مجلة "بي سي براكسيس" الألمانية

تقنيات DLNA وAirplay .. أدوات لربط الأجهزة بالشبكة المنزلية

مع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي أصبحت كل الأجهزة الإلكترونية تقريباً قابلة للاندماج والتوصيل بالشبكة المنزلية، بدءاً من التلفاز وصولاً إلى مشغل أسطوانات البلوراي. حتى أن عمليات التوصيل اللاسلكي باتت سهلة بفضل المعايير الحديثة مثل تقنية DLNA وتقنية Airplay. ولا تقتصر وظيفة الأجهزة المتصلة بالشبكة على تدفق مقاطع الفيديو والموسيقى من الإنترنت فحسب، بل يمكنها استدعاء محتويات الميديا من الشبكة المنزلية أيضاً.

 

ويشير الاختصار المكون من أربعة حروف DLNA إلى "تحالف الشبكة الرقمية الحية" «Digital Living Network Alliance»، ويقول ماركوس ميزغالسكي من مجلة "بي سي براكسيس" الألمانية :"هذا التحالف عبارة عن رابطة تضم حوالي 250 شركة قامت بإنشاء معيار موحد، كي تتمكن أجهزة هذه الشركات من إتاحة بيانات الملتيميديا وتدفقها وتشغيلها عبر الشبكة".

 

وإلى جانب أجهزة التلفاز هناك العديد من الأجهزة الأخرى القابلة للتوصيل بتقنية DLNA، منها على سبيل المثال مشغلات أسطوانات البلوراي وأجهزة استقبال الأقمار الصناعية وراديو الإنترنت والسماعات اللاسلكية وأجهزة الاستقبال AV، بالإضافة إلى وحدات التخزين الشبكية وأجهزة الراوتر وكذلك الهواتف الذكية والحواسب اللوحية. وإذا كان هناك اثنان من الأجهزة التي تدعم تقنية DLNA، فإنهما يتواصلان عبر الشبكة، حتى إذا كانا من شركات مختلفة. وبالتالي فإن عملية إنشاء شبكة منزلية قد أصبحت سهلة للغاية حتى بالنسبة للمبتدئين.

 

وتتنوع سيناريوهات الاستخدام بدرجة كبيرة للغاية، ويقول أندرياس فرانك، المحرر بمجلة "كونكتد هوم" الألمانية :"إذا كان المستخدم يحتفظ بمكتبة محتويات الميديا على حاسوبه في غرفة المكتب، فيمكنه عن طريق تقنية DLNA مشاهدة الصور والاستماع إلى أغانيه المفضلة وهو يجلس باسترخاء على الأريكة في غرفة المعيشة، سواء كان يتم تدفق البيانات إلى التلفاز أو الحاسب اللوحي مباشرة". وفي تلك الأثناء لم يَعد مكان تخزين البيانات من الأمور المهمة.

 

الركيزة الأساسية

ويعتبر جهاز الراوتر هو الركيزة الأساسية في أي شبكة منزلية، حيث إنه يقوم بتوزيع البيانات بين الأجهزة المختلفة. وبالنسبة لتدفق بيانات الملتيميديا عادة ما يكفي استعمال جهاز راوتر مزود بمنفذ إيثرنت، الذي يقوم بنقل البيانات بسرعة 100 ميغابت/ثانية. وتظهر فائدة منفذ Gigabit-LAN، الذي يعمل بسرعة 1000 ميغابت/ثانية، بصفة خاصة عند نسخ البيانات بسرعة بين اثنين من الأجهزة في الشبكة المنزلية.

 

ولكي يتمتع المستخدم بتدفق البيانات لاسلكياً بشكل سلسل، فينبغي أن يدعم جهاز الراوتر معيار WLAN 802.11n السريع. وعلى الرغم من أن الجيل التالي لهذا المعيار 802.11ac يمتاز بأنه أسرع، غير أنه لا يتوافر سوى في عدد قليل من الأجهزة حتى الآن. وتظهر ميزة حقيقية لجهاز الراوتر حالياً عندما يقوم بنقل البيانات لاسلكياً في النطاق 5 غيغاهرتز إلى جانب النطاق 4ر2 غيغاهرتز.

