مزيج مذهل وجذاب: حدائق ومنتزهات.. أجواء خاصة.. قصور وقلاع تاريخية

مزيج مذهل وجذاب: حدائق ومنتزهات.. أجواء خاصة.. قصور وقلاع تاريخية

تكاد لا توجد مدينة رئيسية ألمانية خضراء مثل دوسلدورف، فما يقرب من خمس إجمالي مساحة المدينة عبارة عن غابات ومناطق خضراء ترفيهية، وما مجموعه حوالي ثلث المساحة الحضرية في دوسلدوروف عبارة عن محميات طبيعية. أي كل ما يضمن جودة الحياة ويعزز من جاذبية المدينة كونها مكان مثالي للعيش، فهي تشجع على الحفاظ على الطبيعة والبيئة في تناغم مع تطور المدينة. وبالفعل فإن المدينة قطفت ثمار مفهوم المناطق الخضراء الناجح والتزام السكان الكبير، كما نالت جوائز وطنية وأوروبية لحدائقها ومنتزهاتها ذات التصميمات الرائعة. ولسنوات عديدة خلت، حفزت القصور والقلاع وحدائقها الساحرة مخيلة الزوار، وكانت تحلق بهم في زمن الماضي الجميل، عصر الحكايات وأساطير الفرسان.


السياحة الخضراء!

يأتي العديد من الزوار إلى دوسلدورف، عاصمة ولاية (نوردراين-فستفالن)، لمجرد التمتع بحدائقها الجميلة ومساحاتها الخضراء، حيث تشكل "محوراً أخضراً" في جميع أنحاء المدينة على ضفاف نهر الراين، بحيث يمكن لأهل دوسلدورف وزوارها الوصول إلى تلك المناطق الهادئة وبسرعة. ومن على ارتفاع 240 متراً، يمكن لزوار برج الراين (راين تورم) أن يشاهدوا حدائق دوسلدورف الغنّاء التي تبدو على هيئة جزر للراحة والاسترخاء. وإلى جانب واحات تتواجد في وسط المدينة كمنتزه (راين بارك) وحديقة (هوف غارتن)، تضم مناطق الجذب الرئيسية أيضاً المنتزه الشمالي (نورد بارك) مع حديقته اليابانية، والقصر الملكي (كايرز بفلاتس)، وقصر وحديقة (بينرات). أما المنتزه الجنوبي (زود بارك)، الذي تمت توسعته على امتداد مساحة واسعة من أجل مهرجان الحديقة الوطنية الألمانية (بونديسغارتنشاو) في عام 1987، فيمثل رئة دوسلدورف الخضراء.


وبالنسبة لحديقة دوسلدورف الأولى (هوف غارتن) فقد تم إنشاؤها في القرن السادس عشر، إذ تعد هذه الحديقة الخضراء الجميلة الواقعة في قلب وسط المدينة تماماً، مكاناً رائعاً للاستجمام والراحة، يمكّنك من التقاط أنفاسك بعد الجولات التي تقوم بها في شوارع التسوق القريبة. وفي الصيف، على وجه الخصوص، تصبح الأجواء فيها مثالية، نظراً للدور الذي تلعبه الأشجار والبرك والنوافير في تلطيف درجات الحرارة.

وبدوره فإن المنتزه الشمالي (نورد باك) لا يمثل فقط وجهة سياحية شهيرة بالنسبة للسكان المحليين من المناطق المحيطة، بل يقصده أيضاً زوار المعارض التجارية الذين يرغبون بتمضية بعض الوقت في الخارج وكذلك الناس الذين يقدرون قيمته الترفيهية ويأتون إلى دوسلدورف من كل مكان. وسيتمكن الزوار أيضاً من التعرف على أنشودة طبيعية تعكس منطقة الشرق الأقصى، حيث تتمركز في الزاوية الشمالية الغربية من منتزه (نورد بارك) جوهرة طبيعية خاصة جداً تتمثل في الحديقة اليابانية على نهر الراين (يابانيشه غارتن آم راين).


