بيرند تايس من مجلة الاتصالات "كونيكت"
مزاياالفابليت .. هاتف ذكي وحاسب لوحي في جهاز واحد
يشهد عالم الإلكترونيات حالياً ظهور فئة جديدة من الأجهزة تجمع ما بين مزايا الهاتف الذكي وخصائص الحاسب اللوحي وتعرف باسم فابليت "Phablet" أو سمارتلت "Smartlet". وفي هذه الفئة تحاول الكثير من الشركات العالمية دمج مزايا وخصائص الجهازين معاً في جهاز واحد. وعادةً ما يتراوح مقاس الشاشة في أجهزة الفابلت ما بين 5ر4 و 7 بوصة، وهي الفجوة ما بين أكبر هاتف ذكي وأصغر حاسب لوحي.
ويتمثل الفرق الأساسي بين الحاسب اللوحي وجهاز الفابليت في وظيفة الهاتف، التي لا تتوافر في الحواسب اللوحية. ومع ذلك يتعين على المستخدم تقديم بعض التنازلات عند إجراء المكالمات الهاتفية بواسطة أجهزة الفابليت؛ لأن تصميم الجهاز ووزنه الكبير يزيد من صعوبة إجراء الاتصالات الهاتفية بدون استعمال سماعة أذن. وأوضحت ليزا براك، من مجلة الكمبيوتر «شيب» الصادرة بمدينة ميونيخ الألمانية، :"لا يناسب بعض الأشخاص وضع لوح على أذنيهم".
ومن جهته قال بيرند تايس، من مجلة الاتصالات "كونيكت" الصادرة بمدينة ميونيخ الألمانية، إنه ينبغي على المستخدم قبل شراء جهاز الفابليت التحقق من سلوكياته وعاداته أثناء إجراء المكالمات الهاتفية، كذلك التأكد من الموضع الذي يحمل فيه هاتفه الذكي.
وأضاف الخبير الألماني أنه يجب على المستخدم أن يطرح على نفسه تساؤلات مثل كم عدد المكالمات الهاتفية التي يتم إجراؤها وما هي مدتها، وما مدى الراحة في حالة استعمال سماعة الأذن. بالإضافة إلى هل سيتمكن المستخدم من وضع جهاز الفابليت في جيوب ملابسه المعتادة. ويمكن وضع جهاز فابليت بشاشة مقاس 5ر4 بوصة في جيوب السروال، إلا أن هذا الأمر يكون صعباً مع الأجهزة المزودة بشاشة مقاس 5 بوصات أو أكثر.
مقاس الشاشة
ومع ذلك يزداد مقاس الشاشة بالهواتف الذكية الفاخرة باستمرار متجاوزاً حد 5ر4 بوصة، ومن أحدث الأمثلة على ذلك جهاز سامسونغ Galaxy S4 بشاشة مقاس 5 بوصات وسوني Xperia Z وتي إتش سي Butterfly وهواوي Ascend D2. وأضافت ليزا براك :"هناك الكثير من المستخدمين حالياً يرغبون في شاشة مقاس 5 بوصات، ويمكنهم التعامل معها".
ويتوافر أمام المستخدم حالياً باقة متنوعة من أجهزة الفابليت المزودة بنظام غوغل أندرويد. ولا تشتمل باقة موديلات آبل على أي جهاز من هذه الفئة الجديدة، أما أجهزة الفابليت المزودة بنظام ويندوز فون فهي قليلة للغاية، مثل نوكيا لوميا 920 و 925 بشاشة مقاس 5ر4 بوصة، وجهاز سامسونغ Ativ S (8ر4 بوصة)، وكذلك جهاز Titan (7ر4 بوصة)، بالرغم من دقة الوضوح المنخفضة، وينظر الخبراء إلى هذه الموديلات باعتبارها أجهزة فابليت صغيرة.
وهناك العديد من الأجهزة المزودة بشاشة مقاس 7ر4 بوصة وتعمل بنظام غوغل أندرويد وتُعد بمثابة موديلات أساسية في فئة أجهزة الفابليت، ومنها على سبيل المثال أوبتيموس 4X HD أو غوغل Nexus 4 من إنتاج شركة "إل جي" وكذلك جهاز إتش تي سي One أو موتورولا Razr HD.
