شتيفان ناكازي، الخبير بمركز حماية المستهلك

تطبيقات المنزل الذكي تهدد خصوصيتك!

  دوسلدورف 20 كانون ثان/يناير (د ب أ) – لم يعد التحكم في وظيفة التدفئة في المكتب والمنزل أو استعمال الإضاءة بواسطة الهاتف الذكي من الأحلام المستقبلية، بل إنها أصبحت حقيقة واقعة منذ فترة طويلة بفضل تقنيات المنزل الذكي والتطبيقات المناسبة للأجهزة الجوالة. وعلى الرغم من هذه المزايا تنطوي تطبيقات المنزل الذكي على عيب يتمثل في جمع بيانات حول المستخدم، ما يشكل خطراً يهدد خصوصيته.

 

     وأوضح شتيفان ناكازي، الخبير بمركز حماية المستهلك بمدينة دوسلدورف الألمانية أن تطبيقات المنزل الذكي تعرف الكثير من المعلومات عن المستخدم بحسب كل وظيفة، ويمكن أن تقوم هذه التطبيقات بتحويل البيانات إلى أطراف أخرى.

 

     وأضاف الخبير الألماني قائلاً: "هناك الكثير من الشركات تهتم بمعرفة موعد قدوم المستخدم إلى البيت"، مثل شركة غوغل الأمريكية، حيث استحوذت صاحبة أشهر محرك بحث على الإنترنت مؤخراً على شركة "نست"، المتخصصة في إنتاج المنظمات الحرارية الذكية وأجهزة الكشف عن الدخان، مقابل 2ر3 مليار دولار أمريكي.

 

     ويصعب على المستخدم العادي معرفة نوع البيانات التي يقوم النظام بجمعها، وما إذا كان يتم تحويلها لأطراف أخرى أم لا، حيث يختلف ذلك بشدة من تطبيق إلى آخر. وأشار الخبير الألماني ناكازي إلى أن إلقاء نظرة على بيان الخصوصية وحماية البيانات قد يفيد المستخدم في معرفة ما إذا كان يتم جمع البيانات لأغراض خاصة، أو ما إذا كان يتم تمرير هذه البيانات إلى أطراف أخرى.

 

     ولكن إذا أراد المستخدم أن يكون في أمان بالفعل، فلابد من وجود حل جذري. وأوضح ناكازي قائلاً: "إذا كان المستخدم يهتم بجوانب الخصوصية وحماية البيانات ويحتاج إلى نظام يمكن برمجته بدون استعمال تطبيقات أو الوصول إلى الإنترنت"، فسوف يضطر إلى التخلي عن بعض الحيل الجميلة مثل تدفئة المنزل عند بعد وهو في طريق عودته بعد انتهاء العمل.

     ويرى الخبير الألماني أن هذه الوظائف المتطورة لا تمثل خسارة كبيرة في حالة عدم وجودها، وأضاف قائلاً: "كم مرة يتعين على المستخدم ضبط منظم الحرارة من جديد، إذا قام ببرمجته؟"

 

اقتحام المنزل

     وبالإضافة إلى ذلك فإن التطبيقات قد تشكل مصدراً آخر للخطورة، وخاصة إذا وقع الهاتف الذكي، الذي يتم استعماله للتحكم في وظائف المنزل الذكي، في أيدي  الغرباء في حالة السرقة أو الفقدان. وتتراوح عواقب ذلك ما بين المزاح البسيط، مثل تشغيل وإيقاف الإضاءة، ووصولاً إلى تهديدات ومخاطر حقيقية، حيث أوضح ستيفان ناكازي أحد الأمثلة على ذلك بقوله: "قد يتمكن اللصوص من رفع الستائر واقتحام المنزل من النوافذ".

 

     ويرى الخبير الألماني، الناشط في مجال حماية المستهلك، أن الحل الأكثر أمناً يتمثل في استخدام الأنظمة التي تعتمد على شبكة WLAN المنزلية ولا تعمل عن طريق الإنترنت. وفي هذه الحالة يتحول الهاتف الذكي إلى ريموت كنترول تقريباً.

 

     وإذا تعرض الهاتف الذكي للفقدان أو السرقة، فلن يتمكن اللصوص أو الغرباء من التحكم في وظائف المنزل، إلا عندما يكونوا في نطاق تغطية جهاز الراوتر، ولن تتمكن الشركات التي تسعى لجمع بيانات المستخدمين من الاستفادة من مثل هذه الحلول المخصصة للمنزل الذكي.