أما المنتزه الجنوبي (زود بارك)، الذي أقيم فيه مهرجان (بونديسغارتنشاو) في عام 1987، فيعتبر أكبر منتزهات دوسلدورف وأكثرها استقطاباً للزوار. وتخلق المساحات السكنية الخضراء القريبة انطباعاً على تناغم المناظر الطبيعية المثالية تقريباً، وتنتشر مناطق الجذب المركزية على طول محور من المياه يمتد 600 متراً، حيث تجتمع 16 حديقة مختلفة لضمان الترفيه والاستجمام.

 

البلدة القديمة قلب دوسلدورف

 لن تجد مكاناً آخر في عاصمة ولاية  )نوردراين-فستفالن)  قريباً جداً من قلب المدينة كما هو الحال مع منطقة البلدة القديمة التي تقع بين نهر الراين وشارع (هاينريش هاينه آليه)، حيث تجد كل ماتتمناه، والجميع على حد سواء سوف يجدون ضالتهم هناك،  فمن يود قضاء وقت ممتع ما عليه سوى التوجه إلى البلدة القديمة (ألتشتادت). ويصعب وصف هذا التنوع واختصاره في جملة واحدة، فمن النادر أن تجد 260 بار وحانة ونادي ليلي ومطعم تصطف بالقرب من بعضها البعض في مكان واحد في أي مدينة أخرى كما هو الحال في البلدة القديمة (ألتشتادت).  أما بالنسبة للطعام الذي يتم تقديمه فيتراوح بين المطبخ المحلي وأطباق منطقة الراين ومأكولات الشرق الأقصى. كما يمكن تذوق الفن والثقافة عبر القيام بنزهة بين الأزقة الفريدة. وحتى متاجر الأثاث فهي متوافرة أيضاً في البلدة القديمة، وكذلك الأمر بالنسبة  للمحلات الصغيرة التي تلبي الاحتياجات اليومية وتجار التجزئة المتخصصين بكل الأنواع.

وإذا كنت ترغب في التجول ليلاً في دوسلدورف، فلا يمكنك تجاهل البلدة القديمة، حيث تجد المطاعم المتنوعة بدءاً من الأماكن المتخصصة ووصولاً إلى محلات الوجبات السريعة والفلافل اللبنانية، بحيث تحصل هنا على كل ما يرضي الأذواق المختلفة ويناسب جميع الميزانيات، بل ستتملك الحيرة حتى عندما تهم بالاختيار بين تناول القهوة أو الكابتشينو.

وهناك عدد لا يحصى من الحانات  والمقاهي التي تدعو السياح لقضاء الوقت والاسترخاء، فالمقاهي العصرية في شارع (شتادت بروكشين)، ساحة (ماركت بلاتس) أو شارع (ميتلشتراسه)، تمثل المكان المناسب للالتقاء.

أما حياة الليل في دوسلدورف فهي تتجاوز حدود المدينة، إذ  تعد البلدة القديمة موطناً للنوادي الليلية، ولأفضل الكوكتيلات، والحانات الايرلندية ومصانع الجعة المحلية الأكثر شهرة. ويشكل كل من شارع (بولكر شتراسه) و(كورتسه شتراسه) و(بيرغر شتراسه) ما يسمى بـ  "أطول بار في العالم"، الذي كثيراً ما تم مدحه في أغاني فرقة دوسلدورف (دي توتن هوزن). ويعتبر الأربعاء هو اليوم الذي يجتمع الناس فيه للرقص أو تناول المشروبات في شارع (راتينغر شتراسه).

كما يعد التسوق أمر لا بد منه في دوسلدورف ويمكن أن يتم عبر جولة سريعة في البلدة القديمة، لأن هذا المكان مغاير تماماً لشارع التسوق الحصري (كونيغسآليه). وسوف يجد عشاق التسوق وصائدو الصفقات كل ما يبحثون عنه. فسواء أكانت متاجر فاخرة، سلاسل متاجر أزياء معروفة أو حتى محلات المنتجات المستعملة، فهذا هو المكان الذي يمكن العثور فيه على أحدث الصرعات العصرية وصيحات الموضة من الأزياء إلى العلامات التجارية الراقية الكبرى.

