تسليط الأضواء على سيارات الأحلام

معرض فرانكفورت .. ملتقى عشاق القوة الحصانية الخارقة

(د ب أ) - على الرغم من أن اهتمام شركات السيارات العالمية ينصب حالياً على السيارات المدمجة وموديلات الفان العائلية والنماذج الكهربائية، إلا أن أروقة معرض فرانكفورت الدولي للسيارات، الممتد حتى 22 أيلول/سبتمبر الجاري، شهدت أيضاً إزاحة الستار عن العديد من السيارات الرياضية والموديلات ذات القوة الحصانية الخارقة، بالإضافة إلى تسليط الأضواء على سيارات الأحلام والطرازات المُعدلة.

 

      ويمتد نطاق القوة الحصانية في الموديلات الجديدة بدءاً من سيارة مرسيدس S 63 AMG  بقوة 430  كيلووات/585 حصان، والتي تعتبر بحسب تأكيدات المتحدث الإعلامي باسم الشركة الألمانية "أكثر سيارات الفئة S   رياضيةً على مر العصور"، وصولاً إلى الموديل الرياضي R  الجديد من أيقونة فولكس فاغن Golf الخالدة، والذي يتربع أيضاً على عرش الموديلات من حيث القوة الحصانية؛ لأنه يتمتع بقوة 221  كيلووات/300 حصان، وبالتالي فإن هذه السيارة تعتبر أقوى موديل على الإطلاق في تاريخ السيارة Golf .

 

      وبفضل هذه القوة الحصانية الكبيرة تنطلق السيارة المدمجة من الثبات حتى سرعة 100 كلم/ساعة في غضون 9ر4  ثانية، وتؤكد الشركة الألمانية على أهمية هذا الموديل الرياضي؛ لأنه يتم لأول كسر حاجز 5  ثوان للانطلاق من الثبات إلى سرعة 100 كلم/ساعة في تاريخ شركة فولكس فاغن.

 

      وتعتبر سيارة فولكس فاغن Golf R  الرياضية بمثابة ملكة متوجة على عرش الموديلات المدمجة، ولكن من الواضح أن هذا الوضع لن يدوم طويلاً، حيث أعلنت شركات عالمية كثيرة عن تقديم نماذج اختبارية تهدد عرش الأيقونة الألمانية الخالدة، فعلى سبيل المثال أوضحت شركة بيجو الفرنسية أن جناحها بمعرض فرانكفورت سيشهد إزاحة الستار عن نموذج اختباري قريب من مرحلة الإنتاج بقوة 196  كيلووات/270 حصان اعتماداً على السيارة 308 GTI .

 

      كما كشفت شركة هوندا عن الصور الأولى لسيارتها Civic Type R الجديدة، والتي أجرى أحد نماذجها الاختبارية مؤخراً اختبارات قيادة على حلبة السباقات الألمانية نوربورغرينغ. وأوضح مانابو نيشيما، مدير شركة هوندا في أوروبا، أنه من المتوقع طرح السيارة الرياضية المدمجة الجديدة، التي تبلغ قوتها 206  كيلووات/280 حصان على الأقل، في الأسواق خلال 2015، وستمتاز بأنها أسرع سيارة مزودة بنظام الدفع الأمامي تجتاز حلبة السباقات الألمانية الشهيرة.

 

موديلات خارقة

        وعلى الرغم من زيادة قوة الموديلات السابقة، إلا أن عشاق السيارات الرياضية الخالصة يرونها مجرد مزاح في عالم القوة الحصانية الخارقة؛ لأن الشركات العالمية المتخصصة في هذا النوع من السيارات قدمت العديد من النماذج والموديلات الخارقة التي لاقت صدى كبيراً لدى زوار معرض فرانكفورت الدولي، ومنها على سبيل المثال شركة لامبورغيني التي سلطت الأضواء على سيارتها Gallardo Squadra Corse  بقوة 419  كيلووات/570 حصان، والتي تمثل مرحلة التطوير الأخير قبل إطلاق الجيل الجديد منها.

 

      وشهد جناح شركة بنتلي كشف النقاب عن السيارة Continental V8S  بقوة 389  كيلووات/528 حصان، وقدمت شركة فيراري إصداراً مُعدلاً من سيارتها 458 Italia  مع زيادة قوتها إلى 445  كيلووات/605 حصان. وتروج الشركة الإيطالية للموديل الخاص Speciale  الجديد بأنه يشتمل على أقوى محرك سحب طبيعي ثماني الأسطوانات في العالم اعتماداً على قوة المحرك لكل لتر من السعة الحجمية.

