ضفة المتاحف في فرانكفورت.. عقد لؤلؤ يزين ضفاف نهر الماين

بالتجول على طول (ضفة المتاحف) على ضفاف نهر الماين سيجد عشاق الثقافة مجموعة متنوعة من المتاحف القيمة ذات المجالات المتخصصة، بدءاً بالهندسة المعمارية والأفلام ووصولاً إلى الفن الحديث، بالإضافة طبعاً إلى العديد من المعروضات الأخرى والمنحوتات القديمة. وهذه مجموعة مختارة من المتاحف التي قد تهمك:


  • متحف شتيدل (Staedel) يقع مباشرة على ضفة النهر، ومعروف أنه واحد من أقدم وأهم المتاحف التي تأسست في ألمانيا وواحد من أبرز المتاحف العالمية. وتحتوي معروضات المتحف على مقتنيات تغطي حوالي سبعة قرون من الفن.

  • متحف الهندسة المعمارية الألماني (Deutsches Architektur Museum) تأسس في عام 1979، وهو المتحف الوحيد من نوعه في القارة الأوروبية. ويعرض هذا المتحف، على مدار السنة، الهندسة المعمارية الحديثة الألمانية والأجنبية، سواء أكان ذلك من خلال المعارض الكبرى المتنوعة التي تقام فيه أو من خلال أصغر المعارض.

  • متحف النحوت القديمة (Liebieghaus Skulpturensammlung) مع حديقته المثالية هو بلا شك جوهرة من جواهر ضفة المتاحف في فرانكفورت. ويقدم المتحف لمحة فريدة من نوعها لتطور فن النحت مع روائع المعروضات التي تمثل 5000 عام من فن النحت.

  • متحف الفن الحديث (Museum fuer Moderne Kunst) هو واحد من أروع المباني وواحد من أبرز متاحف الفن الحديث في أوروبا. وتتضمن المعروضات كل شيء: من أروع أعمال الفن الأوروبي والأمريكي من حقبة ستينات القرن الماضي إلى الاتجاهات الحالية للفن العالمي المعاصر.

  • قاعة شيرن للفن (Schirn Kunsthalle) هي واحدة من أبرز قاعات المعارض الأوروبية. وتسلط المعارض فيه الضوء على المواضيع الراهنة مثل: الانطباعية النسائية، التعبيرية، الدادائية والسريالية.



ومن الجدير بالذكر أن فرانكفورت توفر تذكرة ضفة المتاحف (موزيوم أُفر-تيكت) لأصدقاء الفن، حيث تتيح لهم فرصة زيارة الكثير من المتاحف لمدة يومين كاملين ولعدد غير محدود من مرات الدخول. وهذه الخدمة متوفرة أيضاً في صورة تذكرة سنوية تسمى بطاقة ضفة المتاحف (موزيومسأُفر –كارد). ويمكن الحصول على التذاكر لدى مراكز الاستعلامات الخاصة بالسياح أو لدى المتاحف المشتركة.

وفي ظل هذه الأجواء الثقافية التي تتميز بها مدينة فرانكفورت المشهورة عالمياً بمعرض الكتاب الدولي، لا ينبغي أن تفوت فرصة زيارة (بيت غوته)، الذي يمثل مسقط هذا الأديب الكبير. فقد قضى هنا معظم حياته المبكرة في كتابة الأعمال الأدبية مثل رواية (آلام الشاب فرتر) وبدايات مسرحية (فاوست) الشهيرة. ولا تستغرب إن سمعت في هذا البيت الكثير من اللغات العالمية، فهذا المكان يزوره الكثير من المعجبين وعشاق الأدب والثقافة من كل قارات العالم.

وقد وصف غوته يوم مولده في كتابه (الشعر والحقيقة)، حيث قال: "في 28 أغسطس من عام 1749، عندما دق جرس الثانية عشرة، ولدت في فرانكفورت على الماين...". وعلى الرغم من أن علاقة غوته مع مدينة مولده كانت متناقضة في وقت لاحق، إلا أنه يظل دائماً مكان طفولته وشبابه. فهنا كان يجوب الشوارع في الجزء القديم من المدينة، مختبراً الإثارة المحيطة بالتحضيرات للانتخابات الملكية وتتويج الأباطرة.