وفي سوق ساحة (كارلسبلاتس)، فتباع الأطعمة الطازجة والخضروات والفواكه الأفضل مذاقاً.

وبدورها تمثل المحلات التجارية الصغيرة والمطاعم العديدة ومتاجر التحف القديمة المنتشرة على طول الأزقة المرصوفة بالحصى التاريخية في منطقة (كارلسشتادت)، المكان المناسب لكل من يرغب بالابتعاد عن الأجواء الصاخبة. أما أفضل مكان للاسترخاء فهو منتزه نهر الراين حيث يمكن مشاهدة أفضل المناظر من نهر الراين ومرفأ الإعلام (ميدين هافن) وبرج القلعة التاريخي (شلوس تورم).

 وبالطبع، يمكن أيضاً الجلوس في أحد المقاهي المجاورة للنهر ومشاهدة العديد من المتزلجين وراكبي الدراجات وأشخاص يرغبون فقط بتمضية أوقات ممتعة والمشي على ضفاف نهر الراين.

كما تعد البلدة القديمة أيضاً مكاناً جديراً بالزيارة لكل من يعشق الثقافة والفن. فالمجموعة الفنية الخاصة بولاية نوردراين-فستفالن التي تمثل رسومات من القرن العشرين، ودار الأوبرا الألمانية على نهر الراين (دويتشه أوبرا آم راين) المتواجدان في شارع (هاينريش هاينه آليه)، قاعة الفن (كونست هاله) في ساحة (غرابه بلاتس)، أكاديمية الفن (كونست آكاديمي)، صالة الموسيقى (تون هاله) ومجمع (إيرينهوف) التي تقع جميعها على ضفاف نهر الراين، تمثل عناصر مهمة لمحور دوسلدورف الفني.

وتكتمل الأنشطة التي يمكن أن تقوم بها في البلدة القديمة من خلال متحف المدينة (شتادت موزيوم) ومتحف الأفلام (فيلم موزيوم)، والمعارض المتنوعة والمسارح الصغيرة.

وبالنسبة للمهتمين بمعرفة تاريخ دوسلدورف وجذورها، فهناك العديدة من المعالم المهمة التي يمكن زيارتها مثل كنيسة (لامبرتوس)، برج القصر (شلوس تورم)، ومبنى البلدية التاريخي (راتهاوس) مع تمثال الفارس (يوهان فيلهلم الثاني "يان فيليم") وهو من معالم دوسلدورف الهامة في قلب المدينة القديمة. أما نهر (دوسل)، هذا النهر الصغير الذي أعطى المدينة اسمها، فيمكن رؤيته فقط بين زقاق (ليفر غاسه) وساحة (بورغ بلاتس)، حيث يوجد هناك نصب تذكاري يخلد ذكرى معركة (فوررينغن)، التي انتهت بفوز القرية بميثاق بلدتها.

 

القصور والقلاع في دوسلدورف والمنطقة المحيطة

ضمن نصف قطر دائرة يبلغ 80 كم، توفر المنطقة المحيطة بدوسلدورف الكثير من الخيارات للزوار ليسافروا عبر الزمن إلى العصور القديمة، سواء كانت القلعة ذات الخندق الأكثر أهمية في منطقة الراين السفلى، والتي يرجع تاريخها إلى عصر الامبراطور بارباروسا، أو القصر الفريد العائد إلى نهايات عصر الباروك، فهي بمثابة الوحي لأي شخص يهتم بالتاريخ أو يريد ببساطة أن يشتم عبق التاريخ.

تم بناء قصر بينرات (شلوس بينرات)، الذي يقع في جنوب دوسلدورف على ضفاف نهر الراين، منذ أكثر من 200 سنة مضت كمقر صيفي، وبيت ريفي للصيد للأمير (كارل تيودور). وتعد حديقة القصر، التي صممها (نيكولا دى بيغاج)، واحدة من أجمل حدائق القصور على الإطلاق في القرن 18. واليوم، تشكل تصميماتها البديعة وديكوراتها الداخلية وهندستها الرائعة وحديقتها التي تعادل مساحتها 60 هكتاراً، عملاً من فن الروكوكو، الذي أصبح نادراً في أوروبا. وبينما يستضيف جناحه الشرقي متحف فن الحدائق الأوروبية (موزيوم فور أويروبيشه غارتنكونست) فإن الجناح الغربي يعد موطناً لمتحف التاريخ الطبيعي (موزيوم فور ناتوركونده).