وبلا أدنى شك تُعد أجهزة مثل هواوي Ascend Mate بشاشة 1ر6 بوصة أو سامسونغ Galaxy Mega 6.3 بشاشة 3ر6 بوصة تجسيداً حقيقياً عن فئة أجهزة الفابليت الجديدة، في حين يعتبر جهاز آسوس Fonepad المزود بشاشة مقاس 7 بوصات بمثابة حاسب لوحي صغير ذي وظيفة الهاتف، والتي يمكن استعمالها بالفعل بدون سماعة أذن.
استهلاك الطاقة
ولا تختلف فترة تشغيل البطارية في أجهزة الفابليت الجديدة كثيراً عن الهواتف الذكية، وعادةً ما يتم معادلة زيادة استهلاك الطاقة الكهربائية بسبب الشاشات الكبيرة في أجهزة الفابليت عن طريق تزويدها ببطاريات أكبر. وتنصح الخبيرة الألمانية ليزا براك قائلة :"ينبغي على المستخدم مراعاة ألا تقل سعة البطارية عن 3000 مللي أمبير/ساعة". وينطبق ذلك على الأجهزة المزودة بشاشة مقاس 5 أو 6 بوصات على الأقل.
أما الشاشات الأكبر فإنها تعتبر الميزة الأكثر وضوحاً لأجهزة الفابليت الجديدة. وأوضح هانس تشيرولا من مجلة «c't» الصادرة بمدينة هامبورغ الألمانية :"توفر هذه الشاشات راحة أكبر أثناء الاستعمال، حيث يتمكن المستخدم من تصفح مواقع الويب بدون الاضطرار إلى تكبير المنظر".
كما تظهر مزايا الشاشات الأكبر عند تحرير المستندات أو مشاهدة مقاطع الفيديو. ومع ذلك يجب ألا تكون دقة الوضوح منخفضة للغاية. ويؤكد الخبراء على ضرورة توافر دقة الوضوح الفائق HD (1280 x 720 بيكسل) على الأقل في جهاز الفابليت، وخاصة إذا كان المستخدم سيعتمد عليه في القراءة كثيراً.
وتتمتع أجهزة الفابليت من سامسونغ Galaxy Note (3ر5 بوصة) وموديل Note 2 (5ر5 بوصة) بميزة خاصة من خلال قلم الإدخال الحساس للضغط. وأوضح الخبير الألماني هانس تشيرولا :"تعمل وظيفة التعرف على الكتابة بالخط اليدوي بصورة جيدة للغاية عن طريق هذا القلم". كما أن الرسم بواسطة القلم أصبح أكثر سهولة من الرسم عن طريق الإصبع. وعلى الرغم من توافر أقلام الإدخال كملحقات تكميلية وإكسسوارات للأجهزة الأخرى، إلا أن وظيفة التعرف على الكتابة بالقلم والخط اليدوي غالباً ما تكون غير مدمجة في نظام التشغيل، وبالتالي فإنها تكون غير مريحة في الاستعمال.
وبدلاً من جهاز الفابليت يمكن للمستخدم الاعتماد على هاتف ذكي عادي مع حاسب لوحي صغير بشاشة مقاس 7 أو 8 بوصات. وتتمثل ميزة هذا الحل في أن الهاتف الذكي يمكن وضعه في جيب السروال، وبالتالي يتمكن المستخدم من اصطحابه معه باستمرار، أما الحاسب اللوحي الأكبر فلا يتم حمله إلا إذا كان المستخدم سيحتاج إليه.
وفي نهاية المطاف فإن اختيار المستخدم لأحد الخيارات عادةً ما يرجع إلى تفضيلاته الشخصية، ويقول الخبير الألماني تشيرولا :"أجهزة الفابليت عبارة عن حلول وسط، وبالتالي لا يمكنها تقديم وظائف فائقة". ويشترك الخبير الألماني بيرند تايس في هذا الرأي أيضاً، وينصح قائلاً :"من الأفضل لمعظم الأشخاص استعمال جهازين؛ لأنهم يحتاجون إلى الهواتف الذكية باستمرار، أما الحاسب اللوحي فإنهم يستخدمونه من وقت إلى آخر".