اكتشاف لا يُقدر بثمن

العثور على "الرجل الحديدي" في ألمانيا

في اكتشاف خارق للعادة ويشبه إلى حد بعيد سلسلة أفلام "أنديانا جونز"، عثر باحثون ألمان على تمثال بوذي مصنوع من حجر نيزكي يعود إلى أكثر من ألف عام، سبق أن عثرت عليه بعثة ألمانية في العام 1938 ونقل بعدها إلى برلين. نتائج الاكتشاف نشرت في مجلة علم النيازك والكواكب الألمانية التي وصفت التمثال المسمى بـ "الرجل الحديدي" بأنه لا يقدر بثمن.

 

يزن التمثال حوالي 10 كيلوجرامات، ويعتقد أنه يعود إلى نحت هجين الأسلوب يجمع بين الديانة البوذية وما قبل البوذية وهو يصور إله الديانة البوذية المسمى "فايسرافانا" أو "جامبهالا" عند التبتيين.

ونقلت المجلة عن الدكتور "ألمار بوخنر" كبير الباحثين في جامعة شتوتغارت أن التمثال نحت على جزء من حجر نيزكي كان قد سقط في المناطق الحدودية بين منغوليا وسيبيريا قبل نحو 15 ألف سنة مضت.

وفي حين تم اكتشاف الحطام رسمياً عام 1913 من قبل مجموعة من المنقبين عن الذهب في شمال التبت، يعتقد أن النازيين الألمان كانوا حريصين على نقله إلى برلين في نهاية الثلاثينيات من القرن المنصرم من قبل بعثة من العلماء الألمان بقيادة عالم الأنثروبولوجيا الشهير "أرنست شيفر".

وتكشف الوثائق الألمانية أن "شيفر" تلقى دعماً لأبحاثه العلمية في شمال التبت من قبل الشرطة السرية الألمانية "أس.أس".
ويرى الباحثون في جامعة شتوتغارت أن الحجر الذي صنع منه التمثال من النيازك الحديدية النادرة التي تحتوي على كمية كبيرة من معدن النيكل.

ويرى مؤرخون أن "شيفر" كان يجري أبحاثه على علم الإنسان في شمال التبت في إطار مساعيه للعثور على أصول الجنس الآري. ومن غير المعروف كيف تم اكتشاف التمثال، ولكن يعتقد أن الصليب المعقوف الكبير المنحوت وسطه شجع الفريق البحثي النازي لإرساله إلى ألمانيا. بمجرد أن وصل إلى ميونيخ أصبح جزءاً من مجموعة خاصة بالمقتنيات النازية.

وتعد الأحجار النيزكية جزءاً أساسياً من ثقافات ديانات التجمعات السكانية القديمة بدءاً من الإسكيمو في جزيرة غرينلاند إلى السكان الأصليين في أستراليا.


فريق الدكتور "بوخنر" يعتقد أن تمثال الرجل الحديدي نشأ في التبت عندما كانت - ما زالت- ديانة "بون" ما قبل البوذية سائدة في حدود القرن الحادي عشر ميلادي.

ويقدر العلماء قيمة المعادن في هذا الحجر بنحو 30 ألف دولار، لكن القيمة الحقيقية لحجر منحوت يعود إلى أكثر من ألف عام لا تقدر بثمن.

وفي ثلاثينيات القرن المنصرم دأب النازيون على مصادرة مقتنيات أثرية وفنية من العديد من المؤسسات الأجنبية والأفراد حول العالم، كما تم جمع العديد من المقتنيات الفنية المنهوبة من الدول المحتلة من قبل النازيين في "متحف القائد" نسبة إلى أدولف هتلر.

 

نقلاً عن صحيفة العرب القطرية