الرقمنة والاتصالات .. مستقبل عالم السيارات

برلين 27 كانون ثان/يناير2015 (د ب أ)- يقدم التطور التقني لعالم السيارات كل يوم حلولاً جديدة، وترتكز معظم الحلول التقنية حول ما يعرف برقمنة عملية قيادة السيارة والتحكم فيها عن طريق الاتصالات المتعددة.وقد قامت الشركة الكورية الجنوبية هيونداي بتطوير ساعات ذكية تعمل بنظام تشغيل غوغل "أندرويد وير"، بغرض التحكم في سياراتها. ولا يقتصر الأمر هنا حول قفل وفتح مقصورة الركاب؛ فالساعة يمكنها أيضاً الوصول إلى المركز العصبي للسيارة لتصبح أداة للتحكم في بعض وظائف السيارة عن بُعد، مثل تشغيل وإيقاف المحرك، كما أنها تقوم بتوجيه السائق إلى أماكن صف السيارة، وتعتمد الوظائف على منصة هيونداي Blue Link.

وقد أثبتت بي إم دبليو مميزات رائعة للتكنولوجيا الرقمية؛ فعلى أرض الاختبار تم توجيه سيارة بي إم دبليو i3الكهربائية نحو كتلة خرسانية، ولكن السيارة توقفت قبيل الحاجز في الوقت المناسب بفضل المستشعرات وتقنية المساعد النشط (ActiveAssist) ، بالإضافة إلى بعض الماسحات الضوئية بالليزر، والتي تعتمد عليها السيارة في قياس محيط السيارة.

وتقوم سيارة بي إم دبليو بالبحث بنفسها عن أماكن خالية بالمرآب، وعند الرغبة في مواصلة السير يمكن للسائق إعطاء هذا الأمر عبر ضغطة زر بساعته الذكية. وقامت الشركة الألمانية بتجهيز مفاتيح السيارة الرياضية i8 بشاشة لمسية قياس 2ر2 بوصة، والتي تقوم بإظهار بعض الوظائف، مثل مدى مسافة السير المتبقية.

التحكم بالإيماءات
ويعد التحكم بالإيماءات من الاتجاهات، التي ظهرت مؤخراً في عالم السيارات، والتي من خلالها يمكن للمستخدم استدعاء الوظائف على الشاشات اللمسية حتى بدون لمسها. وقد ظهر هذا الاتجاه جلياً في سيارة فولكس فاغن Golf R Touch الاختبارية التي قدمتها لمعرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، الذي أقيم مؤخراً بمدينة لاس فيغاس الأمريكية.

وأوضحت الشركة الألمانية أن مفهوم الاستعمال الجديد بسيارتها الاختبارية الجديدة يعتمد على تقنيتي التعرف على الإيماءات والشاشات اللمسية، التي تحل محل الأزرار المعتادة وعناصر التحكم التقليدية. وبذلك تتيح السيارة Golf R Touch التحكم في بعض وظائف السيارة؛ فمثلاً يتم فتح أو غلق السقف المتحرك عن طريق تحريك اليد في الاتجاه المعني بالقرب من كونسول السقف، كما يمكن تعديل وضع المقعد عن طريق تحريك اليد بمحاذاة جانب المقعد.

وبفضل هذا المفهوم الجديد، الذي استبدلت فيه الشركة الألمانية الرائدة وحدة التحكم في الصوت بشاشات لمسية، واعتماداً على عدد الأصابع، التي يشير بها المستخدم نحو الشاشة، يتم تحديد قوة صوت الراديو، وكذلك السماعات والبيانات الملاحية.

حاسوب خارق
وقد طورت شركة نفيديا، المتخصصة في إنتاج بطاقات الرسوميات، حاسوباً خارقاً للسيارات يعرف باسم (Nvidia Drive)، ويأتي على لوحة بأبعاد تقترب من أبعاد جهاز اللاب توب. ويتيح هذا النظام تحليل المعلومات الواردة من 12 كاميرا، وهو يمتاز بالذكاء وقدرته على التعلم المستمر للتعرف على الأجسام المختلفة بحيث يتمكن من التمييز بين المشاة وراكبي الدارجات مثلاً، كما يكتشف النظام خطأه عند التعرف على جسم ما.

وبينما ينصب اهتمام معظم التقنيات السابقة على السيارات الجديدة، تقدم شركة "باروت الفرنسية نظام معلومات جديد للتجهيز اللاحق يقوم بتحويل العديد من السيارات التقليدية إلى سيارات ذكي ويحمل جهاز باروت، الذي يتم تجهيز السيارة به بشكل لاحق، الاسم RNB 6، ويعمل بنظام تشغيل غوغل أندرويد في نسخته الجديدة (لولي بوب). ويدعم هذا النظام الهواتف الذكية، التي تعمل بنظام أندرويد من خلال تطبيق "أندرويد أوتو" وهواتف آيفون الشهيرة من شركة أبل من خلال منصة CarPlay.

ويتناسب جهاز باروت مع منفذ DIN مزدوج، ويشتمل على العديد من منافذ الاتصال، التي تمكنه من تقييم بيانات السيارة أو كاميرا لوحة القيادة (Dashboard)، التي تتابع الحالة المرورية وحافة الطريق.