أعراضه تظهر على مدى 14 يوماً على الأقل
الاحتراق النفسي نادراً ما يحتاج إلى علاج فوري
(د ب أ) - أكد البروفيسور الألماني فرانك شنايدر أن الاحتراق النفسي (Burnout)، الذي يصيب الكثير من الموظفين في الوقت الحاضر، نادراً ما يحتاج إلى علاج فوري، معللاً ذلك بقوله :"لا يُصنف الاحتراق النفسي كمرض في حد ذاته، لكنه يُصنف كعامل خطورة يمكن أن يؤدي إلى مرض نفسي آخر".
وأوضح شنايدر، الطبيب بمستشفى آخن الجامعي للطب النفسي والعلاج النفسي، أن أعراض الاحتراق النفسي تظهر في صورة الإحساس بإنهاك جسدي وذهني نتيجة الانغماس في العمل وعدم القدرة على الفصل بين الحياة الوظيفية والشخصية، جراء أعباء العمل المتلاحقة والضغوط التي لا تنتهي.
وأشار البروفيسور الألماني إلى أن الاحتراق النفسي ينطوي عادة على خطر الإصابة باكتئاب، لكن الأمر لا يصل إلى هذه الدرجة إلا في حالات استثنائية، موضحًا :"أكثر حالات الاحتراق النفسي لا تنتهي باكتئاب؛ لأن الشخص المعني يمتلك قدرة كافية على تجاوز هذه الحالة بنفسه".
وأكد شنايدر أن الإنسان يمكنه مواجهة مثل هذه الحالات بأن يكون على سبيل المثال على علاقة طيبة على الأقل بشخص واحد يثق به وأن يعيش في مناخ أسري مستقر.
وأشار الطبيب الألماني إلى أنه ليس من الممكن علاج هذا الاحتراق النفسي بالمعنى الطبي المتعارف عليه ولكن من الممكن رصده وتشخيصه ليبدأ الإنسان في التفكير فيما يمكن أن يفعله على المستويين النفسي والاجتماعي للتغلب على هذه الحالة النفسية.
وأضاف شنايدر :"عندما يشعر الإنسان بأنه منهك وخائر القوى، فعليه أن يحاول أن ينعم بقسط أكبر من النوم، وأن يمارس الرياضة بشكل منتظم، وأن يشغل وقت فراغه بشكل مفيد بعيداً عن العمل".
وأشار البروفيسور الألماني إلى أن الاحتراق النفسي يمكن أن يكون مرحلة سابقة للاكتئاب، مؤكداً أن هناك أعراضاً لذلك يجب أن تظهر على مدى 14 يوماً على الأقل، وأهم ثلاثة أعراض لذلك تتمثل في فقدان الاهتمام والاكتراث بالأشياء المحيطة بالإنسان وفقدان الدافع والحماسة للحياة واعتلال المزاج.
وفي هذه الحالة شدد شنايدر على ضرورة أن يسارع الأشخاص الذين يشعرون بهذه الأعراض لعرض أنفسهم على الطبيب، مشيراً إلى تناول بعض العقاقير تحت إشراف الطبيب أو العلاج النفسي يمكن أن يساعدا في تجاوز هذه الحالة.