ماك أو إس إكس يوسمايت التجريبي .. نظرة عن قرب!

برلين 5 آب/أغسطس 2014 - يرتبط تاريخ نظام تشغيل الماك أو إس إكس منذ سنوات طويلة بأسماء النمور؛ حيث حمل الإصدار 10.0 الأول خلال عام 2001 اسم "شيتا"، ثم ظهرت الإصدارات التالية بشكل متتابع يفصل بينها فترة أقل من عامين مثل "بوما" و"جاغوار" و"بانثر" و"تايغر" و"ليوبارد" و"سنو ليوبارد" و"ليون"، وأخيراً إصدار "ماونتن ليون" خلال عام 2012.

وبعد ذلك أعلن كريغ فيديريغي، النائب الأول لرئيس هندسة البرمجيات بشركة آبل الأمريكية، أن أسماء الإصدارات المستقبلية من نظام تشغيل ماك أو إس إكس سترتبط بالمعالم السياحية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية؛ حيث تم في هذه الفترة إطلاق الإصدار ماك أو إس إكس مافريكس، إشارة إلى جنة ركوب الأمواج "مافريكس" جنوب مدينة سان فرانسيسكو، إلى أن تبعه الآن الإصدار ماك أو إس إكس يوسمايت، إشارة إلى المحمية الطبيعية التي تحمل نفس الاسم. وفي السابق كانت شركة آبل تسمح للمطورين المسجلين لديها فقط بتجريب معظم الإصدارات الجديدة من نظام ماك أو إس إكس وفحصها بشكل مسبق قبل إطلاقها للمستخدمين. إلا أن الشركة الأمريكية تدعو المستخدمين الآن لإجراء اختبار بيتا للإصدار الجديد من نظام التشغيل؛ حيث يمكن لمليون مستخدم تنزيل الإصدار الجديد على حواسبهم وتجريبه.

تشابه مع آي أو إس

ويتشابه نظام تشغيل الماك الجديد من حيث المظهر الخارجي والتصميم مع نظام تشغيل الأجهزة الجوالة آي أو إس من شركة آبل؛ حيث أنه يشتمل على خط النظام "الفونط" Helvetica Neue. وعلى غرار نظام تشغيل الهاتف الذكي آيفون والحاسب اللوحي آيباد قام مدير التصميم جوني إيف بإزالة الأدوات والعناصر البصرية غير الضرورية؛ حيث لم يعد شريط Dock يظهر بشكل ثلاثي الأبعاد على الحافة السفلية من الشاشة، كما أن "أزرار إشارة المرور" أصبحت تظهر الآن بشكل مسطح على نافذة.

وقد اعتمد نظام تشغيل الماك أو إس إكس على نظام آي أو إس أيضاً فيما يتعلق بطريقة عرض "اليوم" في مركز الرسائل؛ حيث لم يعد يقتصر الأمر على إظهار التنبيهات والمذكرات أو مدخلات التقويم فحسب، بل تظهر أيضاً توقعات الطقس والحالة الجوية وأسعار الأسهم المحددة. وعن طريق وظيفة التطبيقات المصغرة Widgets تفتح شركة آبل هذا المكان للشركات الأخرى، التي يمكنها تقديم شريط الأحداث والفعاليات الرياضية أو خدمات التتبع للطرود والبضائع.

بحث موسع

وقد قام فريق التطوير بشركة آبل بتوسيع وظيفة البحث بنظام أو إس إكس Spotlight بشكل واضح؛ حيث تظهر خانة البحث في منتصف الشاشة على غرار محرك بحث غوغل. ولم تعد وظيفة البحث تقتصر على محاولة العثور على الملفات والمحتويات على القرص الصلب المحلي فقط، ولكن عملية البحث تتم أيضاً في الخدمات على شبكة الإنترنت أو موسوعة الإنترنت ويكيبيديا أو قواعد البيانات باستخدام برنامج Kino، مثل ما يفعله محرك بحث مايكروسوفت بينغ.

ويتشابه متصفح الإنترنت سفاري في الإصدار يوسمايت الجديد بشدة مع النسخة المخصصة لنظام آي أو إس. وقد قامت الشركة الأمريكية بوضع المتطلبات المتزايدة بشأن الخصوصية وحماية البيانات في اعتبارها؛ حيث أنها تتيح للمستخدم إمكانية الاختيار بين عدة محركات بحث مثل غوغل وبينغ وياهو، بالإضافة إلى محرك DuckDuckGo، الذي يتيح للمستخدم إمكانية إجراء عمليات البحث بشكل مجهول الهوية.

علاوة على أن مستخدم متصفح سفاري يمكنه عن طريق أدوات نظام التشغيل الجديد منع عمليات التتبع غير المرغوب فيها، التي تتم بواسطة خدمات الدعاية والإعلان المتطفلة، مع حظر ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" الخاصة بالشركات الأخرى، دون فقدان خاصية الراحة عند تسجيل بيانات الدخول المخزنة في مواقع الويب.

ويتيح برنامج البريد الإلكتروني من آبل حالياً إمكانية إرسال مرفقات كبيرة الحجم، دون أن يؤدي ذلك إلى ملء مساحة الذاكرة المخصصة لصندوق البريد الوارد لدى المتلقي؛ نظراً لأنه يتم تخزين البيانات مع تشفيرها في خدمة الحوسبة السحابية "آي كلاود". كما استلهمت شركة آبل وظائف تطبيق واتس آب الشهير في برنامج الرسائل Messages؛ حيث يمكن تسجيل الرسائل بواسطة الميكروفون بجهاز الماك، ثم يتم إرسال هذه الرسائل عن طريق مقاطع صوتية.

وهناك وظيفة هامة لا يتمكن المستخدم من تجريبها بدون حالة المطور، وهي التعاون ما بين نظام الأجهزة الجوالة آي أو إس ونظام تشغيل الماك أو إس إكس. وكي يتمكن المستخدم من الاستفادة من هذه الوظيفة فإنه يحتاج إلى الإصدار آي أو إس 8 الجديد، الذي لم يظهر إلا مع هاتف آيفون الجديد الذي تم طرحه في الأسواق مؤخراً.

مكالمات هاتفية

وخلال العرض بمؤتمر المطورين WWDC ظهرت العديد من الوظائف الواعدة، حيث أوضح كريغ فيديريغي كيفية استغلال جهاز الماك لإجراء المكالمات الهاتفية بالهاتف الذكي آيفون عبر اتصال البلوتوث أو كيف يمكن استقبال مكالمات الهاتف الذكي على جهاز الماك، بالإضافة إلى إمكانية إظهار الملاحظات ورسائل البريد الإلكتروني التي يتم كتابتها بواسطة أجهزة آبل الجوالة على شاشة جهاز الماك بشكل كامل.

وأشارت شركة آبل إلى أن الإصدار الجديد لا يزال نسخة تجريبية "بيتا"، ويخضع لعمليات التطوير والتحديث باستمرار، ولذلك يتعين على المستخدم عدم استعمال جهاز الماك الرئيسي لاختبار الإصدار الجديد من نظام التشغيل، بالإضافة إلى ضرورة عمل نسخ احتياطي من البيانات قبل تثبيت نسخة بيتا، وأكدت الشركة الأمريكية أنه سيتم إطلاق النسخة النهائية من الإصدار يوسمايت بدون أية تكلفة لكل المستخدمين في جميع أنحاء العالم.