ترافق المرضى مسحة من المتعة والرفاهية

مرافق الاستشفاء والاستجمام في ألمانيا.. بنية تحتية متطورة وتقاليد فريدة

من المعروف عالمياً أن ألمانيا تتمتع بسمعة طيبة في مجال الطب والعلاج، وهو ما أدى بكل تأكيد إلى رواج السياحة العلاجية في العديد من المدن الألمانية لاسيما العاصمة الألمانية برلين ومدن مثل ميونخ، هامبورغ، دوسلدورف، فيسبادن وشتوتغارت وغيرها. وفي السنوات الأخيرة ازدادت رحلات السياحة العلاجية من الدول العربية وخاصة من دول الخليج إلى ألمانيا، حيث كثيراً ما يأتي المريض مع عائلته ليس فقط ليتلقى العلاج، بل ليزور أيضاً المناطق السياحية ويتبضع من الأسواق الألمانية الشهيرة.

 

ترحيب بالزوار العرب

يحظى مفهوم السياحة العلاجية بالكثير من الاهتمام والتركيز في العديد من المدن الألمانية الشهيرة، التي اعتادت على استقبال زوارها العرب. ومن يقوم بزيارة بعض هذه المدن، سيلاحظ أن الزوار القادمين من منطقة الخليج يشعرون وكأنهم في بلدهم الثاني، حيث يفضلون السير بأزيائهم التقليدية في شوارع المدن الألمانية ويتسوقون من متاجرها الفاخرة، وهذا ما اعتاد عليه أهل بعض تلك المدن الذين يحرصون على استقبال السياح العرب بكل حفاوة، ويولون اهتماماً خاصاً بالسائح والمريض العربي، فهو يتمتع بخدمات خاصة بحكم الخصوصية الثقافية والدينية. ولذلك تتواجد بعض الشركات التي تُعنى بالضيف العربي وتقدم له مجموعة واسعة من الخدمات الصحية والعلاجية والسياحية معاً. وقد تكون عملية إيجاد المستشفى المناسب والطبيب المختص ومسائل اللغة والتواصل من أبرز ما يمكن أن يبحث عنه أي مريض قبل سفره ليضمن رحلة علاجية تتصف بالسهولة والنتائج الإيجابية.

 

بنية تحتية متطورة

تمتلك ألمانيا بنية تحتية فريدة من نوعها في مجالات الوقاية وإعادة التأهيل وعلاج الأمراض المزمنة والسياحة الاستشفائية. يفوق عدد المرافق 1200 مكان يمكن القيام فيه بإعادة التأهيل وإجراءات الوقاية ويوجد أكثر من 350 حماماً استشفائياً وصحياً معترف به وبها تكتمل المكونات اللازمة للخضوع للعلاج في ألمانيا فيستفيد ويستمتع المريض ومرافقوه على حد السواء.

تعود ينابيع المياه الشافية والعناية الصحية الوقائية في ألمانيا إلى العصور القديمة والعصر الروماني. وهناك حتى يومنا هذا آثار لهذا العصر مثلاً في مدينة ترير وآخن وبادن بادن وفيسبادن. وحتى في العصر الحديث، فإن العلاج الوقائي مرتبط بازدياد اكتشاف ينابيع المياه الحارة والشافية وإنشاء أماكن الاستجمام وحمامات السباحة.

ولعبت العصور الوسطى دوراً مهماً في تطوير حمامات المياه الشافية حين تم إنشاء أول منشآت الاستجمام. وبعد ظهور المخطوطات في القرن السادس عشر التي خطها أطباء في ذاك القرن حول تأثير ينابيع المياه الشافية الإيجابي، بدأت فكرة الاستجمام تشهد رواجاً لا سيما من خلال انتشار العلاج بمياه الينابيع ومياه الشرب.

 

تقاليد فريدة

إن ما يميز العلاج الاستجمامي في ألمانيا هو تنوع العروض فيما يتعلق بالعلاج في المياه الشافية والاستشفاء في جميع أنحاء ألمانيا، من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق. وتقدم أماكن الاستشفاء والحمامات الشفائية مياهاً ذات صفات علاجية من ينابيع حارة ومعدنية ومالحة، والعلاج بالتربة الحارة والمناخ الشافي في القرى وعلى الساحل، والعلاج بالمياه حسب الطبيب كنايب واستخدام اشعاعات الغاز الطبيعي رادون. وتم ربط هذه الوسائل العلاجية الطبيعية الفريدة بطرق العلاج الحديثة. وبهذا تطورت مراكز العلاج الاستجمامي لتكون قبلة للرحلات والاستجمام والرياضة لتتناغم الروح مع الجسد والبيئة المحيطة. وبهذا الصدد نشأت أماكن استجمامية رائعة ذات تكوين هندسي رائع مزودة ببرامج فنية وثقافية.

 

شروط للاعتراف

إن الشروط الموضوعة لاستخدام نعوت مثل: (باد) أو (هايل باد) أو )هايلكيماتيشر كور أورت) (أي مكان استجمام ذو مناخ شاف) شديدة للغاية، حيث أن الأمر يتعلق بالصحة. فيتم تقييم تأثيرها العلاجي بصفة مستمرة تحت إشراف طبي. يجب أن يكون مكان الاستجمام معترفاً به من قبل الدولة، إلا ان العاملين به هم من الأطباء المتخصصين بالعلاج الاستجمامي ويعرفون وسائل العلاج التي تتيحها المنطقة جيداً ويرافقون المريض بالنصح والشورى. وتعمل أماكن الاستجمام والحمامات العلاجية على مبدأ: تعلم من الماضي ونظم الحاضر وخطط المستقبل.

 

ظروف مناخية مساعدة

تقدم ألمانيا ظروفاً مناخيةً ومناظر طبيعية تساعد على استرجاع الصحة. فالمناطق الجبلية والهواء العليل والمناظر الطبيعية الساحلية الخلابة المطلة على بحر الشمال وبحر البلطيق والطقس المعتدل كلها تلعب دوراً بالغ الأهمية في شفاء المرضى. كما أن الإرث التاريخي والثقافي ومراكز التسوق تضفي على قدومكم لألمانيا مسحة من المتعة والرفاهية فضلاً عن غايتكم الأولى ألا وهي العلاج.