التخطيط الجيد .. السبيل الوحيد للحمل رغم الروماتيزم

برلين 6 آب/أغسطس 2014- يعد التخطيط الجيد بمثابة السبيل الوحيد للحمل على الرغم من الإصابة بالروماتيزم؛ حيث يسهم التخطيط السليم للعلاج من خلال استبدال بعض الأدوية الضارة بالجنين وموعد حدوث الحمل وفترة ما بعد الولادة في تجنب المخاطر المحتملة بالنسبة للأم والجنين.

وقالت الطبيبة الألمانية ريبيكا فيشر بيتس إن هناك حوالي 300 صورة مختلفة من الأمراض الروماتيزمية، والتي يمكن أن تتخذ مسارات مختلفة، مشيرة إلى أنه يعاني 5ر0 إلى 1% من السكان في جميع أنحاء العالم من التهاب المفاصل الروماتويدي. وتحدث الإصابة بهذا المرض لدى النساء بمعدل ثلاثة أضعاف الرجال. كما يتم تشخيص الحالة لدى خُمس النساء قبل إنجاب الطفل الأول.

وأضافت بيتس، عضو الجمعية الألمانية لأمراض الروماتيزم، أنه في السابق كان الأطباء ينصحون النساء المصابات بالروماتيزم بعدم إنجاب الأطفال، أما الآن فقد تغير هذا الوضع، حيث يمكن التخطيط لفترة الحمل والفترة اللاحقة لها بشكل مثالي، بحيث يمكن تجنب مضاعفات هذا المرض على الأم والجنين على حد سواء.

تباطؤ نمو الجنين

وأثبتت بعض الدراسات أن النساء اللائي يعانين من التهاب المفاصل الروماتويدي غالباً ما يظهر لديهن حالات تباطؤ نمو الجنين في الرحم والولادة المبكرة. وأشار كريستيان ألبرينغ، رئيس الجمعية الألمانية لأطباء النساء والولادة، إلى أنه قد تحدث حالات تسمم الحمل مع ارتفاع كبير في ضغط الدم أثناء الولادة.

وأضاف الطبيب الألماني قائلاً: "ولذلك فإننا نقوم بمتابعة مريضات التهاب المفاصل الروماتويدي جيداً". وأثناء فترة الحمل تتحسن حالة الآلام وتورمات المفاصل مع نصف النساء تقريباً، بسبب تغير الوضع الهرموني. ومع ذلك يجب على المرأة الحامل أن تضع في اعتبارها حدوث تدهور في حالة المرض بعد الولادة، حيث تكون الأعراض أكثر شدةً، وبالتالي تظهر الحاجة إلى تعاطي أدوية أقوى. وغالباً ما يمر مرض التهاب المفاصل الروماتويدي بمراحل، وتنصح الطبيبة الألمانية بيتس المريضات بالحمل في الفترة التي يكون فيها الروماتيزم في حالة مستقرة. علاوة على أنه ينبغي الاستمرار في تعاطي الأدوية الأكثر أمناً، وذلك للحد من مخاطر نوبات المرض التي قد تظهر بسبب مضاعفات الحمل.

أدوية ضارة

ومن الأمور المهمة أيضاً الامتناع عن تعاطي الأدوية الضارة بالأجنة والعقاقير الأخرى في الوقت المناسب، على الأقل قبل ثلاثة شهور من حدوث الحمل؛ نظراً لأنها قد تؤدي إلى زيادة نسبة التشوهات الخلقية في الجنين.

وأضافت الطبيبة بيتس قائلة: "نحن نفترض وجود خطر تشوهات بالهيكل العظمي بنسبة 6 إلى 8% في حال تناول علاج ميثوتريسكيت الضار بالأجنة خلال الأسابيع الأولى من الحمل، علاوة على أن خطر الإجهاض يصل إلى نسبة 40%". وبالمقارنة فإن المخاطر العامة لحدوث تشوهات بالجنين تكون بنسبة 3% تقريباً.

حاصرات ألفا

وتدور حالياً بعض النقاشات حول الأدوية الجديدة مثل حاصرات ألفا لعامل نخر الورم "TNF alpha"، التي تتوافر في الأسواق منذ 10 إلى 20 سنة. وأشارت بيتس إلى أنه تم تحليل بيانات حوالي 1000 حالة حمل تم خلالها تعاطي حاصرات ألفا لعامل نخر الورم "TNF alpha" في المراحل الأولى من الحمل، مشيرة إلى أنه لا يوجد حالياً أي دليل على زيادة التشوهات. واستدركت الطبيبة الألمانية قائلةً: "لكننا نأمل في المزيد من الأمان، حتى نتمكن من صياغة توصيات واضحة".

وينصح الأطباء الألمان بالتوقف عن تعاطي الأدوية الضارة بالأجنة واستخدام أدوية أخرى أثناء فترة الحمل، بالإضافة إلى خفض جرعات الكورتيزون. وأشار طبيب النساء والولادة ألبرينغ إلى أنه ليس بالضرورة أن تتم الولادة بوسطة عملية قيصرية للسيدات اللائي يعانين من أي صورة من أمراض الروماتيزم، ولكن في بعض الأحيان تكون العضلات ضعيفة للغاية أو تكون هناك آلام في العمود الفقري أو الورك، وبالتالي فإن العملية القيصرية تكون أنسب طرق الولادة.