وفي الحقيقة، يشكل كل من قصر وحديقة (بينرات) جوهرة ثقافية وسياحية خاصة بمدينة دوسلدورف، ويجمع بين فن العمارة والمناظر الطبيعية الخلابة، وكذلك البناء والطبيعة في مفهوم تصميمي شامل ليشكلان معاً عملاً فنياً فريداً. وبالنسبة إلى متحف فن الحدائق الأوروبية (موزيوم فور أويروبيشه غارتنكونست) فقد تم تقديم طلب لاختياره ضمن قائمة مواقع اليونسكو للتراث العالمي.

 

وفوق ضفاف نهر الراين تقف أطلال قصر (كايزربفلاتس) القوية العائدة للقرون الوسطى. تم بناء هذا القصر الملكي من قبل فريدريش الأول (بارباروسا)، وكان يوماً يمثل واحداً من أهم قلاع سلالة الملوك الألمان (هوهنشتاوفن) على نهر الراين، ويمكن مشاهدته وسط الطبيعة الخلابة لمنطقة (كايزرسفيرت) شمالي مدينة دوسلدورف. وتم توسعة القصر من قبل الامبراطور الأسطوري (بارباروسا) بعد نقله الرسوم الجمركية لنهر الراين من هولندا إلى (كايزرسفيرت)، وبالتالي احتاج إلى حصن لمراقبة نهر الراين. وتم شحن كتل صلبة من الصخور البركانية "التراكيت" من جبل (دراخنفيلز) في سلسلة جبال (زيبنغيبيرغه) إلى منطقة (كايزرسفيرت). واليوم فإن جدران هذه الأطلال الرائعة لأحد أكبر القصور الملكية والقلاع الامبراطورية لا تزال بطول 50 متراً وسماكة تصل إلى 4.5 متر.

وبالفعل تعتبر أطلال القصر الإمبرطوري (كايزر بفلاتس)، موقعاً لا يمكن أن يغفل عنه أي زائر يعشق التاريخ. وقد ساعد الترميم الذي تم تنفيذه منذ بداية القرن الماضي على الحفاظ على هذا الصرح المعماري الفريد.

 

أما (تسونس) فتعد واحدة من أفضل الأمثلة على البلدة المحافظة على تحصيناتها في منطقة نهر الراين، وذلك بفضل تحصيناتها المصانة المتفردة العائدة إلى القرن الرابع عشر. ويساهم كل من المركز التاريخي وجدار البلدة السليم تماماً مع أبراجه العديدة في جعل هذه البلدة واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في المنطقة المجاورة مباشرة لدوسلدورف. ويمكن التنزه في الصيف، بواسطة مركب يربط حديقة قصر بينرات في جنوب دوسلدورف مع جوهرة القرون الوسطى، إضافة إلى العديد من المطاعم ذات الطابع التاريخي.

القصر الرئع دوك (فاسرشلوس دوك) قرب بلدة (يوشن)، يعد واحداً من أهم قصور المياه وكذلك من أهم المعالم الثقافية في منطقة الراين السفلى، ويرجع بك إلى ما يقارب 1000 سنة من التاريخ. ومنذ أن تم ذكره لأول مرة في وثائق ترجع لعام 1094 ، كانت ملكية القصر تعود لعائلة (تسو زالم-رايفرشايدت-دوك). ويقع هذا المجمع، الذي تم بناؤه على أربع جزر، ضمن الحدائق الغناء المحيطة به، ويعد مركزاً لفن الحدائق وثقافة تصاميم المناظر الطبيعية (تسنتروم فور غارتنكونست اُند لاندشافتسكولتور) وبالنسبة للمناطق المائية والممرات والمجموعة المميزة من الأنواع النادرة والأشجار الرائعة التي صممها أصحابها الملكيون فقد شكلت مشهداً خلاباً لامثيل له، لا سيما عندما تتفتح أزهار الريددندنرين والأزليات (رودوديندرون اند آتساليّن) في فصل الربيع ، كما جعلت منها مقصداً شهيراً للنزهات.