وبملاصقة (بيت غوته) مباشرة يقع (متحف غوته) الذي يعرض مجموعة واسعة من المخطوطات والصور واللوحات والوثائق التي تمثل حياته وأوقاته كما يحتوي على العديد من الأعمال الفنية، مما يوضح العلاقة الوثيقة بين الأديب والفن والفنانين.

كما يمكنك زيارة صالة القيصر (كايزر سال) في قاعة (رومر). ففي السابق، كانت قاعة الإمبراطور مكاناً ملكياً يلائم تتويج الأباطرة الألمان وأصحاب الوظائف المدينة التي لا حصر لها. واليوم تصطف على جدرانها صور من القرن التاسع عشر لحوالي 52 امبراطوراً ألمانياً، ابتداءً بـ شارلمان "الذي توج سنة 800" وانتهاء بـ فرانتس الثاني، الذي تنازل عن العرش عام 1806. وقد تم إعادة بنائها بأسلوب عصري تماماً.


احتفالية ثقافية وفنية ورياضية في 2012

في عام 2012 تجذب فرانكفورت زوارها مجدداً بسلسلة كاملة من الأحداث والفعاليات. وسواء أكانت أحداثاً رياضية كبيرة، تقام سنوياً في حاضرة الماين، أو معارض فنية رائعة أو مهرجانات تقليدية، فهذه المدينة تقدم لكل زائر العرض المناسب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك مؤسسات ثقافية قائمة تتطور وتنمو باستمرار بحيث تجعل العروض المقدمة لمواطني فرانكفورت وضيوفها أكثر اتساعاً وتنوعاً.

وهكذا من المتوقع أن يفتتح متحف شتيدل (شتيدل موزيوم) في شهر فبراير من العام 2012 قاعات تحت الأرض، يتم إمدادها بضوء طبيعي من خلال مناور دائرية، ستحتوي مجموعة الأعمال الفنية التي تمثل ما بعد عام 1945.

ومن أبرز معارض فرانكفورت سيكون بالتأكيد المعرض الرائع والنادر لأعمال الفنان (جيف كونز)، التي سيعرضها متحف النحوت القديمة (ليبيغهاوس سكولبتورنسزاملونغ) وقاعة شيرن للفن (شيرن كونستهاله) خلال الصيف في تعاون وثيق مع هذا الفنان، الذي يعد واحداً من أكثر الفنانين الدوليين الأحياء تأثيراً وشهرة في مجال الفن المعاصر. وبينما يقوم متحف (ليبيغهاوس) بتقديم عرض واسع لأهم منحوتات (جيف كونز)، تضع قاعة (شيرن) لأول مرة مجموعة أعماله التصويرية في طليعة أحد المعارض.

فالمنحوتات التي ستُعرض في الفيلا التاريخية لمتحف ((ليبيغهاوس) وفي أبنية المعارض والحديقة الكبيرة الشبيهة بالمنتزه وكذلك في نفس الوقت معرض لوحات كونز في قاعة (شيرن) تشكل معاً واحداً من أكبر معارض أعمال هذا الفنان.

وسيكون الفن حدثاً يمكن معايشته خلال عام 2012، حيث سيتاح ذلك 3 مرات، فمن 15 إلى 20 أبريل ستقف فرانكفورت في دائرة الضوء من خلال مهرجان الضوء الثقافي الدولي (لوميناله 2012)، الذي يقام بالتوازي مع المعرض العالمي الرائد في مجال الهندسة المعمارية والتكنولوجيا (الإضاءة + البناء) (لايت+ بيلدينغ)، حيث يتم تقديم مشروعات إضاءة وتطبيقها على مجموعة متنوعة من المباني في جميع أنحاء المدينة. وستعمل حافلات مكوكية بين المباني الفردية التي تقام فيها أيضاً فعاليات حول هذا الموضوع.

