس برونن" الذي كان يمثل قديماً المكان المفضل لأهالي مدينة فرانكفورت للاحتفال بتتويج القياصرة. أما القياصرة فكانوا يحتفلون بهذه المناسبة بإقامة الولائم الفخمة. واليوم يطلق على كامل مبنى البلدية اسم "مبنى رومر"، ويقع فيه مقر البلدية منذ العام 1405، كما إنه يتوسط المباني الثلاثة التي ذات الواجهات التي تم تصميمها على شكل أدراج.

المبنى الحجري: من خلال السير في زقاق ضيق يتخلل الأبنية الحديثة في ميدان "رومربيرغ" نصل إلى "المبنى الحجري" الذي يقع في الجهة اليمنى. هذا المبنى تم تشييده في العام 1464 من الصخور والأسوار، بحيث يشبه في منظره القلاع.

بيت غوته: من الأماكن التي يضعها الكثير من الزوار على سلم أولوياتهم لاسيما المهتمين بالأدب، نذكر بيت غوته "غوته هاوس"، حيث لا يزال كل شيء في المنزل على حاله، وبذلك يتمكن محبوه من دخول منزل هذا الأديب والفيلسوف الألماني الشهير والتعرف على الأجواء التي كان يعيش فيها.

هاوبت فاخه: عند زيارتك هذا المبنى ستشاهد واحداً من الأبنية البديعة وذات الشهرة الواسعة في مدينة فرانكفورت. وبينما كان يمثل المبنى قديماً أكبر مركز للشرطة، فهو يعد اليوم النقطة المركزية للمدينة. وخلف هذا المبنى إلى اليسار، يمكن الوصول إلى دار الأوبرا القديمة عبر المرور بزقاق "بيير" وشارع "بوكنهايمر الكبير". هذا البناء أعيد ترميمه بعد أن طاله الدمار خلال الحرب. أما اليوم فإن زيارته تمنحك جواً من الفخامة لاسيما مع وجود مقهى داخله يقدم قهوة لذيذة تمتزج بسحر المكان.

إشنهايمر تورم: من المعروف عن المدينة القديمة هو امتلاكها لحصن يضم 42 برج حراسة، ومن هذه الأبراج يعتبر برج إشنهايم "إشنهايمر تورم" هو الأجمل، كما يمكنك رؤية أضوائه تشع من مسافة بعيدة، حيث إنه يعتبر أعلى برج مدينة في ألمانيا.

الجسر الحديدي: خلال جولتك في مدينة فرانكفورت، فإنك ستمر بالتأكيد من فوق الجسر الحديدي "آيزرنر شتيغ" الذي شيد منذ أكثر من مئة عام، ومن هناك تستطيع أن تشاهد منظر جميل لأفق المدينة تزينه الأبراج وناطحات السحاب.

وبالإضافة إلى هذه الأماكن التاريخية، فإن فرانكفورت تحوي العديد من المسارح ودور الأوبرا والمعارض، بالإضافة إلى دور السينما والكثير من المرافق الثقافية والفنية. كما تزخر المدينة بقائمة عريضة من الحفلات الموسيقية والفعاليات والعروض المتنوعة التي تضفي على شوارعها وزواياها نكهة خاصة وتجعل التجوال عبرها قمة في المتعة.

ضفة المتاحف: تقع على نهر الماين وتزخر بالعديد من المتاحف المتخصصة التي تحتوي معروضات ومنحوتات قيمة تلهب عشاق الثقافة والمتاحف. ومن أهم هذه المتاحف يبرز: متحف "شتيدل" الذي يحتوي مقتنيات تغطي حوالي سبعة قرون من الفن، ومتحف الهندسة المعمارية الألماني الذي يعتبر الوحيد من نوعه في القارة الأوروبية ويعرض هذا المتحف على مدار السنة الهندسة المعمارية الحديثة الألمانية والأجنبية. وهناك أيضاً متحف النحوت القديمة الذي يقدم لمحة فريدة من نوعها لتطور فن النحت مع روائع المعروضات التي تمثل 5000 عام من فن النحت. ومتحف الفن الحديث الذي يشتمل على معروضات تمثل أروع أعمال الفن الأوروبي والأمريكي من حقبة ستينات القرن الماضي إلى الاتجاهات الحالية للفن العالمي المعاصر. وقاعة شيرن للفن التي تعتبر واحدة من أبرز قاعات المعارض الأوروبية وتسلط المعارض فيها الضوء على المواضيع الراهنة مثل: الانطباعية النسائية، التعبيرية، الدادائية والسريالية.

حديثة الحيوانات في فرانكفورت: يمكنك التعرف على وجه آخر لمدينة فرانكفورت من خلال زيارة حديقة الحيوانات في فرانكقورت التي ستمنحك فرصة الاسترخاء قليلاً بينما تتجول مشياً على الأقدام عبر واحدة من أقدم حدائق الحيوانات في ألمانيا. فهذه الحديقة تأسست في عام 1858، واكتسبت شهرة كبيرة باعتبارها واحدة من أهم حدائق الحيوانات في أوروبا.

"بالمنغارتن": في حديقة فرانكفورت النباتية الشهيرة المتمثلة في حديقة "بالمنغارتن"، من الأماكن التي تستحق الزيارة أيضاً. فهذه الحديقة التي تأسست من قبل مواطني فرانكفورت في عام 1868، تمنحك فرصة التعرف على طائفة واسعة من المناطق المناخية داخل منطقة الحديقة التي تمثل مساحة خضراء واسعة.

"ماينهاتن": من يرغب بالتعرف على فرانكفورت باعتبارها مدينة المال والمعارض الدولية الديناميكية والأبراج الحديثة والأبنية الزجاجية البراقة وناطحات السحاب، فيمكنه أن القيام بجولة في شارع "ماينهاتن" وعبر الحي المالي والبورصة. فمن المعروف عن بورصة فرانكفورت أنها الأكثر نشاطاً في ألمانيا. ويتميز مبنى البورصة، الذي تم تشييده في نهاية القرن التاسع عشر، بالعديد من التماثيل والنقوش المتفردة.

برج الماين: سيمنحك تواجدك في الحي المالي من القيام بزيارة إلى برج الماين، حيث ستحصل من منصة المشاهدة على منظر بانورامي رائع يحبس الأنفاس، تشاهد من خلاله مدينة فرانكفورت والمناطق المحية بها بارتفاع يقارب المئتي متر فوق شوارع المدينة. وفي أمسيات الصيف اللطيفة، ستكون قادراً على مشاهدة المنطقة بأسرها، بما في ذلك إقلاع وهبوط الطائرات في مطار فرانكفورت الدولي.

غرب الميناء وشرق الميناء: سيحظى الزوار بنزهة ممتعة عند تجولهم عبر منطقة غرب الميناء "فيست هافن" وشرق الميناء "أوست هافن". فقد طال بعض التطور الحضري كلا طرفي مدينة فرانكفورت على مدى السنوات القليلة الماضية: مكاتب حديثة، أبراج سكنية، مطاعم عصرية ومرسى صغير يخط منطقة الميناء الغربية، بينما تمثل منطقة الميناء الشرقية ساحة بديلة تضم منافذ المصانع، المسارح والنوادي الليلية. ومن الجدير بالفعل القيام بنزهة عبر هذين الجانبين.