مؤسسة القلب الألمانية بمدينة فرانكفورت

قصور القلب .. أعراضه وسبل علاجه

فرانكفورت/ميونيخ 19 تشرين ثان/نوفمبر (د ب أ)- يعد قصور القلب من الأمراض التي يتم تشخيصها بشكل متأخر؛ حيث غالباً ما يُعزي المريض الأعراض الدالة عليه كالتعب والإرهاق إلى أسباب أخرى، مثل إيقاع الحياة السريع أو التقدم في العمر. ويسهم الخضوع للفحص فور ظهور أولى الأعراض في اكتشاف المرض مبكراً وعلاجه سريعاً وإتاحة الفرصة للمريض لممارسة حياته بشكل طبيعي.

 

وأوضحت مؤسسة القلب الألمانية بمدينة فرانكفورت أنه عند الإصابة بقصور القلب يفقد القلب قدرته على ضخ الدم بشكل سليم؛ ومن ثمّ لا يتم إمداد أعضاء الجسم بكميات وفيرة من الدم والأوكسجين، ما يؤدي إلى الشعور المستمر بالإنهاك والتعب.

 

ويلتقط طبيب القلب الألماني نوربرت سميتاك طرف الحديث ويقول إن الإصابة بقصور القلب ترجع في الغالب إلى الإصابة بأحد الأمراض الأساسية كارتفاع ضغط الدم أو أمراض شرايين القلب التاجية أو صمامات القلب أو عضلة القلب، لافتاً إلى أن إصابة عضلة القلب يُمكن أن تحدث نتيجة الذهاب إلى العمل أو ممارسة الرياضة أثناء الإصابة بنزلة البرد.

 

تورم الساقين

وأردفت المؤسسة الألمانية أنه عند الإصابة بقصور القلب تتسلل السوائل من الأوردة وتستقر بالأنسجة، ما يؤدي إلى الإصابة بتورم في الساقين،  عادةً ما يزول من تلقاء نفسه بمجرد أن يستلق المريض ليلاً؛ حيث تتراجع المياه إلى الخلف في اتجاه المثانة ويتم تصريفها عند التبول.

 

وإلى جانب الشعور بالإنهاك والتعب أو تورم الساقين أوضحت المؤسسة الألمانية أن قصور القلب يُمكن أن يظهر أيضا ًفي الشعور بضيق في التنفس عند صعود الدرج مثلاً وتراجع القدرة على بذل المجهود أو في الإصابة بحالة عامة من الوهن، تلك الأعراض التي يراها الكثيرون أنها متاعب عادية، لاسيما كبار السن؛ حيث يعتبرونها أعراضاً مصاحبة لتقدمهم في العمر.

ومن هنا شددّ سميتاك، رئيس الرابطة الألمانية لأطباء القلب بمدينة ميونيخ: "على ضرورة استشارة الطبيب لاستيضاح سبب الإصابة بمثل هذه المتاعب، لاسيما عند التحقق من وجود احتباس مائي في القدم دون وجود سبب له".

 

وعن أهمية ذلك أوضح سميتاك أن الطبيب يقوم بفحص المريض وتحليل عينة من دمه، كما يُمكنه التحقق من سلامة حجم بطيني القلب ومدى كفاءة عضلة القلب في ضخ الدم من خلال فحص القلب بجهاز تخطيط القلب الكهربائي وكذلك تخطيط صدى القلب والفحص بالموجات فوق الصوتية.

 

وللحيلولة دون تعرض مريض قصور القلب لمخاطر شديدة، أوضح سميتاك أنه عادةً ما يلجأ الأطباء لاستخدام جهاز تنظيم ضربات القلب المزوّد بجهاز مُزيل للرجفان، مؤكداً أنه لابد من الخضوع للجراحة، إذا تبيّن أن الأدوية غير كافية لعلاج المريض أو إذا كان المرض الأساسي المصاب به المريض يستلزم الخضوع للعلاج بجراحة تحويلية أو بجهاز تنظيم ضربات القلب.

 

وأردف طبيب القلب الألماني أنه عادةً ما يتم علاج المريض باستخدام أنواع مختلفة من الأدوية، موضحاً بقوله: "عادةً ما يتم البدء بإعطاء المريض مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، ثم حاصرات بيتا، وغالباً ما يتم استخدام الأدوية المُدرّة للبول أيضاً، لاسيما مع المرضى الذين يعانون من احتباس المياه"، لافتاً إلى أنه يتم البدء باستخدام هذه الأدوية في جرعات صغيرة، ثم يتم زيادة الجرعة تدريجياً حتى يتعوّد الجسم عليها.

 

ويلتقط البروفيسور شتيفان شتورك، عضو المركز الألماني لعلاج قصور القلب بمدينة فورتسبورغ، طرف الحديث محذراً من إعطاء المريض كميات كبيرة من الأدوية أو إعطائها له بشكل سريع؛ حيث يُمكن أن يتسبب ذلك في تدهور حالة المريض وفقدان جسمه القدرة على موازنة هذه الأدوية والتعامل معها.

 

وأوضح شتورك كيفية حدوث ذلك بأنه من الممكن أن تتسبب كثرة الأدوية في تجمع المياه في رئتي المريض وسد الأنسجة والأعضاء الأخرى، ما يؤدي إلى إحداث اضطرابات خطيرة في وظائفها، مطمئناً أنه في أغلب الحالات تعمل الأدوية على إعادة وظيفة عضلة القلب إلى طبيعتها.

 

 

أسلوب الحياة الصحي

 وإلى جانب الأدوية أكدّ طبيب القلب الألماني سميتاك أن إتباع أسلوب حياة صحي يلعب دوراً كبيراً في دعم مسار العلاج. لذا أوصى بضرورة التنوع في تناول الأطعمة مع الإقلال من الملح وزيادة معدل ممارسة الأنشطة الرياضية.

 

وأردف سميتاك قائلاً: "رياضات قوة التحمل، كالمشي والسباحة وركوب الدراجات، تتناسب مع هؤلاء المرضى بشكل خاص؛ لأنها تعمل على تحسين سريان الدم في العضلات؛ ومن ثمّ تُزيد من استرخاء القلب وتُحسن أدائه".

 

وحذّر الطبيب الألماني شتورك من أنه عادةً ما تكون الثلاثة أشهر الأولى بعد خروج المريض من المستشفى أكثر المراحل الحرجة بالنسبة له؛ لأنه عادةً ما يتوقف المرضى عن تناول الأدوية بانتظام وإتباع أسلوب حياة صحي بمجرد الشعور بأي تحسن.

  

     لذا شددّ شتورك على ضرورة أن يتم تناول الأدوية مع الخضوع للفحص بصورة دورية، بحيث يتم ذلك كل ستة أشهر في البداية ثم مرة واحدة كل عام، حتى بالنسبة لمَن يعانون من قصور طفيف في أداء القلب؛ ومن ثمّ يُمكن للمريض الاستمتاع بحياته دون أية متاعب.