ولاحقاً، بعد أسبوع واحد فقط، وتحديداً يوم 21 أبريل 2012، سيتمتع أصدقاء المتاحف، على سبيل المثال لا الحصر، بليلة المتاحف (ناخت دير موزين)، إذ سيعرض أكثر من 40 متحفاً وكذلك الكثير من صالات العرض في وقت استثنائي برنامجاً ثقافياً وفنياً واسعاً وممتازاً. وإلى جانب المعارض تتوفر أيضاً جولات إرشادية قصيرة، حفلات موسيقية، رقص، محاضرات، مسرح، عروض أداء، حلقات عمل، حفلات ومأكولات عالمية. وستقوم حافلات نقل مجانية حتى الساعة الثانية صباحاً بنقل الزوار إلى مرافق وقاعات المعارض المشاركة.

وكما جرت العادة في كل عام وتحديداً في آخر عطلة نهاية أسبوع من شهر أغسطس (من 24 وحتى 26 أغسطس 2012) فإن مهرجان ضفة المتاحف (موزيومسأُفر فيست) سيمثل مرة أخرى بكل تأكيد نقطة الذروة خلال الاحتفالات الثقافية التي تقام في الهواء الطلق.

وستحتفل فرانكفورت بمتاحفها، التي تقدم برنامجاً متنوعاً لجميع الأعمار، حتى ساعة متأخرة من الليل. ففي الخارج على ضفة المتاحف (موزيومسأُفر) تساهم مسرات الفن والطعام من جميع أنحاء العالم في تحويل زيارة هذا المكان الثقافي الفريد على ضفة نهر الماين إلى تجربة لا تُنسى.

ومن يفضل أن يتمتع بالفن عن طريق الأذن سيكون بانتظاره من يوم 7 وحتى 10 يونيو 2012 مهرجان الكورال الألماني (دويتشه كورفيست 2012) الذي يقام في مواقع مختلفة من وسط مدينة فرانكفورت. وسواء كان ذلك في حفلات موسيقية على خشبة مسارح مهرجان الكورال، في الكنائس أو في الهواء الطلق خلال مسابقة الكورال، أثناء حفلات الغناء أو في ليلة الجوقات الغنائية، فإن أكثر من 400 جوقة مع حوالي 20 ألف مغني ستحول فرانكفورت إلى مسرح كبير فريد من نوعه.

من جهة أخرى، فإن مهرجان نبيذ التفاح (آبفلفاين فستيفال) يقام تقليدياً من 10 إلى 19 أغسطس في قلب فرانكفورت. ويمثل هذا المهرجان الثقافي جزءاً كبيراً من نمط الحياة في هذه المدينة، حيث يحتفل أهل فرانكفورت وزوارها بمشروباتهم الوطنية وبمهرجانهم الخاص وببرنامج مسرحي منوع. ويتم خلال هذا المهرجان تقديم مشروبات مصنوعة من أصناف التفاح القديمة مثل المشروبات وكوكتيلات العصير المخلوطة مع نبيذ التفاح.

ولمحبي الرياضة أو أولئك الذين يفضلون المشاهدة فقط، سيسرهم أن يعرفوا أن (البطولة الأوروبية للرجل الحديدي) ستقام يوم 8 يوليو 2012 في فرانكفورت والمنطقة. ففي "أجمل هدف في العالم" على حد قول (كريس ماكورماك) أحد حاملي لقب البطولة، تتحول ساحة (رومربيرغ) الشهيرة إلى هدف يتسابق للوصول إليه حوالي 3 آلاف مشارك من مختلف أنحاء العالم وسط تصفيق الجماهير وهتافاتهم.

أما أقدم سباق لمارثون المدينة في ألمانيا فسيبدأ في الخريف وتحديداً يوم 28 أكتوبر 2012. فمع برنامج حافل بالموسيقى وبالعديد من مهرجانات الشوارع وبرنامج للأطفال، يساهم مارثون بي إم دبليو في مدينة فرانكفورت في وضع المشاركين والمشجعين على حد سواء ضمن أجواء حماسية للغاية.

وفي آواخر عام 2012 يضع سوق عيد الميلاد التقليدي في فرانكفورت زواره في أجواء ما قبل عيد الميلاد. فهذا السوق، الذي سيقام في ساحة (رومربيرغ) في الفترة الممتدة من 26 نوفمبر وحتى 22 ديسمبر 2012، يعد واحداً من أقدم وأجمل أسواق عيد الميلاد في ألمانيا.