 

وأوضح الخبير الألماني أندرياس فرانك فائدة ذلك بقوله :"تعمل الغالبية العظمى من أجهزة الراوتر حالياً في النطاق 4ر2 غيغاهرتز، بالتالي فإنها تتداخل مع بعضها البعض، في حين أن النطاق 5 غيغاهرتز لا يزال قليل الاستخدام نسبياً، وبالتالي فإنه يوفر المزيد من الإمكانيات". وكي يتم تغيير التردد يجب أن تدعم جميع الأجهزة الطرفية النطاقين إلى جانب جهاز الراوتر. وإذا كان المستخدم يتوافر لديه ما يُسمى بجهاز "الراوتر مزدوج النطاق"، فيمكنه إنشاء شبكتين متوازيتين على كلا الترددين.

 

وغالباً ما يعتبر تشغيل سيرفر الميديا أكثر صعوبة من إنشاء شبكة WLAN اللاسلكية خاصة للمستخدمين العاديين. وسيرفر الميديا عبارة عن الجهاز، الذي يتم تخزين مقاطع الفيديو وملفات الموسيقى عليه في الشبكة المنزلية، وقد تقوم وحدة تخزين شبكية (NAS) مثلاً بهذا الدور في الشبكة المنزلية.

 

معالج تثبيت

وينبغي على المبتدئين عند الشراء مراعاة أن يشتمل الجهاز على معالج تثبيت، حتى يساعدهم في خطواتهم الأولى. وإذا كان المستخدم لا يرغب في بذل بعض الجهد فيمكنه إتاحة البيانات على حاسوب مزود بأداة الشبكة الموجودة ضمن نظام تشغيل الويندوز. وعندئذ لا تتم عملية تدفق البيانات إلا عندما يكون الحاسوب مشغلاً.

 

وإلى جانب تقنية DLNA يتوافر لأصحاب أجهزة آبل الشهيرة تقنية تدفق البيانات Airplay. ويتوافر هذا المعيار لجميع الأجهزة المزودة بنظام التشغيل آي أو إس بدءاً من الإصدار 4.3 على الأقل، كما يوفر برنامج آي تيونز دعماً لتقنية Airplay منذ الإصدار 10.2. ويمكن استقبال تدفق البيانات على أجهزة مختلفة، مثل السماعات اللاسلكية أو أجهزة استقبال AV وكذلك أجهزة الاستقبال الرقمي المتعددة مثل تلفاز آبل.

 

وأوضح أندرياس فرانك مبدأ عمل هذه التقنية بقوله :"تظهر الأجهزة تلقائياً في قائمة AirPlay بمجرد أن يتم توصيلها بنفس شبكة WLAN اللاسلكية أو جهاز الراوتر". وتمتاز تقنية Airplay ببعض وظائف الراحة مقارنة بتقنية DLNA، فعلى سبيل المثال تعمل شركة آبل الأمريكية من خلال قواعد صارمة على أن تكون طريقة الاستعمال واحدة في كل مكان.

 

وأضاف الخبير الألماني أن تقنية AirPlay غالباً ما تكون أقل استقراراً من الناحية العملية، فضلاً عن أن الأجهزة التي تدعم معيار آبل لا تزال باهظة التكلفة نسبياً، في حين أن السماعات الأقل تكلفة تشتمل على تقنية DLNA ضمن باقة تجهيزاتها القياسية. ولا تتمكن الهواتف الذكية والحواسب اللوحية المزودة بنظام غوغل أندرويد من إرسال الموسيقى إلى الأجهزة المزودة بتقنية Airplay إلا عن طريق تطبيقات غير رسمية.