لتنشيط المبيعات

سيارات الفان .. تسلك دروباً جديدة

(د ب أ) - بالرغم من تمتع سيارات الفان برحابة كبيرة، إلا أنها لم تعد تحظى بإقبال العملاء حالياً بسبب تصميمها غير الجذاب، لذلك تحاول شركات السيارات العالمية البحث عن اتجاهات جديدة وحلول مبتكرة لتنشيط المبيعات في هذا القطاع الهام من السيارات.

 

وأوضح لورنس فان دين آكر مدير قسم التصميمات بشركة رينو الفرنسية أن المهندسين والمصممين يواجهون صعوبات كبيرة حالياً عند تصميم النماذج الاختبارية لموديلات الفان، موضحاً :"يرغب العملاء في تمتع السيارة كالمعتاد بمساحة رحبة ومزيد من التنوع وارتفاع وضع الجلوس، لكن على الجانب الآخر يعتبرون أن التصميمات الكلاسيكية لموديلات الفان أصبحت مملة للغاية".

 

وقد لاحظ لورنس فان دين آكر أنه كلما زاد حجم هذه السيارات، تقلصت أعدادات المبيعات وحصتها في السوق. ولذلك تسعى الماركات العالمية للتغلب على هذه المشكلة من خلال ابتكار مفاهيم وحلول جديدة، فعلى سبيل المثال أعلنت شركة رينو عن طرح الجيل الجديد من سيارتها Espace في الأسواق خلال العام المقبل.

 

وأوضحت الشركة الفرنسية أن السيارة Initiale Paris الاختبارية، التي ظهرت مؤخراً بمعرض فرانكفورت الدولي للسيارات، تكشف عن الملامح المستقبلية للجيل الجديد من سيارة الفان الأوروبية العريقة. وأضاف لورنس فان دين آكر :"بالرغم من أننا نرغب بكل تأكيد في طرح السيارة Espace الجديدة، التي ستمثل دوراً رائداً في الفئة الفاخرة"، ولكن عند طرحها كسيارة فان تقليدية فلن يكون لها مستقبل في عالم السيارات.

 

ملامح الكروس أوفر

ولهذا السبب قامت شركة رينو باقتباس بعض الملامح التصميمية من فئة السيارات المخصصة للأراضي الوعرة وبذلك تحولت السيارة الفان Espace إلى موديل من فئة الكروس أوفر. وتزخر السيارة الاختبارية، التي يبلغ طولها 85ر4 متر، بالعديد من السمات والخصائص المميزة لسيارات الأراضي الوعرة مثل الخلوص الأرضي الكبير والعجلات الضخمة ومبيت العجلات القوي.

 

ولقد أثبتت الشركة الفرنسية بالفعل إمكانية نجاح هذه الاستراتيجية في فئتين من السيارات التي تحتل موقعاً أدنى من السيارة Espace ضمن باقة الموديلات القياسية عن طريق السيارة Captur، حيث حققت السيارة الفان الصغيرة Modus مبيعات جيدة في السابق، كما تلقى سيارة الأراضي الوعرة إقبالاً جيداً من قبل العملاء.

 

ولا تعتبر رينو هي الشركة الوحيدة التي تسلك طرقاً جديدة في عالم سيارات الفان، حيث تعمل شركة فولكس فاغن على تطوير سيارة أراضي وعرة كبيرة في نطاق أسعار ما بين Tiguan و Touareg.

 

وعلى الجانب الآخر ترغب شركة كيا في اقتحام فئة سيارات الفان التقليدية بسيارتها Soul وذلك لمنافسة الموديلات الأخرى في هذه الفئة مثل نيسان Note أو هوندا Jazz. وتهدف الشركة الكورية الجنوبية إلى تحويل سيارتها ذات التصميم الذي يشبه الصندوق وبخطوط حادة الزوايا والحواف إلى سيارة عائلية ذات خطوط تصميمية جذابة.

 

تصميمات جديدة

وتعمل شركة بي إم دبليو على تطوير موديل على غرار سيارة الفئة B ذات السقف المرتفع، والذي تطلق عليه الشركة الألمانية اسم Active Tourer. وتروج الشركة الألمانية لهذه السيارة ذات التصميم المبتكر بأنها تعتمد على منصة تقنية جديدة تماماً ومزودة بنظام الدفع الأمامي.

 

وقبل حوالي ستة شهور من تاريخ الطرح المُعلن قدمت شركة بي إم دبليو نموذجاً اختبارياً من هذه السيارة خلال مشاركتها في فعاليات فرانكفورت الدولي للسيارات، مع تجهيزها بدراجات سباقات فاخرة والعديد من تجهيزات أوقات الفراغ، والتي لا تدع المرء يفكر بعد الآن في اصطحاب مقاعد الأطفال على المقاعد الخلفية في السيارة أو صناديق الحفاضات في صندوق الأمتعة.

 

وينصب الاهتمام في المقام الأول مع سيارة فورد S-Max الاختبارية على الخطوط التصميمية المُعدلة والجيل الجديد من نظام المعلومات والترفيه الشبكي، ولا يظهر الاهتمام باستغلال الرحابة الكبيرة والخصائص الوظيفية العملية إلا في مرتبة متأخرة. وتعتبر المقاعد المتغيرة هي السمة الوحيدة من سيارات الفان التقليدية، التي تتيح للمستخدم إمكانية ضبطها بحيث توفر مزيداً من الرحابة للركبة والأكتاف أو زيادة سعة التحميل، وهو ما يمكن إجراءه حالياً في السيارة Espace بدون القيام بتعديلات كبيرة.

 

كما قدمت شركة فولكس فاغن إصدار السقف المرتفع من سيارتها المدمجة الأكثر مبيعاً Golf  بخطوط تصميمية أكثر أناقة ومع تمتعها بطابع أكثر رياضية، بعد أن كانت مهملة للغاية وظهرت عليها أغراض الشيخوخة. ولم تكتف شركة فولكس فاغن بتعديل التصميم الخارجي للسيارة فقط، بل قامت بتغيير اسمها من Golf Plus إلى Sportsvan لما تزخر به من خصائص ديناميكية.

 

ولكن ليست كل الشركات لديها صعوبة في التعامل مع سيارات الفان بمعناها التقليدي، حيث قدمت شركة فيات الإيطالية على سبيل المثال، خلال مشاركتها في معرض فرانكفورت الدولي مؤخراً، الموديل الطويل من سيارتها 500 الشهيرة بزيادة في الطول تبلغ 20 سم، وبالتالي فإن الموديل 500L Living يعتبر أصغر سيارة بسبعة مقاعد في العالم. وتدور تكهنات غير مؤكدة حول عزم شركة مرسيدس طرح الإصدار XL من سيارة الفئة B، والتي يمكن تجهيزها أيضاً بصف جلوس ثالث.