الاكتشاف المبكر لعدم تحمل الفركتوز يقي من تلفيات الكبد

كولونيا 8 آيار/مايو2014- أكدت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين على أهمية الاكتشاف المبكر لعدم تحمل الفركتوز (سكر الفاكهة) لدى الأطفال؛ حيث يسهم ذلك في نمو الطفل بشكل طبيعي ووقايته من خطر حدوث تلفيات بالكبد.وأوضحت الرابطة، التي تتخذ من مدينة كولونيا مقراً لها، أن عدم تفكك جزيئات السكر بشكل تام داخل المعدة نتيجة عدم تحمل الفركتوز يؤدي إلى نشأة مواد سامة يمكن أن تتسبب في الإصابة بدهون الكبد.وعادةً ما يظهر عدم تحمل الفركتوز، الذي يندرج ضمن أمراض التمثيل الغذائي، في مرحلة عمرية مبكرة بعد فطام الطفل مباشرةً. ويمكن للآباء الاستدلال على إصابة طفلهم بهذا المرض من خلال رفض الطفل للأطعمة المحتوية على السكر نتيجة شعوره باضطرابات بعد تناولها.وأشارت الرابطة الألمانية إلى أن الأعراض المميزة لعدم تحمل الفركتوز تختلف فيما بينها وفقاً لنوعه؛ حيث ينقسم المرض إلى نوعين: عدم تحمل الفركتوز الوراثي وسوء امتصاص الفركتوز.

سبب وراثي

ويرجع عدم تحمل الفركتوز الوراثي إلى نقص الإنزيم اللازم لهضم سكر الفاكهة، وتظهر أعراضه في صورة اضطرابات شديدة كنوبات تعرق أو ارتعاش أو قيء وربما نوبات انتفاخ غير معتادة بعد تناول الطفل لأية فواكه أو عصائر أو حتى أحد نوعيات الخضروات المحتوية على سكر الفاكهة أو السكروز كالجزر مثلاً. وفي هذه الحالة يتعين على الأطفال الاستغناء تماماً عن الأطعمة المحتوية على الفركتوز وكذلك جميع الأطعمة التي يتم تصنيعها من السكر العادي؛ حيث يتكون هذا السكر في الأساس من سكر البنجر أو سكر القصب، أي من السكريات الثنائية التي يتكون نصفها من الفركتوز والنصف الآخر من الغلوكوز.أما النوع الثاني المعروف بسوء امتصاص الفركتوز، فيرجع إلى وجود خلل في قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص وهضم سكر الفاكهة بشكل سليم. وتتمثل أعراض هذا النوع في الإصابة بنوبات إسهال وانتفاخ، غير أن هذه الاضطرابات لا تظهر إلا عند تناول كميات معينة من سكر الفاكهة. ومن هنا لا يتوجب على الطفل في هذه الحالة تجنب جميع الأطعمة المحتوية على سكر الفاكهة بشكل تام؛ حيث يمكن للطفل تحمل نوعيات الفواكه التي تحتوي على الغلوكوز بنفس معدل الفركتوز أو أكثر كالكرز اللاذع مثلاً أو الأناناس أو الموز أو الغريب فروت.