الجميع بين التجارة والسياحة

ميناء هامبورغ.. عامل اقتصادي رئيسي ومصدر كبير للجذب السياحي

تعد هامبورغ إحدى الولايات الاتحادية الستة عشر المكونة لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وهي تقع على نهر الإلبه العريض نسبياً والصالح للملاحة، والذي يربطها ببحر الشمال. ويعتبر ميناء هامبورغ القوة الدافعة وراء تطوير هامبورغ. فهذا الميناء لا يعتبر مجرد عامل اقتصادي، بل مصدر كبير للجذب السياحي، لاسيما مع ما يتميز به من موقع مركزي في قلب المدينة.

 

 

يعتبر الميناء مركز الجذب الأساسي في هامبورغ. ففي بعض الموانئ لا يوجد أمام المرء الكثير كي يراه باستثناء مصافي النفط ورافعات الحاويات. ولكن هناك مداخل موانئ جميلة ومذهلة، تزينها الرحلات البحرية، بحيث تسعد كل زائر. فسحر هذه الموانئ وعظمتها تأسر ضيوف المدينة وأهلها الذين يستيقظون طوعاً في الصباح المبكر كي يقفوا على سور مدخل الميناء في الوقت المناسب، ويتمتعوا بأجمل موانئ الرحلات البحرية في العالم. وهذا ما ينطبق على مدينة هامبورغ التي ترتبط دوماً بالبحارة والسفن والميناء، لاسيما وأن المياه تمثل أهم المظاهر الساحرة فيها. وعلى الرغم من وجود الكثير من المدن التي تتمتع بميناء جميل، إلا أن ميناء هامبورغ مختلف ومتفرد، لاسيما أنه يقع في قلب المدينة. فنهر الإلبه والميناء يمثلان شريانها الاقتصادي كما يضفيان على الحياة فيها جواً بحرياً فريداً من نوعه. ولكن ميناء هامبورغ لا يقصتر على كونه القوة الدافعة وراء تطوير هامبورغ أو مجرد عامل اقتصادي، بل يمثل مصدراً كبيراً للجذب السياحي. ومن خلال هذه الواجهة البحرية، تعتبر هامبورغ بلا منازع منفذ الرحلات البحرية في ألمانيا.

كما يشهد هذا الميناء كل عام واحدة من أهم فعاليات الميناء والمتمثلة في  الذكرى السنوية لتأسيسه، حيث تشارك مجموعة من السفن في مسيرة كبيرة في الميناء. ومن يحظى بحضور هذه الفعالية المثيرة، فسوف يتمكن بلا شك من رؤية مشهد فني رائع، لاسيما عندما تشرع السفن بالدوران وكأنها ترقص باليه. كما تقام كل سنتين فعالية (أيام كروز هامبورغ) حيث تتوافد مئات السفن إلى أرصفة الميناء وتحتفل بتسيير موكب ضخم يشارك فيه دوماً عدد كبير من السفن السياحية.

إن أفضل وسيلة لاستكشاف الميناء هي بالتأكيد من خلال رحلة بواسطة القارب ذهاباً وإياباً. وبشكل عام، فإنه عند قيامك بجولات سياحية مائية في الميناء أو زيارة إحدى السفن-المتحف الأسطورية، فمن المؤكد أنك سوف تستشعر أجواء الماضي والبلاد البعيدة وسوف تتعرف عن قرب على أسباب إطلاق لقب "البوابة إلى العالم" على مدينة هامبورغ!

وفي حين أن مشهد عمليات رسو وانطلاق السفن وتحميل وتفريغ البضائع في ميناء هامبورغ يتصف بالروعة، فإن الميناء يضم أيضاً مرافق ثقافية وترفيهية راسخة. فمدينة المستودعات التاريخية (شبايشر شتادت) مثلاً تعتبر موطناً للعديد من المتاحف ومراكز الترفيه المختلفة.

ومن الجدير بالذكر أن مدنية هامبورغ تضم مصانع شركة "إيرباص" المصنّعة لأكبر الطائرات التجارية في العالم، إلى جانب وجود مقار شركات "فيليبس" و"أوتو" و"نيفيا بايرسدورف". إضافة إلى ذلك، تتخذ العديد من الشركات الكبيرة الأخرى من هامبورغ مقراً لها، مما يُعطي هذه المدينة ثقلاً اقتصادياً يميزها عن باقي مدن ألمانيا. وإلى جانب أهميتها الاقتصادية، تعتبر هامبورغ مدينة سياحية بإمتياز، وقد استطاعت أن تجذب إليها في كل عام عدداً كبيراً من السائحين القادمين من مختلف دول العالم ومن بينهم الزوار القادمين من دول الخليج العربي، لاسيما من السعودية والإمارات والكويت.