البروفيسور الألماني أرمين تسترمان

مُكملات الكالسيوم .. فوائد متعددة ومخاطر محتملة

بون 31  كانون أول/ديسمبر (د ب أ)- يتمتع الكالسيوم بأهمية كبيرة للجسم، لاسيما لبناء العظام والأسنان والوقاية من هشاشة العظام. وتُعد المكملات الغذائية المحتوية على هذا العنصر من أكثر أنواع المكملات رواجاً، ويتم استخدامها وتناولها بشكل آمن منذ وقت طويل. ولكن ظهرت مؤخراً نتائج بعض الدراسات التي تحذر من الإفراط في استخدام هذه المكملات، لأنها قد تنطوي على مخاطر للجهاز القلبي الوعائي، ما قد يؤدي إلى الإصابة بأزمات قلبية.

 

     وأوضح البروفيسور الألماني أرمين تسترمان، عضو الجمعية الألمانية للتغذية، أن جسم الإنسان يحتاج إلى كميات كبيرة من عنصر الكالسيوم؛ لأنه يسهم في الحفاظ على صحة العظام والأعصاب وكذلك على حركية العضلات.

 

     وأردف العالم الألماني أن الجسم يقوم بتخزين أكبر كمية من الكالسيوم داخل العظام من أجل استقرار العظام والحماية من الكسور. كما يحتاج الجسم لكميات صغيرة من هذا العنصر أيضاً من أجل الحفاظ على معدل تخثر الدم وربما لنقل الإشارات من الدم إلى الخلايا؛ ومن ثمّ فهو يؤثر على عضلة القلب ووظائفه.

 

الكمية المثالية

     وعن الكمية المثالية الموصى بتناولها من عنصر الكالسيوم أوضح تسترمان أنها تُقدر بنحو 1000 ميللي غرام يومياً بالنسبة للبالغين، موضحاً أن هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى عدم إمداد الجسم بهذه الكمية من الكالسيوم عن طريق الأطعمة كإتباع نظام غذائي يعتمد على نوعيات واحدة من الطعام وكذلك الإصابة بنقص غذائي في الكبر أو أية أمراض أخرى، ما يدفع الكثيرين لإمداد أجسامهم به عن طريق المكملات الغذائية.

 

     وأردف تسترمان: "ثبت أن إمداد الجسم بالكالسيوم في صورة مكملات غذائية يُزيد من صحة العظام ويحد من خطر الإصابة بكسور، لاسيما لدى الفئات المعرضة لهذا الخطر ككبار السن مثلاً". إلا أنه حذّر في الوقت ذاته من أن استخدام هذه المكملات لفترات طويلة يمكن أن يُزيد من خطر الإصابة بانسداد الأوعية الدموية والأزمات القلبية، مؤكداً بقوله: "العديد من الدراسات ذات الأدلة القوية، التي تم إجراؤها خلال الأعوام الماضية، أثبتت إمكانية حدوث هذه الآثار الجانبية الخطيرة".

 

     وأردف العالم الألماني أن هذه المشاكل تتفاقم بشكل كبير، لاسيما إذا كان يتم إمداد الجسم بكميات كبيرة من الكالسيوم عن طريق الأطعمة إلى جانب تناول المكملات الغذائية، مستنداً في ذلك إلى نتائج دراسة سويدية حديثة تم نشر نتائجها في مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" البريطانية، والتي أثبتت ارتفاع عدد الوفيات لدى النساء، اللائي تناولن أكثر من 1400 ميللي غرام يومياً من الكالسيوم عن طريق الأطعمة والمكملات الغذائية.

 

الحاجة للمكملات

     ومن هنا شددّ تسترمان على ضرورة ألا يتم تناول أية كميات إضافية من الكالسيوم عن طريق المكملات الغذائية، إلا إذا لم يتم ضمان إمداد الجسم بالكميات اللازمة له عن طريق الأطعمة. وبشكل عام أكدّت الرابطة الألمانية لعلم العظام أنه ينبغي ألا تتجاوز كمية الكالسيوم التي يتم إمداد الجسم بها يومياً –سواء من الأطعمة أو المكملات الغذائية- عن 1500 ميللي غرام يومياً.

     وتلتقط اختصاصي التغذية الألمانية بيترا أمبروزيوس، عضو الجمعية الألمانية للاستعلامات عن المواد الغذائية والتغذية، طرف الحديث مؤكدةً أن أغلب الأشخاص لا يُمكنهم إمداد أجسامهم بالكمية الموصى بها من الكالسيوم يومياً عن طريق الأطعمة فقط.

 

     وأشارت الخبيرة الألمانية أمبروزيوس إلى إمكانية التفكير في تناول الكالسيوم في صورة مكملات غذائية بالنسبة لمَن لم يستطع تعديل نظامه الغذائي بحيث يقوم بإمداد جسمه بكميات كافية منه، لافتةً إلى أن إمداد الجسم بكميات وفيرة من فيتامين (د) يلعب دوراً حاسماً أيضاً في هذا الشأن؛ "حيث يحتاج الجسم لهذا الفيتامين، كي يتسنى له امتصاص الكالسيوم". لذا غالباً ما تجمع العديد من المستحضرات الرائجة في الأسواق بين هذين العنصرين.

 

     وكي يتم التحقق من مدى إمداد الجسم بفيتامين (د) والكالسيوم بشكل قاطع، تنصح الخبيرة الألمانية بأنه من الأفضل أن يتم تقييم ذلك عن طريق تحليل مُفصل للقيم الغذائية تحت إشراف اختصاصي تغذية.

     وبشكل عام أكدّ البرفيسور الألماني يوهانيس بفايلشيفتر من الجمعية الألمانية لعلم الغدد الصماء أنه من المفيد أن يتم إعادة النظر بشكل كلي في مدى فائدة تناول مكملات غذائية محتوية على عنصر الكالسيوم، حتى بالنسبة للأشخاص المصابين بهشاشة العظام، مستنداً في ذلك إلى مجموعة من الدراسات الحديثة المجراه في هذا الشأن.

 

     وأردف البروفيسور الألماني: "لابد من إعادة النظر في الاعتقاد السائد بأن الإكثار من تناول الحليب والجبن وبالطبع المكملات الغذائية المحتوية على الكالسيوم يُعد السبيل للوقاية من هشاشة العظام"، مؤكداً أنه ليس هناك أي حاجة لتناول مكملات غذائية محتوية على الكالسيوم عند إمداد الجسم يومياً بـ 1000 ميللي غرام منه عن طريق الأطعمة؛ حيث لم تتوصل أي من الدراسات المجراه في هذا الشأن حتى الآن لإثبات حدوث أي فائدة على الجسم من زيادة هذه الكمية.