ثورة في مراقبة الحركة المرورية خارج السيارة

كاميرات المراقبة "داش كام" تغزو عالم السيارات

يشهد عالم السيارات حالياً اتجاه نحو الاعتماد على كاميرات الفيديو "داش كام" لمراقبة كل ما يدور أمام السيارة. وقد تزايد الإقبال على هذا النوع من الكاميرات بعد قيام أحد هذه الأنظمة مصادفة بتسجيل لحظات سقوط النيزك في مدينة تشيليابينسك الروسية في منتصف شباط/فبراير الماضي، وانتقلت هذه الصور عبر الشاشات العالمية. ومنذ ذلك الحين أصبحت كاميرا الفيديو هذه مثار اهتمام قائدي السيارات في جميع أنحاء العالم.

 

وعادةً ما يتم تثبيت كاميرات "داش كام" في الزجاج الأمامي للسيارة بواسطة مشبك التصاق، وتقوم هذه الكاميرات بتسجيل كل المواقف المرورية التي تحدث أمام السيارة، ويتم تخزين مقاطع الفيديو المسجلة على بطاقة ذاكرة، فضلاً عن أنه يمكن استدعاء هذه المقاطع عن طريق قارئ بطاقات الذاكرة بأي حاسوب. ويتم إمداد مثل هذه الكاميرات بالطاقة عن طريق بطاريات أو عن طريق كابل موصل بولاعة السجائر بالسيارة.

 

وتأتي الموديلات الفاخرة من هذه الأنظمة مزودة بكاميرا ثانية لمراقبة ما يدور بداخل مقصورة السيارة، مع وظيفة تسجيل الصوت ووحدة استقبال للنظام العالمي لتحديد المواقع (GPS)، والتي يمكن عن طريقها إلحاق كل مقطع من مقاطع الفيديو المسجلة بموقع جغرافي معين.

 

بالإضافة إلى أن الأنظمة المتطورة تشتمل أيضاً على مستشعر تسارع، الذي يمكنه التعرف على الحوادث؛ وفي هذه الحالة تقوم كاميرا "داش كام" بتخزين البيانات باستمرار، وفي رحلات القيادة التي تمر بسلام بدون وقوع أية حوادث يتم حذف أقدم مقاطع الفيديو أوتوماتيكياً، وتخفف هذه الوظيفة عن كاهل السائق، بحيث لا يضطر إلى إفراغ بطاقة الذاكرة من وقت إلى آخر.

 

وقد قامت مجلة "أوتو بيلد" الصادرة بمدينة هامبورغ الألمانية مؤخراً باختبار كاميرات "داش كام"، وأوضحت النتائج أن مثل هذه الكاميرات توفر صور مثالية بدقة فائقة الوضوح (HD) خلال النهار والليل. وقد وصلت هذه التقنية إلى مرحلة النضج منذ فترة من الوقت؛ لأن هذه الكاميرات يتم استخدامها منذ فترة طويلة في سباقات السيارات لمراقبة وتوثيق كل ما يحدث على حلبة السباق ولتعقب الأخطاء واكتشاف أجزاء الثواني المفقودة.