الحركة.. طوق النجاة من السكري
برلين 30 نيسان/أبريل (د ب أ)- يعد السكري من أكثر الأمراض الشائعة في المجتمعات الحضرية بسبب اعتماد الإنسان المعاصر على سبل الرفاهية المتوافرة له وإتباعه لعادات غذائية غير صحية كالوجبات السريعة. وصحيح أنه لا يمكن الشفاء من السكري، إلا أنه يمكن التأثير على مسار المرض والحد من العواقب الوخيمة المترتبة عليه من خلال إتباع أسلوب حياة صحي يقوم على تناول المواد الغذائية الصحية والإكثار من الأنشطة الحركية والرياضة التي تعد بمثابة طوق النجاة من السكري.
وقال البروفيسور الألماني رالف لوبمان إن مرض السكري يعد أحد أمراض التمثيل الغذائي المزمنة، التي لا يمكن الشفاء منها بشكل نهائي. وصحيح أن هذا المرض يرتبط بعوامل وراثية، إلا أن زيادة الوزن ونقص الحركة وكذلك التقدم في العمر تندرج ضمن العوامل المحفزة للإصابة به أيضاً.
وأوضح اختصاصي الغدد الصماء لوبمان أن السكري من النوع الثاني يختلف عن نظيره من النوع الأول؛ حيث لا يعاني المريض هنا من نقص في هرمون الأنسولين المسؤول عن الحد من نسبة السكر بالدم، كما هو الحال في النوع الأول، إنما ترجع الإصابة به إلى مقاومة خلايا الجسم للأنسولين، ما يُفقد الهرمون قدرته على توصيل السكر "الغلوكوز" إلى الخلايا. وتعزز الخلايا الدهنية هذا التأثير.
ومن جهته، قال البروفيسور الألماني أندرياس فريتشه إن زيادة الوزن تعد من أهم عوامل الخطورة الأساسية المؤدية إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني، لافتاً إلى أن السبب الرئيسي للإصابة به يكمن في اضطراب إفراز الأنسولين بخلايا بيتا الموجودة بالبنكرياس.
وأشار اختصاصي طب التغذية والوقاية فريتشه إلى أن الأنشطة الحركية تعمل على التخفيف عن خلايا بيتا؛ ومن ثمّ التأثير بالإيجاب على إفراز الأنسولين بها، ما يُسهم في تقليل جرعة الأدوية التي يتم تناولها.
ويشاطره اختصاصي الغدد الصماء لوبمان الرأي، مؤكداً أنه يمكن التأثير على مسار السكري بشكل فعّال من خلال إتباع أسلوب حياة صحي يعتمد على تناول الأطعمة الصحية مع المواظبة على ممارسة الأنشطة الحركية؛ حيث تعمل الخلايا العضلية على حرق كميات أكبر من الطاقة وامتصاص كمية أكبر من الغلوكوز (السكر) بفعل الحركة.
وأضاف لوبمان قائلاً: "إذا التزم المريض بتغيير أسلوب حياته خلال أول عامين بعد إصابته بالسكري من النوع الثاني، يمكنه حينئذٍ التأثير على مسار المرض بدرجة كبيرة".
رياضات قوة التحمل
ولهذا الغرض أوصى لوبمان بممارسة إحدى رياضات قوة التحمل، مثل الجري أو المشي الشمالي (باستعمال العصي) أو ركوب الدراجات وكذلك المشي العادي، 3 مرات أسبوعياً لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة في كل مرة، ثم زيادة هذا المعدل بصورة مستمرة.
وأشار لوبمان إلى أن إدراج الأنشطة الحركية في إطار الحياة اليومية يسهم أيضاً في خفض نسبة السكر بالدم؛ حيث يمكن على سبيل المثال صعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد الكهربائي أو استقلال الدراجة الهوائية بدلاً من السيارة أو النزول من الحافلة في المحطة التي تسبق محطة الوجهة مثلاً واستكمال المسافة المتبقية سيراً على الأقدام.
وأردف الطبيب الألماني فريتشه أن التأثير الإيجابي للأنشطة الحركية على مسار السكري يتبدى جلياً، كلما كان العبء الوراثي لدى المريض منخفضاً، مشيراً إلى أن المواظبة على ممارسة الرياضة لا تحد من العواقب المترتبة على السكري كالعمى وهشاشة العظام فحسب، بل تسهم أيضاً في الوقاية من الإصابة به من الأساس إلى جانب أمراض أخرى كسرطان القولون والأزمات القلبية.