مع انطلاق حملتها الإنتخابية
ميركل: انتخاب المعارضة يعرض النجاح الألماني للخطر
أطلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حملتها الانتخابية بشكل رسمي يوم الاثنين 24 يونيو 2013 في برلين داعية مواطنيها لانتخابها لفترة ثالثة على رأس الحكومة الألمانية.
وحذرت ميركل التي تحكم أكبر اقتصاد في أوروبا الناخبين الألمان من أن نجاح المعارضة في الانتخابات المقررة في أيلول/سبتمبر سيعرض النجاح الاقتصادي الذي حققته مؤخرا على رأس حكومتها للخطر.
وقالت ميركل:"المسألة تتخلص فيما إذا كانت ألمانيا ستحافظ على سياستها الناجحة أم أنها ستتراجع تحت حكم ائتلاف من الاشتراكيين والخضر واليساريين".
وجاءت كلمة ميركل في مؤتمر لحزبها المسيحي الديمقراطي في برلين اليوم حيث أعلنت المستشارة الألمانية عن ميثاق انتخابي يتضمن وعودا انتخابية بتحقيق رخاء واسع للألمان ولكنها في الوقت ذاته دعت حكومتها الائتلافية للانضباط وعدم التفكير في فرض زيادات ضريبية.
ورغم تزايد الانتقادات الموجهة للبرنامج الانتخابي لميركل ورغم المعارضة التي قوبلت بها سياستها في التعامل مع الأزمة المالية وأزمة الديون في عدد من دول منطقة العملة الأوروبية الموحدة، اليورو، إلا أن ميركل بدأت حملتها في ظل استطلاعات رأي واسعة شهدت لها بتقدم شعبيتها على منافسيها.
ويعتقد محللون بأن هناك فرصة أمام الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب الخضر المعارضين لتشكيل ائتلاف قادر على الإطاحة بميركل وائتلافها الحالي.
ولكن استطلاعات الرأي تشير دائما إلى تقدم حزب ميركل المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي المسيحي في ولاية بافاريا،الشقيق الأصغر في التحالف المسيحي الديمقراطي حيث توقعت هذه الاستطلاعات حصول تحالف ميركل على أكثر من 40% خلال الانتخابات المقبلة ليشكل بذلك أكبر كتلة في البرلمان الألماني المقبل.
ونتيجة لذلك فإن السؤال الرئيسي الذي يظل يطرح نفسه في ضوء الانتخابات المقبلة هو عن الحزب الذي سيقع عليه اختيار ميركل بعد نجاحها في الانتخابات المقبلة ليساعدها في تشكيل الحكومة الائتلافية المقبلة.
وقالت المحللة السياسية بيرنيله بومهولد نيلسن،المحللة السياسية:"تشير استطلاعات الرأي إلى أن ميركل ستظل المستشارة ولكن ائتلافها الحكومي مع الحزب الديمقراطي الحر.. لن يحصل بالضرورة على الأغلبية الضرورية لتشكيل الحكومة".
وتوقعت نيلسن أن تنجح ستة أحزاب ألمانية على الأقل في الحصول على مقاعد في البرلمان الألماني "بوندستاج" وهو ما يعني حسب نيلسن وجود أكثر من أربعة خيارات لتشكيل الائتلاف الحكومي المقبل في برلين بدءا من ائتلاف أحزاب يمين الوسط وانتهاء بأحزاب يسار الوسط.
كما أن التشكيكات من جانب حليف ميركل في الائتلاف الحكومي،الحزب الديمقراطي الحر الداعم للرأسمالية،بشأن تكاليف الوعود الانتخابية التي قدمتها ميركل للمواطنين زادت من التكهنات بشأن ما إذا كانت ميركل ستتخلى عن هذا الحليف التقليدي في الحكومة وتميل للحزب الاشتراكي الديمقراطي أو حزب الخضر عن تشكيل الحكومة المقبلة في حالة نجاحها.
وفي الوقت ذته فإن ميركل استفادت من عدم شعبية معارضها الرئيسي،بير شتاينبروك،مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي على منصب المستشار والذي مني بالكثير من الزلات والعثرات منذ إعلانه مرشحا عن حزبه لمنافسة ميركل.
وأشار استطلاع للرأي أجراه معهد فورزا المتخصص وأعلن عنه الأسبوع الماضي إلى أن ميركل ستحصل على 58% من أصوات الناخبين مقابل 18% لمنافسها شتاينبروك إذا أجريت انتخابات مباشرة بين الاثنين.
وعن ذلك يقول مانفريد كولنر،رئيس معهد فورزا:"لدى الناس انطباع بأن المرشح الاشتراكي لمنصب المستشار وحزبه لا يقفان معا".
ولكن نجاح ميركل في الوصول بحزبها للحكم مرة ثانية ينم عن نجاحها منذ وصولها للحكم عام 2005 في تطوير سياسة موضوعية وواقعية مع قضايا البلاد،خاصة نجاحها في اقتباس السياسات الناجحة لمعارضيها بما في ذلك انتهاج تحول رئيسي في سياسة الطاقة من خلال تخليها عن دعم الطاقة النووية في أعقاب كارثة مفاعل فوكوشيما النووي في اليابان عام 2011 وتبنيها خطط حزب الخضر بشأن إنهاء الاعتماد على الطاقة النووية بعد تنقيح هذه الخطط.
كما بدأت ميركل في وضع خطط موازية لرؤية الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض بشأن اعتماد حد أدنى للأجور.