 

      واحتفلت شركة بورشه الألمانية باليوبيل الذهبي لأيقونتها 911  الشهيرة خلال دورة معرض فرانكفورت لهذا العام، حيث قدمت اثنين من الموديلات الجديدة احتفالاً بهذه المناسبة السعيدة، وهما موديل خاص يزخر بالكثير من الاقتباسات التصميمية التاريخية، وسيارة 911  تربو جديدة بقوة 412 كيلووات/560 حصان.

 

الحفاظ على البيئة

      ومن خلال الاعتماد على نماذج شركة بورشه الألمانية وغيرها من الماركات العالمية، يمكن ملاحظة كيف حاولت شركات السيارات زيادة قوة سيارتها السوبر رياضية وفي نفس الوقت الحفاظ على البيئة من خلال خفض معدل الانبعاثات الضارة. وقد أعلنت شركة بورشه أن سيارتها 918 Spyder  الجديدة تتمتع بقوة خارقة تبلغ 652  كيلووات/887 حصان وتحتاج إلى معدل استهلاك يبلغ 0ر3 لتر/100 كلم، بل إن سيارة أودي Sport Quattro  الاختبارية بقوة 515  كيلووات/700 حصان تكتفي بمعدل استهلاك يبلغ 5ر2  لتر/100 كلم.

 

      ويرجع ذلك إلى اعتماد هذه الموديلات على منظومة دفع هجين Plug-in، تجمع بين محرك احتراق داخلي ومحرك كهربائي، كما هو الحال مع سيارة بي إم دبليو i8، وتؤكد الشركة الألمانية أن السيارة الاختبارية الجديدة يمكنها قطع عدة كيلومترات دون أن يصدر عنها أية انبعاثات ضارة بالبيئة، وذلك عند تشغيلها في وضع التشغيل بالطاقة الكهربائية. ولكن من الواضح أن مثل هذه السيارات لن تتمتع في الممارسة العملية بنفس درجة الكفاءة والفعالية التي ظهرت بها في دورات القيادة المعيارية، إلا في حالات استثنائية فقط.

 

تعديل بلا حدود

      وبينما تحاول الشركات المتخصصة في إنتاج الموديلات بأعداد كبيرة ممارسة نوع من ضبط النفس عند زيادة قوة السيارات السوبر رياضية، نجد أن الشركات المتخصصة في تعديل الموديلات لا تتقيد بحدود في مضمار زيادة قوة المحرك. وأكدت فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للسيارات خلال هذا العام أن روشتة النجاح في هذا المجال تتلخص في تقديم محركات جبارة وتصاميم ملفتة للأنظار وألوان صارخة، حيث قامت شركة Mansory  الألمانية بتعديل سيارة لامبورغيني Aventador  وحولتها إلى السيارة Carbonado  بقوة 920 كيلووات/1250 حصان، والتي لفتت الأنظار إليها بشدة من خلال مظهر ألياف الكربون.

 

      كما شهد جناح شركة TechArt  المتخصصة في تعديلات موديلات بورشه ظهور الموديل GrandGT  من الأيقونة باناميرا الشهيرة وكذلك موديل من السيارة  Cayenne  باللون الأحمر الناري مع جنوط باللون الذهبي، وحفل جناح شركة Carlsson  بإشراق العديد من الموديلات المُعدلة ومنها سيارة مرسيدس CLA، والتي تمت زيادة قوتها من 265  كيلووات/360 حصان في الموديل القياسي إلى 331   كيلووات/450 حصان في الموديل المعدل RSR.

 

      ولكن أضخم موديل بمعنى الكلمة ظهر في جناح شركة برابوس المتخصصة في تعديل موديلات شركة مرسيدس الألمانية. وإلى جانب الإصدارات المُعدلة من الفئة S الفارهة والفئة A  المدمجة قدمت الشركة السيارة  G 6x6  المُعدلة، التي يتم طرحها من قبل مصنع مرسيدس بقوة 400  كيلووات/544 حصان. ولكن شركة برابوس تقدم سيارة الأراضي الوعرة ثلاثية المحاور حالياً بقوة 515 كيلووات/ 700 حصان، وأصبحت الرفارف العريضة في السيارة المُعدلة أكثر إثارة للإعجاب من الرفارف الضخمة بالفعل في الموديل القياسي.

 

     وتتمتع سيارة برابوس المُعدلة بشخصية ملفتة للأنظار بعد التوقف في إشارات المرور، حيث إنها تنطلق من الثبات حتى سرعة 100  كلم/ساعة في غضون 4ر7  ثانية. ولكن على الطرق السريعة لا تفيد هذه القوة الحصانية الكبيرة كثيراً مع سيارة يبلغ وزنها حوالي أربعة أطنان، حيث يقف مؤشر السرعة القصوى لها عند 160  كلم/ساعة.