خبراء

كِبر السن لا يعني فقدان اللياقة البدنية

(د ب أ) - يعتقد الكثير من الأشخاص أن اللياقة البدنية والتقدم في العمر شيئان لا يجتمعان مطلقاً، إلا أن الطبيب الألماني هيربرت لولغن أكدّ أنه يُمكن لكبار السن التمتع أيضاً بقدر من اللياقة البدنية من خلال ممارسة الرياضة، محذراً من الاندفاع في ذلك عند البدء في ممارستها أو التحميل الشديد على الجسم، لاسيما إذا لم يكن قد سبق لكبار السن ممارسة الرياضة.

 

وأضاف البروفيسور لولغن من الجمعية الألمانية للطب الرياضي والوقاية بالعاصمة برلين :"إذا لم يكن كبار السن يُمارسون الرياضة قبل ذلك وبدؤوا بممارستها بقدر كبير من التحميل على أجسادهم، فإنهم يعرضون أنفسهم بذلك للعديد من المخاطر بدءًا من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وصولاً إلى الإصابة بأزمة قلبية أو مواجهة خطر الموت المفاجئ".

 

وكي يقي كبار السن أنفسهم من هذه المخاطر، أوصاهم الطبيب الألماني باستشارة طبيب رياضي مختص أولاً قبل البدء في ممارسة الرياضة من الأساس، وذلك لاستيضاح المخاطر المحتمل التعرض لها عند البدء في ممارسة الرياضة أو عند التحميل على الجسم خلالها.

 

وأردف الطبيب الرياضي الألماني أن خطر الإصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية يزداد بمعدل يتراوح من 5 مرات إلى 50 مرة، إذا ما بدأ الأشخاص الأكبر من 35 عاماً ولم يمارسوا أي نشاط رياضي طوال حياتهم تقريباً، في ممارسة الرياضة بعد بلوغهم هذه المرحلة العمرية.

 

اختبار بذل الجهد

وأوصى لولغن الرجال بدءًا من 45 عاماً والنساء بدءًا من 55 عاماً بضرورة الخضوع لاختبار بذل الجهد، الذي يقومون خلاله بالجري على دراجة بذل الجهد ويخضعون أيضاً للفحص بجهاز تخطيط ضربات القلب، كما يقوم الطبيب بقياس معدلات ضربات القلب وضغط الدم لديهم.

 

وإذا كانت نتائج هذا الاختبار طبيعية، ينصح لولغن كبار السن حينئذٍ بمحاولة إدخال المزيد من الأنشطة الحركية إلى يومهم، موضحاً :"يُمكن تحقيق ذلك مثلاً من خلال صعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد الكهربائي والسير على الأقدام في المسافات القصيرة بدلاً من استخدام السيارة أو النزول قبل مكان المنزل أو العمل بمحطتين وإكمال المسافة المتبقية سيراً على الأقدام عند ركوب الحافلة أو الترام".

 

وإذا كان كبار السن يرغبون في ممارسة أنشطة رياضية بعينها، أوضح لولغن أنه يُمكنهم حينئذٍ استشارة الطبيب الرياضي في ذلك، حيث يُمكن أن يقدم لهم نوعية الرياضات، التي تتناسب مع الحالة المرضية لكل شخص، كأن يكون مصاباً مثلاً بمشاكل روماتيزمية في الظهر والمفاصل.

 

وأضاف اختصاصي الطب الرياضي الألماني :"بشكل عام يُعد المشي السريع والمشي الشمالي (باستخدام العصي) وكذلك السباحة من أكثر الرياضات المناسبة لكبار السن والتي لا تُمثل خطورة عليهم".

 

وصحيح أنه يُمكن لكبار السن المبتدئين في ممارسة الرياضة القيام بهذه الأنشطة الرياضية بأنفسهم، إلا أن لولغن ينصحهم بأن يمارسوها تحت إشراف مدرب متخصص، وإلا قد يعرضوا أنفسهم لخطر القيام بحركات خاطئة أثناء ممارستها أو بالتحميل على أجسادهم بشكل خاطئ، ما يُزيد من خطر تعرضهم للإصابات.

 

محاور ثلاثية

أما إذا فضّل كبار السن ممارسة الرياضات الجماعية مثل كرة القدم أو الكرة الطائرة، ينصح الطبيب الرياضي حينئذٍ بتدريب قدرتهم على التحمل وقوتهم العضلية وكذلك لياقتهم البدنية أولاً قبل البدء في ممارسة هذه النوعية من الرياضات للمرة الأولى.

 

وأكدّ لولغن أنه ينبغي على كبار السن الالتزام بهذه المحاور الثلاثة دائماً حتى عند ممارسة الرياضات التي لا تستلزم الكثير من الحركة كرياضة الغولف المفضلة لدى الكثير من كبار السن، لافتاً بقوله :"يجب على كبار السن ممارسة أحد التمارين التكميلية مع رياضة الغولف، كي يتم تعزيز قوة العضلات وقوة التحمل لديهم".

 

وبالنسبة لكبار السن الذين يتوجب عليهم ممارسة الرياضة لأسباب صحية، ينصحهم الطبيب الألماني بضرورة ألا يقل معدل ممارستهم للأنشطة البدنية عن ساعتين ونصف أسبوعياً عند التحميل على الجسم بشكل معتدل.

 

أما إذا لم يكن لديهم وقت كافً لذلك، أكدّ لولغن أنه يكفي حينئذٍ ممارسة الرياضة لمدة 90 دقيقة أسبوعياً، بمعدل 3 مرات لمدة 30 دقيقة في كل مرة، ولكن مع ممارسة التمرين بدرجة شدة أكبر.

 

وعند ممارسة كبار السن لرياضة تقوية العضلات المفيدة لهم، أوصى لولغن بممارسة ثلاثة إلى خمسة تمارين بعدد مرات تكرار تتراوح من 10 إلى 15 مرة وبقدر بسيط من التحميل على الجسم.