السيارات الفارهة

الإصدارات الطويلة .. منتجعات متحركة على الطريق

برلين 12 شباط/فبراير (د ب أ) – بعد يوم طويل وشاق من العمل يميل الأثرياء ورجال الأعمال إلى قضاء بعض الراحة والاستجمام. ونظراً لأن السيارة عادةً ما تكون هي أولى هذه المراحل الانتقالية، لذا تحرص بعض الشركات الكبرى في عالم السيارات على طرح إصدارات طويلة من سياراتها الفارهة مثل أودي A8  ومرسيدس الفئة S والفئة السابعة من بي إم دبليو وجاغوار XJ، والمصممة خصيصاً لتكون أول منتجع مصغر ينعم فيه الراكب بالعديد من تجهيزات الفخامة وسبل الراحة والاسترخاء.

 

     وتتصدر كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول العاشقة لهذه النوعية من السيارات، ما دعي بعض الشركات إلى إنتاج مثل هذه الإصدارات الطويلة، على الرغم من أن سيارات الصالون الكلاسيكية لا تندرج ضمن موديلاتها القياسية؛ فعلى سبيل المثال قامت شركة بورشه الألمانية بزيادة طول قاعدة عجلات الموديل Panamera في الإصدار الطويل Executive بمقدار 15 سنتيمتراً، حيث أكدت الشركة الألمانية أن هذا الموديل يُعد أول سيارة غران توريزمو بقاعدة عجلات طويلة.

 

رحابة وترف

     وتدلي الشركات المنتجة لسيارات الدفع الرباعي بدلوها في هذا المضمار أيضاً؛ حيث أعلنت شركة لاندروفر عن طرحها الإصدار الطويل Wheelbase من وحش الأراضي الوعرة رينج روفر خلال ربيع العام الجاري، وبذلك حققت الشركة البريطانية معادلة صعبة بجمع الرحابة والترف في أطول سيارة دفع رباعي.

 

     ومن خلال زيادة قاعدة العجلات بمقدار 20 سنتيمتراً، زادت مساحة حيز الأقدام في الخلف بمقدار 18 سنتيمتراً. وبالإضافة إلى ذلك، يزخر وحش الأراضي الوعرة بالعديد من التجهيزات الفاخرة، مثل  نظام معلومات وترفيه متطور وسقف بانورامي كبير ومقاعد خاصة وثيرة ذات إمكانيات ضبط متعددة.

 

     وعلّق مدير التسويق بشركة لاندروفر فيليب بوهام على ذلك بقوله: "نهدف من خلال هذه الخطوة إلى إنتاج سيارة تجمع بين عوامل يصعب جمعها في سيارة واحدة وهي القوة والرحابة والترف، والتي احتكرتها سيارات الصالون لفترات طويلة". كما تتفوق سياراتنا على سيارات الصالون من خلال توفير راحة أكثر عند ركوب السيارة ورحابة أكبر في حيز ما فوق الرأس.

 

     وبطبيعة الحال، تنعكس الزيادة في قاعدة العجلات على رحابة الحيز الخلفي، حيث يجلس صاحب السيارة، وبالتالي يسع هذا الحيز للمزيد من التجهيزات الإضافية وسبل الراحة والرفاهية، مثل أدراج صغيرة للمشروبات المثلجة وشاشات عرض متصلة بشبكة الإنترنت ومقاعد استرخاء مزودة بوظيفة التدليك كما هو الحال في سيارات مرسيدس من الفئة S  الفارهة.

 

     وأوضح مالته بار، صاحب شركة M+M Mobility لخدمات القيادة بمدينة هامبورغ الألمانية، أن سيارات الإصدار الطويل ليست مجرد وسيلة للمواصلات، فالرفاهية التي تتمتع بها هذه السيارات تنقل الراكب إلى أجواء منزلية فاخرة، مشيراً إلى أن مقصورة القيادة ينالها هي الأخرى حظ من تجهيزات الراحة؛ نظراً لأن السائق الخاص عادةً ما يقضي معظم أوقات يومه في السيارة.

 

     وبالرغم من الفخامة التي تنطق بها كل تفصيلة من تفاصيل المظهر الخارجي للسيارة وحتى الفارق في سعر هذه السيارات إلا أن موديلات الإصدار الطويل لا تختلف بشكل ظاهر للعيان عن الموديلات القياسية، فقد يختلط الأمر في كثير من الأحيان وخاصة مع النظرة الأولى بين الإصدارات الطويلة من الفئة S من مرسيدس وسيارة الفئة السابعة من شركة بي إم دبليو مع الموديلات القياسية.

 

     وينطبق نفس الحال مع سيارة رينج روفر التي لا تشهد سوى زيادات طفيفة في الأبعاد الخارجية لها، والتي يتم التمييز بين الإصدار الطويل فيها والاصدار القياسي عن طريق علامة (L) على جانب السيارة.

 

الفخامة لها ثمنها

     وبطبيعة الحال فإن سعر الإصدار الطويل من السيارات الفارهة سيزيد نتيجة لزيادة طول قاعدة العجلات وزيادة التجهيزات الفاخرة، فمثلاً تتطلب زيادة الطول بمقدار 13 سم زيادة في التكلفة تتراوح بين أربعة آلاف و11 ألف دولاراً أمريكياً في الموديلات الفارهة بشركات أودي ومرسيدس وجاغوار. بينما حددت شركة بي إم دبليو 5500  ألف دولاراً مقابل زيادة طول قاعدة عجلات سيارتها من الفئة السابعة بمقدار 14 سم.

 

     وتسجل سيارة رولز رويس Phantom القفزة الأكبر في سعرها؛ حيث يبلغ سعر الإصدار الطويل XL بطول 09ر6 متر حوالي 663 ألف دولاراً أمريكياً، بزيادة تقدر بنحو   102 و530 ألف دولاراً عن الإصدار القياسي الذي يبلغ طوله 84ر5 متر.