قلعة (لين) ذات الخندق المائي، تقع على مشارف مدينة (كريفيلد)، وتعد واحدة من أقدم مجمعات القلاع في المنطقة. واليوم، يعود تاريخ القلعة إلى القرن الثالث عشر. وكان الجناح الجنوبي وجدار الدفاع الخارجي المنخفض الارتفاع من بين أمور أخرى تم بناؤها في القرن 15. ومن خلال الأبراج، الأسوار، القبو ، البهو والمصلى، فضلاً عن فناء سليم تماماً يحيط بها جميعاً خندق واسع، تبرز صورة حقيقية عن قلاع القرون الوسطى. وبدوره يعد البيت الريفي للصيد موطناً لعدة غرف مفروشة يعود تاريخها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، إضافة إلى مطبخ مزرعة مجهز بالكامل ويعتبر نموذجاً منطقة الراين السفلى، ومجموعة من الأدوات الموسيقية التاريخية.

متحف قصر رِودت (موزيوم شلوس رِودت) في مدينة (مونشنغالدباخ)، هو عبارة عن مجمع من المباني التي تعود أصولها إلى القرن الثاني عشر. وفي الوقت الحاضر فإن الشكل المعاصر للمجمع ما هو إلا نتيجة إجراءات التغيير التي نفذت خلال منتصف القرن السادس عشر. ويقدم المتحف نفسه بوصفه الوحيد الذي حافظ تماماً على مبناه الذي يحمل طابع عصر النهضة في منطقة الراين السفلى، فالموقد، والسقوف، والجداريات، وأغطية الأرضيات قد نجت جميعها من أثاث المبنى الأصلي. واليوم، يعد القصر مقراً لمتحف قصر رِودت (موزيوم شلوس رِودت)، الذي يركز على سمات فن عصر النهضة والباروك وعلى التاريخ الحضري والصناعي.

 

قصر بورغ (شلوس بورغ) على نهر (فوبر) ، يمثل قلعة محصنة تقع قرب مدينة (زولينغن) ويرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وكانت مقراً لكونتات بيرغ. ومن خلال التحصينات وقاعة كبيرة ومستودع الأسلحة وزنزانة ومصلى القلعة ومعرض صور الأجداد، يتمكن المرء من إلقاء نظرة إلى تاريخ وثقافة القرون الوسطى. كما أن نظام القلعة، كمجموعة رائعة من المباني الصغيرة، يشبه إلى حد بعيد مستوطنات الحرفيين التاريخية. وهناك مقعد تلفريك يحمل الزوار من أسفل القلعة فوق المنحدر الحاد للاستمتاع بمشهد القلعة الرائع فوق منطقة السلسلة الجبلية (بيرغيشه لاند)، حيث تنتشر العديد من المقاهي التي تدعو الزائرين لتناول فنجاناً من قهوة هذه المنطقة (بيرغيشه كافيه تافل) وهي قهوة تقليدية في فترة العصر.

أما قصر مويلاند (شلوس مويلاند) قرب بلدة (بدبورغ-هاو)، الذي يعد في الأصل أحد أهم قلاع العصور الوسطى في منطقة الراين خلال القرن التاسع عشر، فقد تم تحويله إلى أحد الهياكل القوطية الجديدة الأكثر أهمية في ولاية (نوردراين-فستفالن). وخلق ذلك التحويل عملاً فنياً ذي قيمة ثقافية تاريخية وفنية عالية، وذلك لأن المجمع شمل أيضاً حديقة رائعة للتمتع بأجواء رومانسية حالمة. ومن الجدير بالذكر هنا أن فن العمارة وفن الحدائق في القرن 19القرن يشكلان وصلة حية لأعمال القرن 20 الفنية.