دوسلدورف درة معمارية على ضفاف الراين

تقع مدينة دوسلدورف على نهر الراين، الأكبر في ألمانيا، مما منحها جمالاً طبيعياً، وأثر على فن الهندسة المعمارية فيها، لتنشأ الكثير من المباني ذات التصميم المتفرد على ضفة النهر. ومن المعالم الحديثة برج الراين، الذي بُني بين عاميّ 1979 و1982، ويرتفع لنحو 234 متراً، مما يجعله أعلى مباني المدينة. ويضم البرج في قمته مطعماً دواراً يوفر لزائريه مشهداً ساحراً للمدينة، والمبنى المستدير لبرلمان ولاية “شمال الراين وستفاليا”. وفي قمة برج الراين أكبر ساعة عشرية في العالم، وفقاً لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، وتتكون من فتحات دائرية رُتبت في ثلاثة أقسام مرتفعة فوق بعضها البعض.

أما ما يُمثل تحولاً كبيراً في عمارة دوسلدورف فهو”مرفأ الإعلام” أو “ميدين هافن”، فمن الصوامع والمخازن التي ميزت المدينة فيما مضى إلى مبان شاهقة وأبراج قام ببنائها مهندسون معماريون مشهورون على مستوى العالم، و يجد فيه الزوار مجموعة متنوعة من المقاهي والمطاعم الحديثة والمتاجر الراقية.

وتبرز أيضاً المباني الثلاثة المائلة المعروفة بمباني “جيري باوتن” أو  من تصميم المهندس الكندي الأميركي فرانك جيري، وتعتبر الأبراج الثلاثة متفردة لأكثر من سبب؛ فالنوافذ تبدو بارزة من التصميم، وتختلف واجهات المباني فيما بينها، فالجزء الأول يغطيه البياض الناصع، والجزء الآخر يتميز بواجهة من الطوب الأحمر، أما الجزء الأوسط مغطى بقطع فضية تنعكس في المبنيين الآخرين، ما يعكس نوعاً من الروابط وشراكة الشمال والجنوب.

وبشكل عام، فإن جولتك السياحية المعمارية في دوسلدورف يمكن أن تنطلق من (إنزمبله أم إيرنهوف)، حيث تم بناء مجمع للتوسعة في العام 1925-1926، ليحيط بقصر الفن الموجود منذ عام 1902. وبناءً على تصاميم من (فيلهلم كرايس) تم إنشاء مباني معارض أخرى.

ويوجد هنا اليوم متحف قصر الفن  وقاعة الموسيقى (تون هاله) التي كانت في السابق (القبة الفلكية) إذ قام ببنائها كرايس في عام 1926م كأكبر قبة فلكية على وجه الأرض، إلا أنه تم تحويلها إلى قاعة للعروض الموسيقية خلال حقبة السبعيينات من القرن العشرين، ومنتدى شمال الراين وستفاليا للثقافة والاقتصاد . وقد تم افتتاح بيت المعارض والفعاليات هذا في عام 1998، ومنذ ذلك الحين أصبحت العروض والفعاليات المميزة مثاراً للأحاديث العامة.

ونتوجه الآن عبر شارع (هاينريش هاينه) مباشرة إلى مبنى (فيلهلم ماركس هاوس) الذي يحمل اسم عمدة دوسلدورف. ويعد هذا المبنى الذي يبلغ ارتفاعه 57 متراً، واحداً من أوائل مباني المكاتب في ألمانيا. وهنا أيضاً كان المهندس المعماري لهذا المشروع هو فيلهلم كرايس الذي ظل يشغل منصب رئيس قسم الهندسة المعمارية في أكاديمية الفنون حتى عام 1926.

وعندما تسيرون عبر المدينة القديمة عائدين إلى منتزه ضفة الراين توقفوا في جهة اليسار واذهبوا باتجاه برج الراين. بعد بضع مئات من الأمتار يظهر المبنيان في الجهة اليسرى.

أما مبنى مانسمان فيمكن التعرف عليه اليوم بسرعة من خلال البناء المجاور له والذي يحمل شعار فودافون. ويعتبر مبنى مانسمان منخفض نسبياً. وكان مقراً سابقاً لشركة (مانسمانروهرن) تم بناؤه في عام 1911-1912 بالاعتماد على مخطط بيتر بيرنس سلف فيلهلم كرايس. أما برج فودافون  فقد بني بين عام 1956 و1958من قبل المهندسين (اغون أيرمان)  و(باول شنايدر ازليبن)، حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 93 متراً ويعتبر واحداً من أعلى المباني في دوسلدورف.

ونتابع على ضفة الراين بالمضي قدماً باتجاه مبنى برلمان ولاية شمال الراين وستفاليا، فقد تم الإنتهاء من هذا البناء المستدير في عام 1988 وفقاً لخطط كل من المهندسين (إلر، ماير، فالتر وشركاؤه)، حيث غير هذا المبنى منظر واجهة الراين. وإلى جانب قاعات الاجتماعات فإن برلمان الولاية يحتوي على مكاتب أيضاً. ويمكن للمرء من خلال مبنى برج الراين المجاور، أن يحظى بفرصة مشاهدة منظر رائع لهذا البناء.

وعلى بعد دقائق قليلة سيراً على الأقدام ستجد برج الراين ، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 240,5 متراً ويعتبر أعلى مبنى في دوسلدورف. ولا يمكن لأي زائر من زوار المدينة أن يفوت المنظر الساحر الذي يمكن مشاهدته من خلال المطعم الدوار الموجود في قمة البرج. وقد صمم هذا البرج، الذي تم تشييده بشكل كامل من الخرسانة المسلحة خلال 1978 و1982، المهندس هارالد دايلمان.

كما أضاف فنان الإضاءة هورست باومان  إلى برج الراين أكبر ساعة عشرية في العالم. وهي تتكون من فتحات دائرية رُتبت في ثلاثة أقسام مرتفعة فوق بعضها البعض. ولابد من الإشارة أيضاً إلى أنها دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وبينما يهيمن برج الراين على أفق المدينة، فهنالك أيضاً مباني مرتفعة أخرى تركت بصمتها على المنظر العام لمدينة دوسلدورف مثل مبنى (اراغ) وبرجا فيكتوريا و(درايشايبن هاوس)  بالإضافة إلى بناية (شاوشبيل هاوس)  المجاورة.